لماذا وإلى أين ؟

رفاق غالي يدخلون على خط سجن فتاة بتهمة “تحريف القرآن”

آشكاين/إدريس بيكلم

ارتباطا بقضية الفتاة المتهمة “بتحريف القرآن” بمراكش والمحكوم عليها بثلاثة سنوات سجنا و50 الف درهم غرامة، أصدر الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان المنارة مراكش، بلاغا طالب فيه بإطلاق سراح الفتاة، ومراجعة الحكم الابتدائي، وعدم متابعتها بفعل لا يعد جرما وإنما من صميم الإبداع الفكري والأدبي.

وكشف بلاغ الجمعية الدي توصل موقع آشكاين بنسخة منه أن الفتاة البالغ عمرها 23 سنة، حاملة للجنسية الإيطالية، وتتابع دراستها في تخصص السياحة بمدينة افينيون الفرنسية ، وقد تم إعتقالها بمطار الرباط فور دخولها للتراب الوطني ، وإحالتها على الشرطة القضائية بمراكش ، التي أحالتها بدورها على النيابة العامة بالمحكمة الإبتدائية لذات المدينة، حيث توبعت في حالة إعتقال، بتهمة:” الإساءة للدين الإسلامي بواسطة وسيلة تحقق شرط العلنية” ، وهي تهمة منصوص على عقوبتها في القانون الجنائي ، و بعد جلستين فقط، تم إصدار الحكم في حقها .

وأضاف البلاغ أنه من المرجح أن هذه الشابة لا تتقن للغة العربية، إعتبارا لكونها ولدت ونشأت بإيطاليا وتابعت دراستها في فرنسا، ما يقوي من إمكانية احتمال نشر هذه التدوينة على حائطها الفايسبوكي من طرف شخص آخر حسب إفادة أسرتها، ولفت البلاغ إلى أنه “وبالنظر في نص التدوينة في حد ذاته، فإنه يمكن اعتباره مجرد تناص مع نص آخر، واعتمادا بالتالي على تأويل للنص وروحه ونطاقه، فإنه لا يقوض جوهر الحق وبعده ولا ينقصه خاصة حق حرية الرأي والتعبير والضمير والوجدان والمعتقد”.

وطالبت الجمعية بفتح تحقيق نزيه في مصدر ومحتوى النص مع مراعاة أقصى تأويل حقوقي، مع ما يترتب عن ذلك من إسقاط التهمة المكيفة عن الشابة، خاصة وأن التهمة التي توبعت بها تشكل انتهاكا لحقوق الإنسان، ومبنية على تدوينة إبداعية تدخل في خانة النشر والصحافة ، تم تكييفها طبقا لفصول من القانون الجنائي ، وهذا ما يشكل إلتفافا ومناورة على قانون الصحافة والنشر ، وافراغا للدستور نفسه وخاصة ديباجته من محتواها الداعي لاحترام الحريات والحقوق كما هي متعارف عليها عالميا.

وعبر البلاغ عن خشية الجمعية الحقوقية أن يؤدي تقديم شكايات في مواجهة حرية الرأي والفكر والوجدان من طرف أشخاص أو جمعيات إلى فتح الباب لنظام الحسبة بالشكل الرقابي والتضييقي على الحقوق والحريات في كونيتها وشموليتها ، مؤكدة على ضرورة احترام الرأي والضمير والوجدان والحق في الإختلاف وحرية المعتقد، وضمان حرية الإبداع الأدبي والفني وعدم تسييجه بطابوهات ذات مرجعيات تستهدف زرع الإرهاب الفكري والعقائدي.

ودعت الجمعية في الأخير المشرع إلى وضع حد للعقوبات السالبة للحرية في مجال النشر والصحافة وحرية المعتقد ،وذلك بعدم إدراجها في القانون الجنائي، خاصة أن الخطاب الرسمي للمسؤولين يصنف بلدنا ضمن الدول التي يخلو قانون الصحافة فيها من العقوبات الحبسية، غير أن هذه الواقعة وغيرها تبين إستمرار العقوبات الحبسية وتشديدها في القانون الجنائي ،وهذا ما يتعارض والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

4 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
mehdi
المعلق(ة)
3 يوليو 2021 15:26

إذا كان هذا هو المغرب فأنا أريد نزع جنسيتي المغربية لمذا ليس لدي الحق في ذلك أنا لا أريد جنسيتكم التي ألصقتموها رغما غصبا وقوة لا أريدها هي ضريبة بدون حق سوى العقاب و المحاسبة. حتى المغرب لولى العائلة مازرته وحتى عند زيارتي أكون مجرد سائح يقضي أقل من شهر في السنة أو السنتين.والسواح الأجانب أكثر منا حقوقا ،أريد أن أكون مثلهم أو مثل المغاربة اليهود في الحقوق.
إلى كل مهاجر له أبناء في المهجر ،لا تعطو أبناءكم الجنسية المغربية ،فللأجانب في المغرب حقوق أكثر من المغاربة ،ولو كانت هته الفتاة إيطالية بدون جنسية مغربية ماكانت لتسجن وتحتقر كما فعلوا معها.

جمال
المعلق(ة)
2 يوليو 2021 22:44

الإنسان وحياته وكرامته هو المركز وما عداه في خدمته وحرية المعتقد هو أبو الحريات إنها الحداثة لمن أراد الرشد والسداد.

Simoulay
المعلق(ة)
2 يوليو 2021 21:05

C’est vraiment surréaliste et scandaleux qu’un pays qui a des prétentions d’être une puissance régionale puisse condamner à la prison des citoyens sur une base moyenâgeuse

محمد بوركي
المعلق(ة)
2 يوليو 2021 14:53

لديهم الحق في الدفاع هناك دول تم تحريف الكتب السماوية ولا أحد من العلماء تجرأ على رفع دعوة قضائية ضد المتهم مثلا ما حدث في الولايات المتحدة لهذا لنكن عقلاء كما قال الله إذا جائكم فاسق فتبينوا

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x