لماذا وإلى أين ؟

ماذا ينتظر المغرب من الاجتماع الطارئ للبرلمان العربي؟ (حوار)

يرتقب أن يعقد البرلمان العربي جلسة طارئة، في 26 من يونيو الجاري، للرد على نظيره الأوروبي حول توصية إدانة المغرب في أزمة الهجرة الجماعية نحو سبتة المحتلة، والتي تزامنت مع الأزمة المغربية الإسبانية التي تصاعدت بعد استقبال الجارة الشمالية لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي وإخلاء سبيله بعد الاستماع إليه دون عقوبات قانونية.

وشكل دخول البرلمان الأوربي على خط الأزمة المغربية الإسبانية بعد أن أقحمت الحجارة الشمالية برلمان أوربا في أزمتها مع المغرب، مثار تساؤلات حول الانتظارات من الجلسة للبرلمان العربي، ولماذا تدخل في هذا التوقيت بالذات.

وللإجابة على هذه التساؤلات وأخرى، تستضيف “آشكاين” المحلل السياسي وعضو مركز الرباط للدراسات السياسية والإستراتيجية والباحث في العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، كريم عايش.

وفي ما يلي نص الحوار:

بداية ما هي دلالات تحرك البرلمان العربي في الأزمة الإسبانية المغربية في هذا التوقيت؟

لا أعتقد أن أحدا يعرف دور البرلمان العربي ولا وظائفه، فالمغاربة بالكاد يعرفون ما يجري بالبرلمان المغربي وما هي وظائفه وأدواره، غير أنها تكون محل صراع للأحزاب أيام الانتخابات.

لذلك يمكننا القول على أن تحرك مؤسسة مثل البرلمان العربي من أجل المغرب أمر يمكن ان يفسر على عدة أوجه، منها الإيجابي وهو باعتباره شكليا تكتلا مؤسساتيا عابرا للقارات له وزنه في إطار التكتلات، بالرغم من ان جل الدول الممثلة فيه لها مؤشرات ديمقراطية جد متدنية على المستوى العالمي، وبعض دوله مازالت مشتعلة ومنقسمة.

وأن البرلمان العربي لم يؤثر في أي ملف أو قضية ولم يكن له أي دور يذكر، لكن هو صوت مؤسساتي ينضم لصوت المغرب ويقف الى جانبه كتكتل نيابي في مقابل نواب أوروبا، ويبرز أن هذه المؤسسة يمكن لها أن تضطلع بدور ما في سياق ما يقع وأنها موحدة الى جانب المغرب وتتبنى موقفه، وهو ما يشكل إحراجا لبعض الدول التي تتبنى الطرح الانفصالي وتدعمه.

ما هي المنتظرات من هذا الاجتماع الطارئ؟

اجتماع البرلمان العربي يوم 26 من هذا الشهر، أي بعد أزيد من نصف شهر، للتقرير بخصوص موقف موحد، أمر يدل على مدى بطء هذا الجهاز وثقله وعدم مرونة هياكله، وأنه بعد صدور توصية ما ضد أي دولة عربية، فهو يحتاج لزمن طويل لرد الفعل والاجتماع والتقرير.

المحلل السياسي كريم عايش

ومهما كانت العيوب التي تغلف عمل هذه المؤسسة لكننا ننظر الى الجانب الايجابي، منها وهو تمكنها من الاجتماع والاتفاق حول موضوع دعم المغرب، والتداول بشأن تبني موقف عربي موحد قد يكون فريدا من نوعه منذ عقود.

لماذا لم يتحرك البرلمان العربي قبل صدور التوصية الأوربية؟

العمل البرلماني عموما، يتسم بالبطء فبالأحرى البرلمان العربي، والذي يكاد لا يسمع له خبر، غير أنه وللأمانة العلمية، لا بد من الإشارة إلى أن البرلمان العربي لا يمكنه التدخل طالما كان المشكل محصورا بين المغرب واسبانيا.

لكن برمجة توصية البرلمان الأوروبي والتداول قصد اعتمادها باغت الكل، لأنه كان من المأمول أن يتسم بالتعقل والحكمة وأن يغلب منطق الشراكة وحسن الجوار دون تغليب كفة الطرف الإسباني على حساب الحقيقة والمطالب المغربية.

وهنا باختلاف طرق اشتغال الهياكل، يبدو أن الجانب العربي لم يكن متابعا لما يحدث طالما أن مواقف الكثير من الدول العربية تساند المغرب في حقه الدفاع عن وحدته الترابية، لكنها تقف كالمتفرج حين يتعلق الأمر بزعيم البوليساريو.

وقد لاحظنا صمتا عربيا اتجاه ما أقدم عليه المغرب من احتجاج وضغط على الجانب الأوروبي، لأنها علاقات ثنائية وربما لم ترغب الدول العربية الحليفة للمغرب في التدخل، لكنها اليوم أعلنت عن مواقف في صف المغرب بعد خروج الأزمة عن سياقها الثنائي لتدخل البرلمان الأوروبي ويتم استعمال مصطلح حدود أوروبا.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
mohamedelbadraoui70@gmail.com
المعلق(ة)
13 يونيو 2021 09:50

اول ما عليهم البدء به هو البرلمان الإسباني خاصة والأوروبي عامة أن سبتة ومليلية مدينتان مغربيتان محتلتان..

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x