عبدالسلام بنعيسي
في الاتصال الهاتفي الذي أجراه يوم الأربعاء الفائت، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قدَّم عباس، لنظيره الجزائري، التهاني بنجاح الانتخابات الجزائرية وتشكيل الحكومة، وعبَّر محمود عباس عن شكره للرئيس تبون والشعب الجزائري على الدعم المتواصل للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ومساندة الجزائر التاريخية لفلسطين في جميع مراحل النضال الفلسطيني وفي المحافل الدولية كافة.
بدوره، قال تبون، إن الجزائر وشعبها سيبقون على الدوام إلى جانب فلسطين للأبد، وأن فلسطين وقضيتها العادلة ستبقى راسخة في وجدان وضمير كل جزائري وعربي، وأضاف الرئيس الجزائري: (( سنواصل وقوفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني، والجزائر ستواصل الحفاظ على تعاملها مع فلسطين من خلال بوابة الشرعية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس)).
قد يبدو اتصال رئيس السلطة الفلسطينية بالرئيس الجزائري ليهنئه على نجاح الانتخابات وتشكيل الحكومة الجزائرية، اتصالا بروتوكوليا، الهدف منه التهنئة الأخوية المجردة فعلا على نجاح الانتخابات وتشكيل الحكومة، ولكن إذا وُضِعَ الاتصالُ في سياقه الذي يندرج فيه، يصبح موضع تساؤلات تُطرح من طرف المراقبين والمسؤولين المغاربة، ويكون مادة لقراءات سياسية مختلفة.
فلقد جرى هذا الاتصال عقب الزيارة التي قام بها وفدٌ من حركة حماس برئاسة إسماعيل هنية إلى المغرب، وغنيٌّ عن البيان أن هذه الزيارة لم تلق القبول من طرف السلطة الفلسطينية في رام الله، فاستقبالُ قيادة حركة حماس من جانب قيادة العدالة والتنمية الحزب الحاكم في المغرب، وبالحفاوة التي تم تخصيصها لها، يبدو للسلطة الفلسطينية أنه استقبالٌ يُضفي على الحركة شرعية مغربية، ويجعل منها قوة سياسية منافسة للسلطة، وقد تنتقل عدوى إضفاء هذه الشرعية المغربية على حماس إلى عواصم عربية أخرى، وهذا ما لا تقبل به السلطة الفلسطينية التي تريد احتكار تمثيل الفلسطينيين بمفردها، وأن يظل هذا الأمر موكولا إليها من جانب النظام الرسمي العربي.
وحين يتصل الرئيس محمود عباس بنظيره الجزائري ليهنئه بنجاح الانتخابات وتشكيل الحكومة الجزائرية ألا يكون يعبر بواسطة هذا الاتصال عن عدم رضاه على الزيارة التي قامت بها قيادة حماس إلى المغرب؟ ألا يستبطن الاتصال الهاتفي من جانب رئيس السلطة الفلسطينية بنظيره الجزائري، مرفقا بالعبارات الفخمة المزينة بآيات الشكر والامتنان والعرفان بالجميل للجزائر بسبب موقفها المساند للقضية الفلسطينية، كما أوردت ذلك وسائل الإعلام، نوعا من الاحتجاج الفلسطيني غير المباشر على المغرب لأنه استقبل قيادة حماس وأكرم وفادتها؟
لقد جرت انتخابات عديدة في المغرب وتشكلت حكومات متتالية، ولا نذكر أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد اتصل بالملك محمد السادس ليعرب له عن التهنئة على نجاح الانتخابات وتشكيل أي حكومة من الحكومات المغربية السابقة؟ فلماذا تخصيص الجزائر لوحدها بهذه المبادرة من جانب قيادة رام الله، إن لم يكن في الأمر تعبير عن نوع من التذمر الفلسطيني الرسمي من المغرب جراء استقباله قيادة حماس؟
وكما لم تعجب القيادة الفلسطينية في رام الله زيارة وفد حماس المغرب، فإن هذه الزيارة لم تعجب أيضا الدولة الجزائرية، بل إنها أغاضتها كثيرا، وآخذت الجزائر في إعلامها على حماس كونها زارت المغرب، قبلها، مباشرة، عقب معركة سيف القدس.
