أزمة غير مسبوقة لا تزال تعيش فصولها إسبانيا مع المغرب، عقب استقبالها زعيم البوليساريو بهوية مزورة بإحدى مستشفياتها، دفعت بعدد من المسؤولين البارزين بالجارة الشمالية للدلو بدلوهم بين من أيد بلده ومن عاتبها على التواطؤ مع الجزائر ضد مصالح المغرب الذي تجمعها به شراكات استراتيجية قوية.
خوسي بونو، مسؤول استخباراتي رفيع المستوى شغل منصب وزير الدفاع الإسباني سابقا، دخل على خط القضية، حيث اعتبر أن ما أقدمت عليه إسبانيا في حق المغرب الذي قال عنه أن له أفضال كثيرة بلاده، هو بمثابة انتحار.
وأوضح المتحدث في برنامج liarla pardo الذي يبث على القناة السادسة بإسبانيا أن المملكة المغربية جنبت بلاده حمامات دم بعدما مكنت إسبانيا من اعتقال إرهابيين متطرفين وصدت العديد من الهجمات الإرهابية التي كادت تودي بحياة العديد من الأبرياء.
واعتبر بونو أن الأزمة الحالية بين البلدين والتوتر القائم سيضر أكثر بإسبانيا ولن يخدم مصالحها أبدا، مشيرا إلى أن عدم اعتبراف إسبانيا بسبب الأزمة سيزيد من تعميقها وسينعكس سلبا على التعاون الأمني الوثيق مع المملكة المغربية.
وعلاقة بذات الموضوع، فقد صرح وزير الخارجية ناصر بوريطة، لإذاعة، “أوروبا 1″ ملمحا إلى أن المغرب سيكون مضطرا إلى قطع علاقته مع إسبانيا في حال استمرارها في تحوير سبب الأزمة والخلاف، والذي ليس إلا استقبالها لمجرم مبحوث عنه لاقترافه تهما جنائية فوق أراضيها الإسبانية.
وأكد بوريطة أن سبب الأزمة هي إسبانيا وعليها ايجاد حل والأمر متروك لهم، مسترسلا “و إذا اعتقدت أن الأزمة يمكن حلها عن طريق تهريب المعني بالأمر بنفس الطريقة، فذلك يعني أنهم يبحثون عن المزيد من الاحتقان، أو تفاقم الأزمة أو حتى قطع العلاقات نهائيا “.
وبخصوص مشكل تدفق المهاجرين على مدينة سبتة، أورد الوزير أن الأمر ناتجٌ عن إنهيار الثقة بين الرباط و مدريد، وأن هذا الإنيهار، جاء بسبب خرقها للقوانين بإستضافة شخص بهوية وجواز مزور، دون الأخذ بعين الاعتبار لعلاقات التعاون الأمني مع شريك كالمغرب.
