2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

كان غياب القيادي البارز بحزب “العدالة والتنمية” وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان، المصطفى الرميد، عن الاستقبال الذي خصصه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، لرئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، والوفد المرافق له في الزيارة التي قام بها للمغرب بدعوة رسمية من ذات الحزب، خلال الأسبوع المنصرم، حدثا بارزا قبل ان تصير زيارة ذات الوفد إلى بيت الرميد هي الحدث.
الرميد أكد في تدوينة أنه استضاف بيتيه، أمس الأحد 20 يونيو الجاري، وفد حركة “حماس”، كآخر محطة في الأنشطة التي نظمها ذات الوفد طوال الخمسة أيام التي قضاها في المملكة المغربية، وشدد على أن وفد “حماس” عبر عن “سروره بالزيارة ومستوى الحفاوة التي تترجم حجم تقدير ومحبة المغاربة للشعب الفلسطيني ومقاومته المناضلة”.
زيارة هنية للرميد في بيته طرحت عدة أسئلة حول أسبابها، إلا أن التفسير المعلن لها من طرف مقرب من هذا القيادي البارز بـ”البيجيدي”، هو أن الرجل يمر بظروف صحية خاصة، وأن زيارة هنية له هي زيارة إنسانية اخوية لا غير.
تبرير المقرب من الرميد قد يكون مقبولا لو كانت الظروف الصحية لهذا المسؤول الحزبي والحكومي، شافاه الله، لا تسمح له بالنهوض من فراش المرض، لكنه شوهد في مقر البرلمان قبل أسبوعين تقريبا، وبمقر وزارته قبل فترة قصيرة، مما يعني أن مرضه يسمح له على الأقل بالحركة، ويؤكد أن زيارة هنية ومن معه له حمَّالة لوجهين، خاصة وأن الرميد عرف بعلاقته المتين مع مربع صناعة القرار في المغرب، وأنه أصبح مخاطب هذا المربع داخل البيجيدي، وزيارة هنية له قد تكون من جوانبه استثمار علاقته هاته في القضية التي حملته (هنية) إلى المغرب.
لكن السؤال الذي تلوكه ألسن المتتبع لهذه الزيارة هو: هل التقى هنية برئيس الحكومة المعزول، الأمين العام الذي رفض حزبه التجديد له لولاية ثالثة، عبد الإله بنكيران أم أن تجاهله ولم يعر أمر اللقاء به أي اهتمام؟
الراجح أن وفد هنية لم يتلق ببنكيران، ولم يزره في بيته، لأن حدثا مثل هذا كان سيعمل بنكيران وجناحه داخل الحزب على استغلاله في الدعاية له، ونشر صوره وهو يستقبل الوفد الفلسطيني بأشهر صالون منزل في المغرب، أو على الأقل كان سيتم تسريب خبر الزيارة، لكن لحد الآن، يبدو، أن لا شيء من هذا القبيل قد تم.
فهل كان من بين شروط زيارة هنية ومن معه إلى المغرب، وضع برنامج محدد له، والموافقة على أية خطوة أو لقاء يرغب في القيام به بالمغرب قبل تنفيذ؟ أم أن هنية يعي أن بنكيران “مبقاش فيدو”، وأصبح “منبوذا” من قبل أهل الحل والعقد، وغير مرغوب فيه من طرف جزء يسير من إخوته؟ أم أن بنكيران سيفاجأ المغاربة بكلمة ألقاها في حضرة الوفد الفلسطيني؟
يذكر أن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية اسماعيل هنية المغرب غادر رفقة الوفد المرافق له من حركة حماس، المغرب صباح اليوم الاثنين 21 يونيو الجاري، في اتجاه موريتانيا، التي وصل عاصمتها نواكش في نفس اليوم.