2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

كشفت قناة إسرائيلية عن التخوف الذي تبديه إسبانيا من إقدام بايدن على نقل قاعدة عسكرية من تراب المملكة الإيبيرية إلى الجنوب المغربي، لاعتبار أن “الوجود العسكري الأمريكي بالصحراء المغربية، يساعد واشنطن، على محاربة التنظيمات الإرهابية، بالتعاون مع القوات المغربية”.
وأفادت مصادر إسبانية، في حديثها لقناة “i24news” الإسرائيلية، أن “حكومة مدريد، قلقة من إمكانية “نقل قاعدة عسكرية من إسبانيا إلى المغرب، خاصة أن دور القواعد العسكرية الأمريكية في المملكة الإيبيرية، لم يعد يحظى بالأهمية، في ظل ارتفاع التهديدات التي تعرفها منطقة الساحل والصحراء”.
وأشارت نفس المصادر، إلى أن “الوجود العسكري للولايات المتحدة الأمريكية بالصحراء، يساعد واشنطن، على محاربة التنظيمات الإرهابية، بالتعاون مع القوات المسلحة المغربية، وبلدان المنطقة”.
وأوردت لقناة الإسرائيلية نفسها، أن “اللقاء العابر الأخير، بين رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، جو بايدن، ورئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، والذي لم يتجاوز 30 ثانية، كان مناسبة لمدريد، لجس نبض الإدارة الأمريكية، بشأن معرفة مصير القاعدتين الأمريكيتين في روتا (قادس) وفي مورون دي لا فرونتيرا (إشبيلية)”.
وتابعت قناة و”i24news”، أنه “رغم نفي مدريد سابقا، وجود مفاوضات لنقل أحد فروع القيادة العسكرية الأمريكية من إسبانيا إلى الصحراء المغربية في الأقاليم الجنوبية، إلا أن هناك وجود مخاوف لدى الجانب الإسباني، من احتمالية نقل قاعدة عسكرية من إسبانيا إلى المغرب، ما جاء على لسان سانشيز عقب لقائه بايدن، عن تعزيز اتفاقية الدفاع الثنائي، والتي تشمل القاعدتين الأمريكيتين ومشاكل الهجرة”.
وكان الخبير والمحلل العسكري المغربي، محمد شقير، قد أوضح في حوار سابق مع “آشكاين”، أن “هذه المسألة يجب أن نأخذها في إطار إستراتيجية عامة، فبحكم تحالف المغرب مع الولايات المتحدة الأمريكية، والذي هو تحالف أطلسي، وكي لا ننسى فالمغرب وأمريكا يتواجدان على طرفي مقابل الأطلسي”.
موردا أنه “وربما هذه من بين الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تفكر في نقل القاعدة العسكرية من مجال متوسطي إلى مجال أطلسي، وأظن أن هذا البعد كان حاضرا في هذه المسألة”، موضحا أن “المغرب بحكم اتفاق الشراكة مع أمريكا والتي تمتد من 2020 إلى 2030، يمكن أن تدخل فيها هذه القاعدة كجزء من هذه الشراكة، والتي سيدعم بها المغرب أساسا تحالفه مع أمريكا، وستشكل أحد الركائز التي ستزيد من حضوره كقوة إقليمية في المنطقة”.
وخلص شقير إلى أن “هذا ما يجعل شركاء آخرين لا يحبذون هذه المسألة؛ سواء اسبانيا أو الجزائر، فهما يتخوفان من هذا الأمر، لأن هذه القاعدة ستدعم المغرب كقوة إقليمية في المنطقة الأطلسية، وهو ما سيزيد من مكانة المغرب في هذا الإطار، وسيجعل منه حليفا استراتيجيا، ليس فقط من ناحية التسلح، بل حتى من ناحية القواعد العسكرية، ومن ناحية التواجد الأمريكي داخل المغرب، رغم أن هذا سيدفع دولا أخرى مثل روسيا، لتبحث عن فتح قواعد، وهو ما سيجعل من منطقة شمال أفريقيا تشكل بؤرة تجاذب بين القوى الدولية”
أحمد الهيبة صمداني – آشكاين