لماذا وإلى أين ؟

أحمد الريسوني: لم أتمكن من التعرف على سليمان

كشف رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين؛ أحمد الريسوني، أنه قام بزيارة شقيقه سليمان في سجنه بعين السبع بالدار البيضاء، ضمن وفد من “المناضلين الحقوقيين الأفاضل، اثنان منهم من ذوي التجارب الطويلة في الاعتقال السياسي والإضراب عن الطعام”.

وقال الريسوني، “لم أتمكن من معرفته والتأكد من شخصه إلا بعد أن أقبل علي مباشرة للسلام”، مضيفا “لقد تغيرت هيئته البدنية وصوته بشكل تام. فقط حين كنت أمعن النظر في وجهه، كنت أجد شخصا ملامحه كملامح سليمان، ولكن شيئا فشيئا بدأت أستأنس بـ”سليمان الجديد”، بوجهه النحيف وصوته الضعيف”.

وأوضح المتحدث في مقالة منشورة على موقعه الرسمي، أنه “حاول رفقة الوفد الذي رافقه بإقناعه للعدول عن إضرابه عن الطعام، بالقول “لم نُطل في المقدمات، ودخلنا معه في مسألة الإضراب عن الطعام، وأعربنا له عن طلبنا ورجائنا مجددا بأن يوقف إضرابه هذا فورا، وأننا نريد ألا نفارقه إلا على هذا القرار، الذي لم يعد يحتمل التأجيل”.

ورد سليمان الريسوني على مناشدة زواره بأنه “لم يتسرع في الاضراب عن الطعام، بل صبر وانتظر طويلا، وفكر وناقش كثيرا مع نفسه، وقلَّب الأمر من كل نواحيه الدينية والسياسية والصحية”، مسترسلا “وبعد مرور أزيد من سنة من الاعتقال والإهمال، قرر الدخول في هذا الإضراب، الذي يعتبره وجها آخر من وجوه نضاله للإصلاح والتقويم في وطننا ودولتنا، وأن المهم ليس هو شخصه، وإنما خدمة المصلحة العامة”.

وتابع رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قائلا “عاد زوار سليمان لتأكيد طلبهم ومناشدتهم، موضحين أن حفظ حياته وسلامته سيسمح بنضالات وأعمال كثيرة لصالح الوطن وجهود الإصلاح فيه. وقال له أحدهم: لندَعْ جانبا التحليل العقلي والتقدير السياسي، نحن الآن نتوسل إليك ونترجاك فلا تخيب رجاءنا (احنا مزاوكين فيك..). وقال له آخر: إذا كنت ديموقراطيا فعليك الاستجابة لهذه الطلبات والمناشدات”.

“قلت له: أنت الآن يا سليمان أمام إجماع على ضرورة وقف الإضراب: إجماع عائلي، وإجماع من زملائك الصحفيين، وإجماع من أصدقائك الحقوقيين، وإجماع من الأطباء، وإجماع من قرائك ومحبيك، كلهم يدعونك إلى وقف إضرابك عن الطعام عاجلا”، يسترسل المصدر ذاته، مستدركا “حقوقي آخر بدأ بالكلام، فغلبه البكاء ولم يستطع إكمال حديثه، فقام إليه سليمان يعانقه ويقبل رأسه”.

وخلص الريسوني، إلى أن سليمان لم يَعدهم بشيئ صريح، لافتا إلى أنهم أسهموا في تليين موقفه وجعله أكثر إيجابية وقربا من القرار الصحيح”، مبرزا أنهم توعدوا أمام سليمان على أنهم مستعدون في غضون يومين أو ثلاثة للرجوع إليه إذا لزم الأمر في وفد أكثر عددا وأثقل وزنا، فقال وهو يبتسم ويشير إليه (أحمد الريسوني): أما هذا فلا داعي”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x