لماذا وإلى أين ؟

مساعي اسبانية لحشد دعم ألمانيا ضد المغرب في ملف سبتة

يحاول رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، أثناء اجتماعه بدبلوماسيي الدول الأوروبية بمقر الاتحاد الأوروبي ببروكسيل يومي الاثنين والثلاثاء، أن يحشد لمزيد من الدعم لصالح بلاده ضد المغرب، في أعقاب حوادث مدينة سبتة، التي تُعد أخطر خلاف شهدته العلاقات بين الطرفين منذ أزمة جزيرة ليلى سنة 2002، محاولا التقرب من الجانب الألماني، ليُؤسس لقاعدة صلبة تنبني على خلافات برلين مع الرباط، لكسب مزيد من الشرعية لطروحاته لدى أكبر قوة اقتصادية في أوروبا.

وحسب ما تداولته وسائل إعلام أوروبية، فإن بيدرو سانشيز قد طرح ملف أزمة سبتة بشكل غير رسمي في اجتماع المجلس الأوروبي، لكنه في المقابل بذل مساعيَ حثيثة لاستمالة الجانب الألماني، من أجل توحيد الرؤى معه بخصوص هذا الملف، قبل أن يعود مجدداً إلى الاتحاد الأوروبي، مستنداً على دعمه لطرح قضية، ومحاولته استصدار قرارات من الاتحاد تنتصر له على حساب المغرب، والتي يرجو ألا تكون ذات صبغة سياسية فقط، بل اقتصادية أيضاً.

ولجلب مزيد من الاهتمام، بعزفه على وتر المظلومية، ناشد سانشيز دول الاتحاد الأوروبي، بتقديمها مزيداً من الدعم لاسبانيا لحل أزماتها المتواترة مع مشكلة الهجرة، والتي اتخذت منحى أكثر سوداوية بسبتة الأسبوع الماضي، كون سبتة حسب رأيه ليست مدينة اسبانية فقط، فهي أوروبية أيضاً !

من جهة أخرى، شككت نفس المصادر في إمكانية طلب رئيس الحكومة الفرنسي لدعم فرنسي أيضاً، إذ أنه ورغم وقوف باريس إلى جانبه في مواجهة أزمة سبتة، والذي لم يتجاوز بعض التصريحات اليتيمة لوزارة خارجيتها، إلا أنه لن يستطيع إقناعها بالتنكر لحليفها الاقتصادي الأول، الذي تربطها به علاقة طويلة الأمد، خاصة بعدما تدخلت هذه الأخيرة نهاية الأسبوع الماضي، دوناً عن كل الدول الأوروبية الأخرى، لتُعلن قيادتها لوساطة بين الرباط ومدريد لإنهاء الأزمة الدبلوماسية، بمبادرة من وزير خارجيتها جان إيف لودريان.

وتأتي مساعي اسبانيا لحشد دعم ألمانيا ضد المغرب، في زمنٍ ادّعت فيه بدورها، سعي المغرب إلى طلب دعم 11 جماعة ضغط بالولايات المتحدة الأمريكية، ستكون بالنسبة له، بمثابة لوبيات تشتغل من داخل مراكز القرار بواشنطن، في أفق جذب مزيد من دعمها السياسي لصالح الرباط، في حال قررت أمريكا الدخول على الخط، والوقوف كطرفٍ ثالث في الخلاف الدائر بين البلدين.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
abdellah
المعلق(ة)
27 مايو 2021 08:33

الله يخليكم يا الصحافيين ضعوا الأسماء المغربية مثلا جزيرة تورة و ليست جزيرة ليلى

متتبع
المعلق(ة)
26 مايو 2021 18:06

ما حك جلدك مثل ظفرك على المغرب ان يعتمد على نفسه وعلى ابناءه فدول الاستعمار كلها واحدة لا تهمها الا مصالحها الخاصة

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x