لماذا وإلى أين ؟

خبير عسكري يكشف خلفيات المناورات العسكرية الإسبانية قرب الحسيمة

أجرى الجيش الاسباني مناورات عسكرية بسواحل الجزر المحتلة بالقرب من مدينة الحسيمة المغربية، في خطوة اعتبرها مراقبون استفزازية وخطيرة في ظل  التوتر المتصاعد في الأزمة الدبلوماسية بين المملكة المغربية وإسبانيا، عقب سماح هذه الأخيرة لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي بدخول ترابها.

وحَمَلَت المناورات العسكرية التي قامت بها إسبانيا قبالة السواحل المغربية، اسم ”حملة دعم التواجد الاسباني بشمال أفريقيا”، ما يجعل هذه المناورات حمّالة لتفسيرات متفاوتة الخطورة حول الرسائل التي تريد إسبانيا أن تبعثها للمغرب في ظل التطورات الحالية، خاصة أنها جاءت مباشرة بعد انسحاب إسبانيا من مناورات الأسد الإفريقي التي يشارك فيها المغرب وأمريكا ودول أخرى.

وفي هذا السياق، أوضح المحلل السياسي، والخبير العسكري المغربي، محمد شقير، أنه “يمكن تفسير هذه العملية بعدة عوامل، أولاها أن هذه المناورات البحرية الإسبانية ترد على المناورات البحرية التي كان المغرب قد أجراها رفقة الولايات المتحدة الأمريكية على حدود جزر الكناري، وهي المناورات التي لم تتقبلها إسبانيا، ونددت بها وأنها تمت بدون علمها”.

المسألة الثانية، يضيف الخبير العسكري محمد شقير “هي أن العملية  ردٌ مباشر على انسحاب إسبانيا من مناورات الأسد الإفريقي، التي تم إما إبعادها بشكل غير مباشر، أو هي انسحبت نظرا للتسريبات التي كانت قد خرجت قبل إجراء هذه المناورات، والتي ركزت(التسريبات) على أن هذه المناورات ستجرى في بعض المناطق الصحراوية بما فيها المحبس، قبل أن يظهر على أن هذه المناورات ستجرى بين القنيطرة وطانطان”.

وأورد شقير في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “هذه التسريبات كانت إما من طرف المغرب، الذي أراد أن يبعد إسبانيا عن هذه المناورات، أو أنها من الطرف الإسباني للضغط على إسبانيا لعدم مشاركتها في هذه المناورات”.

ويرى الخبير العسكري نفسه، أن “عدم مشاركة إسبانيا في هذه المناورات الأخيرة، هو قرار اتخذته الأوساط العسكرية الإسبانية نظرا، كما أشرت مسبقا، للمناورات التي أجرتها أمريكا والمغرب على حدود جزر الكناري، إضافة إلى هذا التحالف الاستراتيجي بين المغرب وأمريكا، والذي يثير تخوفات الجانب الإسباني”، موردا أن “عدم المشاركة بدواعي مالية وميزاناتية يعكس هذه التخوفات”.

المسألة الثالثة، يستطرد ذات المتحدث، هي “أن هذه المناورات البحرية الإسبانية، تأتي في خضم التوتر الحالي الحاصل بين المغرب وإسبانيا، لإظهار قوة إسبانيا وبعث رسالة سياسية بأن إسبانيا يمكن أن تبدأ بالتصعيد، وهذا يذكرنا بأزمة جزيرة ليلى، بمعنى أن الرسالة السياسية هي إظهار قوة إسبانيا وإمكانية حل هذه التوترات بشكل عسكري”.

وخلص الباحث في العلوم السياسي والخبير العسكري محمد شقير، إلى أن “كل هذه العوامل مترابطة لإجراء هذه لمناورات، والتي لم تكن(المناورات) اعتباطية، بل كانت من ورائها خلفيات سياسية وعسكرية وحتى أمنية، بمعنى أن إسبانيا توجه رسالة مفادها أنها قادرة على حماية حدودها بشكل انفرادي، خاصة بعد أزمة الهجرة الجماعية غير النظامية من المغرب نحو سبتة المحتلة”.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
سعيد
المعلق(ة)
4 يونيو 2021 15:06

اسبانيا دولة استعمارية تستقوي بالاتحادالاوروبي وحلف الناتو لو كانت لوحدها لما تجرأت باستعراض عضلاتها في شمال أفريقيا، السؤال المطروح لمادا هدا الصمت المطبق من طرف الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية و دول المغرب العربي.اولا حادقين غير في المغرب نعلكم الله الا يم الدين ولماذا بريطانيا انسحبت من هونك كونك Hongkong و الصبليون الحاز…………باقي داقين الاوتاد في سبتة ومليلية .

abdellah
المعلق(ة)
4 يونيو 2021 08:58

للمرة التانية أكتب إلى جريدتكم الموقرة منبها أن الجزيرة المغربية إسمها “تورة” و ليس”ليلى” هدا الإسم الأخير غير موجود بتاتا و إنما هو تحريف لكلمة “أييلا” و التي تعني “جزيرة” باللغة الإسبانية ولقد جاء إلينا عن طريق مايسمى “الإعلام العربي” النافد و القوي بملايير البترول أمام ضعف إعلامنا

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x