لماذا وإلى أين ؟

وزير الصحة يعترف رسميا أن اللقاحات في المغرب لا تحمي من كورونا

اعترف خالد آيت الطالب، وزيرة الصحة، رسميا  بكون اللقاحات المستعملة في المغرب لا تحمي من فيروس كورونا، وذلك عندما قال في بلاغ صادر عن وزارته ” إن أخد جرعتين من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، لا يمنع من حمل ونقل الفيروس”.

بهذه العبارة التي وردت في الفقرة الأخيرة من بلاغ الوزارة، يكون أيت الطالب، قد غدى الشكوك المتواجدة أصلا في صفوف عدد من المواطنين، حول جدوى عمليات التلقيح، والتي كانت موضوع بلاغات سابقة للوزارة نفسها، تدعوا فيها المواطنين للإقبال على تلقي جرعات اللقاح، كسبيل وحيد للحماية من الفيروس، خاصة في ظل رواج عدد من الأفكار المشككة سواء في وجود الفيروس من الأصل، وكذلك في أهمية اللقاح ونجاعته، وحقيقة الأعراض الجانبية التي يتسبب بها اللقاح .

كلها أفكار تروج وبقوة وسط الفئات الشعبية المدعوة لأخد اللقاح، وساهمت أو تساهم في بطئ العملية، وامتناع العديد عن تلقي جرعاتهم لهذه الأسباب، وبدلت الدولة مجهودا كبيرا من أجل إقناع المواطنين بأهمية التلقيح، من خلال وصلات تحسيسية في وسائل الاعلام، أو بمختلف الوسائل المتاحة، وسخرت لذلك جيشا من أفراد السلطة من شيوخ ومقدمين وقياد وغيرهم حتى تتقدم وثيرة تلقيح المواطنين للنسب المرجوة منها.

كان من الممكن أن يتضمن البلاغ الوزير تلويحا بتشديد الإجراءات، في حالة استمرار حالة التراخي الملحوظة، وكان من الممكن أن تتم الإشارة الى قوة الفيروس، وقدرته على التمحور والعدوى والفتك، لكن بالمقابل كان لزاما على الوزير  استحضار كل المجهودات المبذولة من أجل تعميم اللقاح، من حملات وبرامج لازالت مستمرة، بل ويتم توسيعها، سيما وأن المغرب مقبل على إنتاج اللقاح وتوزيعه، بعدما وقع اتفاقيات مهمة في هذا الصدد مع الصين، ستجعل منه رائدا على مستوى افريقيا في مجال صناعة وتعبئة وتوزيع اللقاحات، لكن بعد بلاغ ايت الطالب أمس، سيتساءل العديد من المواطنين، عن جدوى التلقيح الذي لا يحمي من الفيروس، وعن الجدوى من انتاج لقاحات لا تحمي من الفيروس.

إن بلاغ الوزير بما حمل من تأكيد، وليس إشارة فقط على ان اللقاح غير فعال، أو لا يحمي من الفيروس، ينطبق عليه المثل الشعبي المغربي المشهور “جا يكحلها عماها”، فهكذا حينما أراد الوزير ايت الطالب، تحذير المغاربة من خطر تصاعد وثيرة الاصابات، وتسلل المتحور “دلتا” السريع العدوى والانتشار للمغرب، ودعوتهم إلى الالتزام الجدي والتام بالإجراءات الاحترازية، التي توصي بها السلطات الصحية المختصة، ارتكب خطأ فادحا بالتأكيد على كون اللقاح  الذي تلقاه عشرة ملايين مغربي لغرض حمايتهم من الفيروس لن يحميهم،  والوزارة نفسها هي من تشرف على هذه العملية، بل مازالت تتلقى شحنات مهمة من هذه اللقاحات، وكان من المفروض عليه  أن يصرح أن اللقاح لا يحمي من كل الأثار الجانبية، أو لا يحقق فعالية بنسبة 100% أو 60% أو أقل، لكن القول بأنه لا يحمي من حمل ونقل الفيروس، فهذا يعد ضربا في كل الجهود التي أشرف عليها الملك شخصيا في مواجهة الجائحة وتداعياتها إلى اليوم.

بالطبع يجري نقاش كبير في  العالم بين مراكز البحث العالمية، والمؤسسات العلمية والصحية، حول فعالية اللقاحات ضد السلالات المتحورة، لكن لغاية الآن لم تؤكد أي جهة علمية أو صحية، عدم فعالية اللقاحات المعتمدة حاليا ومن ضمنها لقاحي “سينوفارم واسترازينيكا” المعتمدين ببلادنا، ضد المتحور دلتا ولا المتحور البريطاني والجنوب افريقي قبله، وكان على الوزارة أن تنتبه جيدا للمفردات التي تستعملها في بلاغاتها، حتى لا تؤدي إلى وقوع انتكاسة في عملية التلقيح مقابل انتكاسة وبائية نتمنى جميعا تجنبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

15 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
سعيد
المعلق(ة)
9 أغسطس 2021 03:11

