لماذا وإلى أين ؟

هنية يقدم لـ”البيجيدي” هدية انتخابية

على بعد أقل من ثلاثة أشهر من الاستحقاقات الانتخابية، التشريعية والمحلية، التي سيشهدها المغرب بداية شهر شتنبر المقبل، يزور رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية المملكة بدعوة رسمية من حزب “العدالة والتنمية” القائد للحكومة، والطامع في ولاية ثالثة.

زيارة هنية التي تعتبر الأولى من نوعها تأتي في ظل مجموعة من المتغيرات الوطنية، في علاقة بالقضية الفلسطينية، التي تعتبر وثرا حساسا لدى معظم المعاربة، والذي يتقن القوميين والإسلاميين بالمملكة، العزف عليه واستثماره في الكسب السياسي.

ومن أبرز المتغيرات الوطنية في علاقة بقضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، توقيع المغرب للاتفاق الثلاثي، الذي بموجبه تم استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية المقطوعة منذ بداية الألفية الثانية، والمثير في هذا الحدث، أن من وقع عن الجانب المغربي اتفاق استئناف العلاقات، أو ما يعرف شعبيا بـ”التطبيع”، هو رئيس الحكومة الأمين العام لحزب “العدالة والتنمية”، الحزب الذي يعتبر أن القضية الفلسطينية إحدى ثوابته الأساسية، وهو ما اعتبر ضربة قوية لشعبيته، وسيكون له انعكاس سلبي على ما سيحققه من نتائج انتخابية.

فهل ستكون  زيارة هنية للبيجيدي هدية انتخابية ستنقد انقاذ ماء وجهه وترفع رصيده الانتخابي؟

لن يختلف اثنان، ولن يتناطح عنزان، في كون زيارة إسماعيل هنية للمغرب سيكون لها أثار إيجابية على حزب “العدالة والتنمية”، وسجني الحزب منها مكاسب سياسية، وانتخابية للأسباب سنعرض بعضها في النقاط الثالية

أولا: من المؤكد أن زيارة هنية إلى المغرب، بدعوة رسمية من حزب “العدالة والتنمية”، سترمم بعض ما أصاب صورة هذا الأخير بعد اتفاق “التطبيع” مع إسرائيل. فتلبية المسؤول الأول عن “حركة المقاومة الإسلامية”، المعروفة اختصاراً بـ”حماس”، لدعوة “البيجيدي” هي تبرئة لهذا الحزب مما طاله من تهم بـ”التخلي عن القضية الفلسطينية مقابل مناصب وزارية”، وستصالحه مع قواعده التنظيمية والمتعاطفين معه، وسيكون جواب “المصباح”، بعد زيارة هنية، لكل من انتقده وحمله مسؤولية “التطبيع” مع إسرائيل هو: “واش أصحاب الدار صبروا والعزاية (المعزين) كفروا؟

ثانيا: زيارة هنية للمغرب له حمولة سياسية، وتظهر “البيجيدي” بمثابة القوة السياسية المغربية القادرة على لعب دور الوساطة في أي دور مغربي لحلحة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، خاصة أنها (لازيارة) تأتي في ظل فترة هدنة بعد “حرب” عرفت تبادل للقصف الصاروخي، بين إسرائيل والحركات الفلسطينية بقيادة “حماس”، مما سيجعل من هذا الحزب المغربي ورقة مهمة في المرحلة المقبلة من هذا الصراع، خاصة وأن المملكة، وبعد الاتفاق الثلاثي، تسعى إلى تقوية تواجدها الإقليمي، ودورها في إحلال السلام بالشرق الأوسط، وحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وسيكون من المفيد للمغرب وجود مخاطب مغربي، موثوق منه، لحركات المقاومة الفلسطينية المسلحة، وهذه هي فرصة “البيجيدي” لتجديد أوراق اعتماده للعب هذا الدور.

