لماذا وإلى أين ؟

هل هناك خلفيات غير معلنة وراء إخلاء “أرض الأطفال” بأكادير؟

شرعت السلطات العمومية اليوم الثلاثاء 23 يونيو الجاري، في إخلاء مركز جمعية الصم والبكم وجمعية أرض الأطفال بأكادير، بتعليمات من رئيس جماعة أكادير التي يقودها حزب العدالة والتنمية.

إخلاء المركز الذي يحتوي على مئات من النساء والأطفال معظمهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، خلف حالة من التذمر لدى المستفيدين من المركز والمشرفين عليه وكذا عدد من الفاعلين الجمعويين بالمدينة، وخلف وراءه الكثير من الأسئلة المقلقة التي تتطلب إجابات مقنعة.

بداية القصة

بدأت القصة يوم 6 أبريل المنصرم، عندما تفاجأت كل من جمعية أرض الأطفال وجمعية رعاية وحماية الصم والبكم بمراسلة من رئاسة الجماعة، تطالبهم بإخلاء مركز بالقرب من سوق الجملة سابقا على مستوى شارع المقاومة وسط المدينة، وذلك من أجل بناء مركز ثقافي والطعامة في إطار برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير الذي وقع أمام الملك محمد السادس.

وقد حددت رئاسة جماعة أكادير بحسب وثيقة حصلت عليها “آشكاين”، يوم 15 أبريل المنصرم أقصى أجل من أجل إخلاء المركز المذكور، إلا أن مكونات الجمعيتين لم تستجب للقرار، لأنها لا تتوفر على مأوى آخر يمكن أن يتسع لمئات النساء والأطفال. فما كان من رئاسة الجماعة إلا أن تصدر قراراتها إلى السلطة من أجل إفراغ المركز بالقوة، وهو ما تسبب في حالات إغماء عديدة.

إجراء خارج القانون

الهيأة المغربية لحقوق الإنسان والائتلاف الجهوي للحقوق البيئية والتنمية المستدامة، يعتبران أن إفراغ مركز جمعيتي الصم والبكم وجمعية أرض الأطفال بأكادير تم “دون اعتماد الإجراءات التي يمليها القانون ويفرضها المنطق والأخلاقيات ودون الإلتزام بإيجاد البديل المناسب لحجم وأهمية الخدمات المتعددة التي تقدمها الجمعيتان كل واحدة في مجالها”.

إتهام رفضه طبعا رئيس جماعة أكادير؛ صالح المالوكي، في تصريح لـ”آشكاين”، وأرسل محضر اجتماع عقد يوم 07 يونيو الجاري، بين الجماعة والسلطة والجمعيتين من أجل التوصل إلى حل، اقترح فيه بدائل للمركز المذكور، وهو ما تم رفضه من طرف الجمعيتين بحسب تصريح المالوكي.

وقد علمت “آشكاين”، أن الاجتماع المذكور حضره رئيس الجمعية وهو من ذوي الإعاقة السمعية لتمثيل الجمعية، وجرى إبعاد يونس العلوي المدير الإداري، وتم الاجتماع بدون إحضار مترجم لتيسير التواصل مع رئيس أصم، لينشر بعد ذلك خبر رفض المقترحات من طرف الجمعية.

أسئلة مقلقة معلقة

طبعا لا يمكن لأحد أن يكون ضد تنزيل برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير الموقع أمام عاهل البلاد، كما لا يمكن لأحد أن يكون مع تشريد المئات من النساء والأطفال من ذوي المَلَكات الخاصة، لكن السؤال المطروح في هذا الإطار؛ هو ما سبب تسرع مكونات جماعة أكادير لتشريد هؤلاء الأطفال والنساء؟ ولماذا قبل أشهر من موعد الانتخابات؟ وهل تم تنفيذ كل القرارات المتخذة من طرف الجماعة منذ سنوات ليتم إخلاء هذا المركز بكل هذه السرعة؟

المئات من القرارات المتخذة من طرف المجالس الترابية ليس في أكادير فقط، لا يتم تنفيذها إلا بعد مرور سنوات، لكن بعد القرارات يتم تنزيلها بأسرع وقت، وهو الشأن بالنسبة لمركز جمعية الصم والبكم وجمعية أرض الأطفال بأكادير، فهل هذا قرار لرئيس جماعة أكادير المنتمي لـ”البيجيدي” الذي يعتمد على العمل الخيري والاحساني في تواصله السياسي؟ أم هناك جهات تضغط على المالوكي لتوجيه ضربة سياسية لـ”البيجيدي” بأكادير قبل موعد الانتخابات؟

لا شفاعة للمالوكي

عضو المعارضة بمجلس جماعة أكادير؛ آدم بوهدما، ذهب هو الآخر في السياق المذكور أعلاه، قائلا “إذا كانت هناك جهات تضغط على المالوكي من أجل اتخاذ قرار الإفراغ، فعليه أن يصارح المواطنين ويخرج للعلن لتوضيح الأمور وإن كانت هناك ضغوط من عدمه ويكشف الأطراف التي تمارس هذه الضغوطات، وعندها سنسانده نحن باعتبارنا تيارا يؤمن بالديموقراطية”.

وحمل بوهدما في تصريح لـ”آشكاين”، المسؤولية لرئيس جماعة أكادير؛ صالح المالوكي، معتبرا أن “شركة التنمية المحلية هي شركة منفذة للأشغال ولا يمكن للمالوكي أن يختبئ من ورائها”، مستدركا “لا يمكن أن نشفع للمالوكي لأنه المسؤول المنتخب وهو من وقع القرارات”، منددا باستعمال القوات العمومية بطريقة “تعسفية” بحسب المتحدث.

المالوكي يجيب

رئيس جماعة أكادير؛ صالح المالوكي، أكد في تصريح لـ”آشكاين”، أن القرار المتخذ لإفراغ مركز الجمعيتين لم يكن متسرعا، ولم يكن تحت أي ضغط من أي جهة بالقول “الضغط وداكشي أنا لا أحس به، المسؤولية نتحملها من الوجهة القانونية من أجل المصلحة العامة”.

واعتبر المالوكي، أن “هناك جهات تسعى لتصفية الحسابات مع الجماعة، وهي من روجت لكلام زائف في خرجات مشبوهة”، مشيرا إلى أن “الجماعة عرضت بدائل على الجمعيات، إلا أنها رفضت للأسف، ولو كانت لمكونات الجمعيتين غيرة على المستفيدين كانتا ستقبلان بالبدائل المطروحة، وعلى مسؤولي الجمعيتين أن يتحملوا مسؤوليتهم في ما حدث”، وفق المتحدث.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
Simoulay
المعلق(ة)
24 يونيو 2021 20:28

C’est une honte que de mettre à la porte des centaines d’enfants handicapés et des jeunes sans ressources qui bénéficient d’une éducation gratuite dans ce centre. Le Maire d’Agadir est responsable de ce scandale inhumain et contraire aux principes les plus élémentaires aux droits à l’éducation et à l’assistance. Le Wali d’Agadir est aussi responsable de cette situation. Il représente la loi et c’est au nom de cette ‘loi’ que des enfants et des jeunes sont jetés dans la rue

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x