2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
ماذا ستستفيد أكادير من الإنزالات الأحزابية الوطنية؟

أصبحت مدينة أكادير خلال السنوات الاخيرة، ساحة للتسابق السياسي بين مجموعة من الاحزاب السياسية المغربية، خاصة حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة للولاية الثانية، وحليفه / غريمه حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يسعى لرئاسة الحكومة في الولاية المقبلة.
ومع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، يزداد الطلب على مدينة أكادير بشكل لافت من قبل التنظيمات الحزبية وقواعدها، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول السر وراء تسابق “البيجيدي” و”الاحرار” بشكل خاص؛ والاحزاب المغربية بشكل عام حول مدينة أكادير، وماذا ستستفيد أكادير من هذه الإنزالات الوطنية الحزبية؟
قيادات سوسية
لا يمكن فصل الانزالات الوطنية التي تقوم بها الاحزاب السياسية خاصة “البيجيدي” و”الاحرار” بسوس وعاصمتها أكادير، عن انتماء قيادات عدد من الاحزاب السياسية الكبرى بالمغرب إلى المجال الترابي لسوس، وفي مقدمة هذه القيادات؛ رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الامين العام لحزب “المصباح”، ووزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار.
وقد إلتحق بهذه القيادات السوسية، المحامي عبد اللطيف وهبي، الذي انتخب أمينا عاما لحزب الاصالة والمعاصرة، والذي يسعى بدوره إلى رئاسة الحكومة المقبلة بعد تغيير خطابه والاعتذار عما سماه “أخطاء الماضي”. وهو الامر الذي يجعل من سوس حلبة للصراع بين أهم الاحزاب التي تتنافس على تصدر المشهد السياسي بالمملكة، من خلال احتضان أهم اللقاءات الحزبية.
سوس ساحة الصراع
لقد جعلت الانزالات الوطنية التي تقوم بها بعض الأحزاب السياسية بأكادير وبعض المناطق القريبة منها، منطقة سوس أشبه بـ”ساحة الصراع السياسي” بالمغرب، حيث يستغلها كل طرف سياسي لتنظيم أنشطة حزبية غالبا ما تكون “قاعدة” لتوجيه رسائل وانتقادات أو حتى هجوم للخصوم السياسيين.
وما حدث خلال الاسبوع الماضي، خلال تنظيم لقاءين وازنين لكل من “البيجيدي” و”الاحرار” لدليل على أن مدينة أكادير أصبحت “ساحة للصراع السياسي”، حيث اختارها “الاحرار” لإعلان برنامجه الانتخابي وقيادة مرحلة الانتخابات، ودشنت منها شبيبة “البيجيدي” حملتها الوطنية للتسجيل في اللوائح الانتخابية”.
سوس معلقل المناضلين
“مدينة أكادير بالنسبة لحزب العدالة والتنمية هي معقل المناضلين”، يقول الكاتب الوطني لسبيبة العدالة والتنمية؛ محمد أمكراز، في تصريح لـ”آشكاين”، مضيفا أن “تدشين الحملة الوطنية للشبيبة من أكادير لا يعني أننا نعتبر السوسيين خزانا إنتخابيا، كما لا يعني ذلك منافسة شخصا أو حزبا ما”.
وأوضح أمكراز، أن “اختيار مدينة أكادير لتدشين الحملة الوطنية للتسجيل في اللوائح الانتخابية كان مقررا من طرف المكتب الوطني للشبيبة منذ وقت طويل”، في إشارة منه إلى تزامن لقاء الشبيبة مع لقاء إعلان البرنامج الانتخابي لحزب التجمع الوطني للأحرار، وتنظيمهما في أسبوع واحد.
ماذا ستستفيد أكادير؟
هذه الانزالات الوطنية التي تقوم بها بعض الأحزاب السياسية بمناطق مختلفة من جهة سوس يرتقب أن يتزايد عددها مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، خاصة أن أبناء سوس الذين يتزعمون الاحزاب السياسية لن يقبلوا بنتائج هزيلة خلال المعركة الانتخابية التي لم يتبقى لها إلا أشهرا معدودة.
وأمام هذه التسابق حول مدينة أكادير وجهة سوس ماسة بشكل عام، يطرح سؤال ماذا ستستفيد المدينة من الإنزالات الوطنية للأحزاب السياسية؟ خاصة أن مجموعة من المواطنين يرون أن المدينة لم تستفد من تواجد وزراء من سوس داخل الحكومة، كما لم تستفد من تواجد قيادات سياسية تعتبر “كبرى” في صف المعارضة.