لماذا وإلى أين ؟

ترشيح “البيجيدي” لـ”ديناصورات” انتخابية يفنذ مطالبه التشبيبية

رغم كل ما يحاول حزب “العدالة والتنمية” أن يبديه من تميز وتماسك وسلاسة، ونفس ديمقراطي قل نظيره في عملية اختيار مرشحيه للانتخابات المقبلة، وتأكيده المستمر على أن العملية تناط بلجان محلية منتخبة، تدبر عملية الترشيحات بديمقراطية تامة على عكس باقي الأحزاب الأخرى التي تعرف كولسة، وتدبيرا مفضوحا لعملية الترشيحات، بعيدا عن قواعد الحزب ومناضليه، ويستأثر الزعيم بالمهمة وفق مصالح شخصية بالدرجة الأولى.

غير أن هذه المظاهر أو على الأقل إرهاصاتها بدأت تظهر، حسب مراقبين حتى في حزب العدالة والتنمية، بعد سنين من الكمون، وبدأ الحديث عن المحاباة والتدخلات وسيطرة الديناصورات الحزبية، على المشهد الانتخابي للعدالة والتنمية.

قبل أسابيع فشل الحزب في انتخاب مرشحيه للانتخابات المقبلة بمدينة تزنيت، حيت انتهى اجتماع لجنة الترشيحات قبل أن يبدأ على وقع “وظلم دوي القربى أشد مضاضة من وقع الحسام المهند..”، البيت الشعري الذي اختتم به “ابراهيم بوغضن” رئيس المجلس البلدي للمدينة والبرلماني عن الحزب، رسالة احتجاجية على ما قيل “إنه  تدخلات فوقية وكولسة، اعتمدتها بعض الجهات المتنفذة داخل الحزب لترجيح كفة “عبد الجبار القسطلاني” المستشار الدائم للوزير الرباح، في عملية اختيار مرشحي الحزب في الانتخابات المقبلة، وفي منطقة النواصر  ذكرت مصادر صحفية، أن أزيد من 15 عضو بالحزب قدموا استقالاتهم، بسبب تشبت البرلماني الدائم رشيد عبد اللطيف، بالترشح مجددا على رأس لائحة المصباح بالنواصر، وتأجيله أو رفضه لانعقاد اجتماع لجنة الترشيحات المحلية، التي يخشى أن تعصف بآماله الانتخابية، حتى تبت الأمانة العامة وتحسم في مسألة قيادة لائحة الحزب بالمدينة.

وفي العاصمة الاقتصادية، تطل من جديد نفس الوجوه، التي تربعت على لوائح العدالة والتنمية، البرلمانية والمحلية لعدة ولايات انتخابية، “مسامير المايدة” كما وصفها معلقون، يستطيعون قيادة لوائح العدالة والتنمية كل مرة، من قبيل مصطفى الحيا رئيس مقاطعة مولاي رشيد، وبرلماني عن الحزب منذ ليست بالقصيرة، نفس الشيء يقال عن ترشيح العمدة عبد العزيز العماري، ونائبه عبد الصمد حيكر، كوكلاء لوائح الحزب في الانتخابات المقبلة، وهي الوجوه التي دأبت على تزعم لوائح الحزب مند سنوات كثيرة، وتمثيله برلمانيا ومحليا.

ان هذه النماذج تطرح بقوة سؤال التجديد الذي يروج له الحزب، إضافة الى مكانة الشباب في العملية الانتخابية للحزب، وكيف يروج للتغيير دون أن يمارسه في شأن ممثليه ومنتخبيه، ويعيد دائما ترشيح نفس الوجوه القديمة، التي ألفت المناصب والكراسي والمسؤوليات وحتى تعدد التعويضات.

عبد العزيز أفتاتي عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، نفى أن يكون هناك ديناصورات انتخابية في العدالة والتنمية، معتبرا أن مسطرة ترشيح و تزكية  الحزب لممثليه في الانتخابات مجردة و عامة و ليست على مقاس أحد أو اقليم أو جهة أو هيئة”، وأن “المجلس الوطني للحزب هو من أصدرها، وتتضمن زهاء  40 مادة، ومذكرة تفصيلية توضح كيفية تنزيلها تتضمن قرابة  140 مادة”، وصفها بشروط “الخزيرات” ديمقراطيا ، مشيرا إلى أن “المناضلين هم من يقترحون الأسماء المراد ترشيحها باسم الحزب ولا أحد يملك أن يترشح من تلقاء نفسه”.

وأضاف أفتاتي أن “الأمانة العامة للحزب لم تتوصل بعد بأي شيء كهيئة التزكية فيما يخصها بالطبع،  حول القضايا السابق ذكرها، سواء المرتبطة بحالة الدار البيضاء أو مناطق أخرى، مؤكدا على أن “الأمانة العامة لديها أسبوعان آخران في الغالب، للنظر في كيفية تدبير مسألة تزكية الترشيحات، ولا أحد يعرف من سيترشح ممن لن يترشح، بما فيهم الأمين العام سعد الدين العثماني”.

ورحب أفتاتي بترشيح العماري في الدارالبيضاء، بالقول “إن هناك أشخاص يشرفني شخصيا ويشرفنا في العدالة والتنمية ترشيحهم من طنجة إلى الكركرات، ومن بينهم عمدة البيضاء عبد العزيز العماري”، مشددا على أن “القول بأن الحزب يرفع شعارات التجديد وفسح المجال للشباب، ويمارس العكس بترشيح وجوه معروفة وقديمة، كلام غير منطقي وغير مؤسس على حجج حقيقية، منوها بأن شباب الحزب من يقترح هذه الأسماء لاعتبارات متعددة منها تقييم المرشح وشروط المرحلة وطبيعة المعركة، ولا أحد بإمكانه أن يفرض نفسه على لجان محلية وجهوية بالقوة ودون رغبة القواعد”.

وختم أفتاتي بالقول إن “حزب العدالة والتنمية حزب ديمقراطي حتى النخاع ويدبر تشريحاته بكل ديمقراطية وسلاسة، وإذا حدث وظهرت إشكالات معينة في بعض المناطق، فهي معزولة وهناك مساطر للطعن فيها، مجددا القول بأن الحزب منسجم ومتماسك وسيحارب المفترسين والمستبدين”، على حد تعبيره.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
مغربي حر
المعلق(ة)
19 يوليو 2021 23:19

فس على ذلك كل الاحزاب والجمعيات والهيئات الغير الرسمية.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x