2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
“البام” يواجه نزيف استقالات تهدد وحدته قُبيل الانتخابات

علامات استفهام كبيرة تلك التي بدأت تتشكل في محيط دائرة حزب الأصالة والمعاصرة، خاصة بعد فقدانه لبعض أفضل كوادره، الذين آثروا الاستقالة لينسحبوا ساخطين، قبل أن تتوحد كلمتهم جميعا على أن “البام” بات عملة متقادمة، وحزبا سياسيا ينحدر بقيادييه إلى القعر، بعد أن عمدت قيادته الحالية إلى جمركته وتحفيظه لفائدة أشخاص، بعدما كان تنظيما للوطن والأرض والسماء”، كما أوضح قياديه السابق محمد المتوكي، في مضمون رسالة استقالته.
ورغم وضوح الأسباب التي دفعت بـ “الباميين” إلى الاستقالة، إلا أن حلولا ما، أو إجراءات متخذة لتطويق الأزمة التي تعصف بالحزب لم يتم اتخاذها إلى حدود الساعة، وهو أمر ضروري، كون عامل الزمن لا يقف في صالح “البام”، والعمل بالأحزاب الأخرى قد شُرع فيه على قدم وساق منذ عدة أسابيع، خاصة وأن المغرب على بعد شهور قليلة من دخول دوامة الاستحقاقات الانتخابية.
يؤكد محمد المتوكي، أحد مؤسسي الفرع المحلي لحزب “البام” بالعرائش، ورئيس المؤتمر الوطني الأخير الذي أوصل وهبي لكرسي قيادة الحزب، (يؤكد) أن “الحزب الذي اختاره يوما رافعة لبناء الحداثة في المشهد السياسي المغربي، هو نفسه الذي يضيق اليوم، وبشكل متسارع على مناضلاته ومناضليه.. الذين عانوا فيه من شبحية الفكر، تفاهة الفكر المرافق”.
أما عادل الأتراسي، رئيس مجلس مقاطعة السويسي بالرباط، فقد أشار في نص استقالته، التي شملته وأربعة مستشارين عن نفس المقاطعة، “إلى صعوبة اتخاذهم لهذا القرار، الذي أملته عليهم اعتبارات موضوعية قيدت تأديتهم للأمانة الحزبية والسياسية والانتخابية على أكمل وجه”.
من جهته، لا يبدو أن عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، قد أبدى اهتماما بنزيف حزبه المستمر من كوادره، ليؤكد نهاية الأسبوع الماضي “أن لحزبه من المؤهلات ما يمكّنه من الظفر بالرتبة الأولى خلال الاستحقاقات الانتخابية القادمة.. وسيحاول إقناع المواطنين ببرنامجه الانتخابي الذي سيكون جاهزا في حدود النصف الثاني من شهر يونيو القادم”، قبل تأكيده على أن “البام” لم “يعد موضع نقد من أي جهة، وهذا ما يغيض باقي الأحزاب !”