داخلية اسبانيا تحتفي بتدخل عناصر شرطتها العنيف بسبتة

عبّر وزير الداخلية الاسباني فرناندو غراندي مارلاسكا عن رضاه عن تدخلات عناصر شرطة بلاده في سبتة لضبط الأمن، وذلك في أعقاب اقتحام نحو 8 آلاف شاب مغربي لحدود المدينة المحتلة، وهو الانجاز الذي اعتبره “عملا قويا وفعّالا”، ليغفل عمداً عن ذكر أعمال العنف التي مارستها الشرطة الاسبانية في حق هؤلاء، والتي أدانتها هيئات حقوقية محلية ودولية.

وقد أكد مارلاسكا، أن الاستجابة الفورية لعناصر الشرطة الإسبان في أزمة سبتة كان “استثنائيا”، وأبان عن طول باع أجهزة الامن الاسبانية في مواجهة التهديدات الأمنية للاجئين على ثغر سبتة، ما مكّنهم من احتواء الفوضى التي أحدثها مقتحمو المدينة، وإعادة نحو 6 آلاف منهم في مدة لا تتجاوز 48 ساعة.

وجاء رد الوزير الاسباني، على تدخل لنائب بمجلس الشيوخ ينتمي لحزب الشعب المحافظ، نسف كل النجاحات التي سبق ونسبتها الحكومة لنفسها في عدة جلسات وزارية ولقاءات صحفية، بخصوص تعاطيها الناجع مع قضية سبتة، ليتهمها “بالتصرف بضعفٍ” مع هذه الأحداث، وهو نفس الطّرح الذي تبنته قوى سياسية متعددة من الداخل الاسباني، بل وذهب بعضها لاتهام الدولة بلا مبالاتها بالمشاكل التي تشهدها بين الفينة والاخرى أقاليمها البعيدة جغرافيا، كسبتة ومليلية وجزر الخالدات وجزر البليار.

يُشار إلى أن مارلاسكا، قد تورّط فيما أسماه معارضوه من الداخل الاسباني بـ “السقطة السياسية”، حين أعلن منذ أيام قليلة فقط إصرار بلاده على اعتبار مُقام زعيم البوليساريو على أراضيها “لفتة انسانية !”، وهو الأمر الذي جرّ عليه سيلا من الانتقادات التي تجاوزته لتبلغ أعلى هرم السلطة بالبلاد، والتي اعتبرت قراره مغامرة غير محمودة العواقب، ولفتة غير مدروسة من شأنها التأثير سلبا على علاقة مدريد بالرباط إلى أجل غير محدد.