لماذا وإلى أين ؟

التامك يرد على تصريح الناطق باسم الخارجية الأمريكية حول محاكمة الريسوني

محمد صالح التامك*

لا يسعني بصفتي مواطنا مغربيا ودبلوماسيا سابقا إلا أن أعرب عن استيائي وصدمتي الكبيرين جراء التصريح المهين الذي أدلى به الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية بخصوص العدالة المغربية وحرية التعبير، وما كان لهذا التصريح من مس بكرامتي وبكرامة المغاربة قاطبة.

بأي حق تجرؤ على حشر أنفك في قضية جنائية مغربية صرفة رائجة أمام القضاء تخص مواطنا مغربيا لقيت عناء في تهجي إسمه، وتذهب إلى حد إعطاء الموعظة والدروس للمغاربة؟

كيف تغتر فتسمح لنفسك بالحكم على ما هو مطابق أو منافٍ للدستور المغربي؟

كيف تجرؤ على التمييز بين المغاربة تعلي من شأن بعضهم وتنتقص من قيمة أخرين كما هو الشأن بالنسبة للضحيتين آدم وحفصة؟ هل الأمريكيون الذين يتعرضون للاعتداء الجنسي ذكورا كانوا أم إناثا، هم أعلى شأنا وأكثر آدمية من نظرائهم المغاربة؟

لماذا إيلاء كل هذا الاهتمام لهاتين القضيتين اللتين خيض فيهما طويلا داخل المحاكم وفي الإعلام؟ كم كتب هذان الصحفيان من مقالات وأجريا من تحريات طالتها يد الرقابة؟

وما السر في حرص وزارة الخارجية على عدم إثارة ما يحدث حاليا في الجزائر أو ما حصل في جنوب إفريقيا خلال الآونة الأخيرة؟

لماذا كل هذا التكالب على المغرب في الظرفية الراهنة؟ أليس هذا تحيزا صارخًا وغير مبرر لشرذمة من المتطرفين الإسلاميين واليساريين همهم الواحد الأحد هو خلق البلبلة والجلبة، وذلك على حساب الغالبية العظمى الصامتة من المغاربة؟

على ضوء هذه الأسئلة العالقة، أود أن أعرب عن عميق قلقي بشأن الموقف الذي اتخذه الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية وأتمنى صادقا أن يكون تصريحه نوتة نشاز، وإلا فإن مجازفته هذه لا تبشر بالخير بالنسبة لمستقبل العلاقات الأمريكية المغربية.
مواطن مغربي ودبلوماسي سابق*

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
صالح
المعلق(ة)
13 يوليو 2021 17:18

لا يجب إغفال انك انت من تدعي انك مواطن مغربي اليوم، كنت البارحة من شرذمة الانفصاليين الموالين للجزائر و تحارب الاحرار المغاربة الوطنيين الذين حررو هذا البلاد و حاربو رفاقك من البوليزاريو! فكيف لك ان تحاضر و تدعي الوطنية و انت في الامس القريب كنت تحاربنا ؟
تصف المغاربة باقبح الاوصاف و تعلق على كل شاذة و فاذة و كاننا نعيش في جنة الديموقراطية! تجيب كل من ينتقد و تهاجم كل من يطالب بالمحاكمة العادلة!! لم يسلم منك حتى الامريكيون الذين بالمناسبة اعترفو بمغربية الصحراء، و انت الان تهاجمهم بانهم يتدخلون في شؤون بلدنا ؟ كيف هذا و انت رهنت مغربيتها باعترافهم!!!

يوسف.ق
المعلق(ة)
13 يوليو 2021 16:58

لأول مرة ألاحظ بيان التامك عبارة عن تساؤلات فقط وليس بيان الجزم والحسم وهذا بيان انتحاري الغرض منه أنه لا يرهبه ناطق رسمي لدولة لها وزن في قضية الصحراء وخاصة الشق المتعلق بالسيادة المغربية. التامك لا يدرك اين حشر أنفه قبل التساؤل عن انف الناطق مع العلم ان دول الفيتو قراراتها مزاجية حسب طبيعة الرضوخ والاذعان وهي أدرى بطبيعة البلد وسجونها ولها الكلمة الفيصل في الفرملة أو اتركه يمر !!! الأغلبية الصامتة هل تنعم في بحبوحة الكرامة ام ديجور الذل؟ ما السر وراء حشر التامك لأنفه في ملفات بعينها معروضة أمام القضاء وخاصة اذا تعلقت بإعلامي أو سياسي أو مدون خاصة اذا كان الخوض في تنوير الأغلبية الصامتة حول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية!؟!

Visiteur
المعلق(ة)
13 يوليو 2021 14:07

Pourquoi parles il en mon nom , je ne l’ai jamais voté a ce monsieur

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x