الوزير شخصية مسؤولة ولا يتكلم من فراغ وهو يعي ذلك بشدة وقالها صراحة ان اللقاح لا يحمي من شيء .. اصبح اليوم قول الاعلامي هو من يعي مصداقية اللقاح وهو بعيد عن الميدان لايفقه شيئا .. مهمة الاعلام نقل التصاريح الاخبار دون محاولة التشكيك فيها وخاصة هي من اهلها ..
اذا اراد الاعلام حقيقة معارضة كلام الوزير فالاولى عليه ان يقوم بعمله ويقوم في التحقيق مع الناس المصابة اليوم بالمستشفيات والتحقق هل هم اخذوا اللقاح او لا .. ان يطالب الاعلام بالبيانات في عدد الوفايات و الاصابات من جراء اللقاح كما يحصل في باقي دول العالم ..
ان يسرد العالم قائمة الدول التي لم تفرض لا الحجر الصحي ولا الكمامات و اللقاح كما هي السويد و ما ادراك ما السويد و بيلاروسيا و وبعضا من دول افريقيا و الاصابات شبه معدومة ان لم نقل معدومة ..
لقد ابتُلينا اليوم بهاذا الاعلام الكسول والبليد الذي لايبحث و لايقوم بدوره ليصبح مجرد بوق من ابواق البلادة و السخافة ..

مريم
المعلق(ة)
الرد على  Must
4 أغسطس 2021 17:23

لكنه قتل الكثير من الناس !!! هل هرلاء الأشخاص لت حق لهم فس الحياة ؟؟؟ هل موتهم بلا قيمة ؟؟؟ ها نتلقح و نحن نعلم جيدا أن نسبة الآثابة بالجلطة أو الشلل كبيرة ؟؟؟؟!!!! هل دور اللقاح هو القتل ؟؟؟

مريم
المعلق(ة)
4 أغسطس 2021 17:21

اللهي ياخذ فيهم الحق و كل من يشجع على حرب الإبادة هذه التي تسمى بالتلقيح لن نسامحكم

حسن
المعلق(ة)
12 يوليو 2021 19:06

إذن كل ما قيل عن المؤامرة و الإبادة البشرية حقيفي، كفرتم بالمناعة الربانية لتي هي من المعجزات الإلاهية،و أمنتم بالمناعة الخرافية التي هي من صنع الكفار أعداء الإسلام و المسلمين، بالفعل قطيع يحلم بتحقيق مناعة القطيع.

هيثم
المعلق(ة)
12 يوليو 2021 14:44

لا أعرف هل هذه صحيفة ام مختبر لقاحات تدافعون عن اللقاح أكثر من وزارة الصحة و شركات اللقاح وتعاتبون وزير الصحة على قوله للحقيقة و تريدون توبيخه من أنتم حتى تتدخلو في مجال ليس مجالكم إبقو صحفيين و لا تتدخلو في الصحة يكفيكم نقل الخبر هل أنتم تعلمون محتوى و تركيبة اللقاحات

Anti virus
المعلق(ة)
12 يوليو 2021 13:44

وعبيتو الطبلو للقاح،ونهار تالي راكم تكبو الما فالرملة. يجب محاسبة. الوزارة على تلقيح ملايين البشر دون نتيجة.. 😢 😢 😢. لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.؛. دعيناكم لله..

Bj
المعلق(ة)
الرد على  moha
10 يوليو 2021 22:13

يعادي هههههه

عبدو
المعلق(ة)
الرد على  مواطن
10 يوليو 2021 15:53

تيوجدوالناس نفسانيا للجرعة الثالثة

Must
المعلق(ة)
9 يوليو 2021 15:51

وهل هناك لقاح في العالم يمنع من الإصابة بالفيروس؟ اللقاح دوره مساعدة الجسم على التغلب على الفيروس وخفض الأعراض، لا أكثر ولا أقل.

moha
المعلق(ة)
9 يوليو 2021 15:42

اللقاح لا يمنع العدوى ولكن يمنع المرض،فالملقح يمكنه أن يعادي الآخرين إذا كان حامل للفيروس لكن في نفس الوقت تكون عنده مناعة تقيه من تدهور صحته بسبب الفيروس الذي يحمل.

عبدالهادي
المعلق(ة)
9 يوليو 2021 14:52

من الأحسن يجب على كل شخص اوانسان ان يتجه الى الله سبحانه وتعالى ان يحميه وان يكون له عونا معينًا وان القدر بيد الله ،اعرف الله في الرخاء يعرفك في الشدة

Abdelilah
المعلق(ة)
8 يوليو 2021 23:03

والله الا كرهونا هاد الوجوه الغبية فهاد البلاد السعيدة

مواطن
المعلق(ة)
8 يوليو 2021 22:05

أظن أن عبارة يحمل و ينقل، تعني أن الشخص الملقح لا يمرض بالفروس، لكن يمكن أن يحمله و يعدي الآخرين، لذى يجب حتى على الأشخاص الملقحين أن يضعوا الكمامة في المناطق العامة. والله أعلم

yassir
المعلق(ة)
8 يوليو 2021 21:50

وراه تكنوقراطي ولد المهنة و ماكدبش ، واش بغيتوه يكدب

مواطن
المعلق(ة)
8 يوليو 2021 19:39

واخيرا شهد شاهد من اهلها اذن ما معنى لعملية التلقيح ولماذا الصمت عن الحالات التي اصيبت بشتى الاعراض بعد التلقيح

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

15
0
أضف تعليقكx
()
x