ثالثا: زيارة هنية للمغرب، على بعد فرتة قصيرة من الاستحقاقات الانتخابية، سيكون لها أثر إيجابي على حزب “العدالة والتنمية”، فالحزب سيعمل على استثمارها أيما استثمار، وبفضلها سيتمكن من استرجاع جزء كبير من قواعده الانتخابية، من اللذين كانوا قد قرروا مقاطعة العملية الانتخابية، فدخول هنية بيت “البيجيدي” يبرؤوه كما أشرنا سابقا، ويعطي مبررا شرعيا ونفسيا واجتماعيا لهؤلاء من أجل العودة للتصويت على هذا الحزب، بل والأكثر من ذلك، للثقة فيما يقول لهم بخصوص علاقته بالقضية الفلسطينية وغيرها من القضايا ذات ارتباطات إسلامية أو قومية.

رابعا: هذه الزيارة، هدمت ما راهن عليه خصوم “البيجيدي” السياسيين، من إمكانية ضربه في إحدى نقط قوته التي تمكنه من نسج امتدادات شعبية تشكل له قاعدة انتخابية، أي القضية الفلسطينية، وذلك من خلال محاولتهم (الخصوم) استثمار توقيع الأمين العام لهذا الحزب، بصفته رئيسا للحكومة، على اتفاق “التطبيع”، لإظهار  بمظهر المتناقض في مواقفه، والمستعد للتخلي عن مبادئ من أجل مصالح قياديه.

خامسا: البيجيدي باستضافته لهنية، زعيم “حماس” الإسلامية، وهو الأمر الذي لم يتم بكل تأكيد بدون ضوء أخضر ممن يدبرون شؤون العلاقات الخارجية المغربية، سيسحب البساط من تحت أرجل بقية التنظيمات الإسلامية والقومية في المغرب، والتي أرادت الركوب على توقيع “المصباح” لاتفاق “التطبيع” من أجل بروزها، كالراعي الوحيد لهذه القضية في المملكة، وخاصة جماعة “العدل والإحسان”، التي انسحبت من هيئات وطنية ودولية، لرفضها تواجد إخوان العثماني بها بعد“التطبيع”، وتظمت عشرات الوقفات خلال المواجهات بين إسرائيل وحماس، وهو الأمر الذي قد يكون ضرب لعصفورين بحجر واحد.

على سبيل الختم
زيارة هنية في هذا الوقت بالضبط للمغرب بدعوة من العدالة والتنمية شبيهة بمسيرة “ولد زروال” التي كانت كالهدية التي أُنزلت من السماء على “المصباح” لرفعه إلى قمة نتائج الانتخابات التشريعية، والمساهمة في تمكينه من حصد نتائج لم يسبقه إليها أي حزب مغربي.

فهل سيعيد الكرة هذه المرة من خلال استثمار هدية “ولد هنية”؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

4 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
سعيد
المعلق(ة)
الرد على  شهم
16 يونيو 2021 18:25

دعوة الحزب لهنية في هذا الوقت بالضبط ربما يضر بمصالح المغرب مع إسرائيل . فإذا كان الأمر كذلك لماذا تم استدعاءه. هل الحزب يريد الانتقام من النظام لأنه أحس بأنه سيخسر في الانتخابات وبالتالي فهو يضغط ؟ فإذا كان الأمر كذلك فهذا الحزب جد خطير على البلد وعى الشعب وعلى الملكية . يجب التخلص منه بذكاء الأسرع وقت . وعلى المغاربة ألا يصوتوا عليه .

ولد زعير
المعلق(ة)
16 يونيو 2021 17:07

قول جيب حتى فلسطين كاملة والله فيها لا باقي ضربني الضربة.صورة زوينة هادئ عندك.سير قابل خدمتك داوي المعقدين راك عقدتينا تا حنا.

شهم
المعلق(ة)
16 يونيو 2021 16:23

سيعامله المغاربة كأنه نبي أو قديس، هناك من سيرتعد أمامه ويقدسه كأنه ملاك منزه ، إنه إحتقار الذات الذي يمارسه الاسلاميون والقوميون العرب المغاربة أمام كل ما هو مشرقي..هنية و نتنياهو بالنسبة لي أضعهم في مرحاض واحد.

Amazigh
المعلق(ة)
16 يونيو 2021 15:37

تسوقون المقال وفيه من المغالطات ما فيه،وتحاولون من خلا له التدليس على القارئ للإعتقاد ان لولا هذه الزيارة لما فاز البيجيدي….لماذا تحاولون الايحاء بأن الحزب لا قاعدة له وبهذا المقال الا تخدمون في اشكاين مصالح احزاب أخرى؟

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x