ولا شك في أن محمود عباس أدرك بحسه السياسي هذا الشعور الجزائري الغاضب من حماس، فاتصل بالقيادة الجزائرية ليهنئها، في الظاهر، على نجاح الانتخابات وتشكيل الحكومة، ولكنه كان يسعى في العمق ليعلن عن توافقه مع الجزائر في عدم رضاها على زيارة حماس للمغرب، ويغتنم الفرصة لتحريض الدولة الجزائرية ضد الحركة، وحثها على عدم استقبال قادتها.
لقد أعرب الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري عن رغبة الحركة في القيام بزيارة للجزائر عقب الانتهاء من زيارة المغرب وموريتانيا، وظلت القيادة الحمساوية تنتظر توجيه الدعوة إليها من طرف السلطات الجزائرية، ولكن انتظار حماس طال دون جدوى، فالسلطات الجزائرية ليست، على ما يبدو، في وارد توجيه الدعوة لقيادة حماس من أجل المجيء إلى الجزائر..
كان المفترض أن تقوم الدولة الجزائرية بالتعالي عن أي مناكفة أو مماحكة بينها ونظيرتها المغربية حول الموضوع الفلسطيني، وأن تبادر إلى استقبال حركة حماس باعتبارها مقاومة حققت انتصارا واضحا على الكيان الصهيوني في معركة سيف القدس، وأن تنصت إليها، وتسعى لإزاحة العراقيل من طريقها، بالمساهمة في تنقية الأجواء بين الحركة وبعض الدول الخليجية لتساعدها على فكِّ عزلتها، وأن تعمل على تجاوز الانقسام بين الفلسطينيين لتوحيدهم، ورصُّ صفوفهم في مواجهة الكيان الصهيوني الذي يعمل ليل نهار على إدامة هذا الانقسام وتأبيده.
الدولة الجزائرية التي تقول إنها دولة ممانعة ومقاومة يفترض فيها أن تتفهم ظروف المقاومة الفلسطينية وأن تتعامل معها بكرم وتسامح وتجاوز، وأن تبادر إلى تبني الانتصار الذي تحقق في غزة على أيدي المقاومة، وأن تقوم باستثماره، بما يؤدي إلى توحيد الفلسطينيين، والبناء عليه سياسيا في مؤتمر القمة العربية القادمة التي ستعقد في الجزائر.
لكن للأسف يبدو أن ليس هذا هو الرأي السائد في الجزائر الرسمية، فلقد حسم الرئيس عبدالمجيد تبون الأمر في الاتصال الذي أجراه مع محمود عباس بالقول: (( الجزائر ستواصل الحفاظ على تعاملها مع فلسطين من خلال بوابة الشرعية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس)..
فهل يجوز لنا الاستنتاج من الآن أن لا شيء يمكن للمقاومة الفلسطينية انتظاره من القمة العربية المقبلة، لأن النظام الرسمي العربي اختار منذ عقود، ما يسمى بالسلام (( خياره الاستراتيجي))، ولفظ كلمة مقاومة من قاموسه، وبات يقاطع ويحاصر أهلها والداعين إليها تحت مبررات واهية؟؟
كاتب مغربي
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.
الخرائر هدفها الوحيد والاوحد الذي أنشأت من أجله، هو معاكسة المملكة المغربية ومحاربتها في جميع توجهاتها، حتى ولو تطلبها الأمر التحالف مع الشيطان، بل هي الشيطان نفسه. حسبنا الله ونعم الوكيل
وماذا بعد ذلك عباس رئيس جزء من فلسطين يهاتف رئيس جاء به العسكر، رئيس لا يتحرك ولا يزور الولايات الجزائرية، ولم يضع قدميه في تيزي إيزو وبجاية وووو، الإتنطن يقضيان أوقاتهما في مكاتبهما
السلام عليكم بالنسبة للجزائر كلما يتعلق الأمر بالمغرب نجدها تطبق الجملة التالية جيدا و هي انا عكسنا لو استقبل المغرب ابو مازن لكانت هي استقبلت هنية هذا كل ما في الأمر لا يهمها مصلحة فلسطين او غيرها همها الوحيد معاكسة المملكة الشريفة