لماذا وإلى أين ؟

“البام” يقدم الولاء لـ”البيجيدي”

فاجأ بلاغ مشترك صادر عن قيادة حزبي العدالة والتنمية والاصالة والمعاصرة الكثير من متتبعي الشأن السياسي بالمغرب، متسائلين حول خلفيات اللقاء الذي جمع “البيجيدي” مع “حزب المخدرات” كما كان يصفه سابقا، وأسباب جلوس “البام” مع قيادات “الحزب الذي يشكل خطرا على المغرب والمغاربة”، بحسب الامين العام السابق لـ”الجرار”؛ إلياس العماري.

البلاغ الذي أصدره حزبا العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة عقب اجتماع قياداتهما أمس السبت 24 يوليوز الجاري بالمقر المركزي لـ”البيجيدي” بالرباط، أعرب عن اعتزاز الحزبين بـ”النجاحات المقدرة لبلادنا في مواجهة الجائحة بقيادة جلالة الملك حفظه الله وبإسهام مقدر لكل السلطات الحكومية والعمومية وكل المتدخلين”، مضيفا “وقد تكرست تلك النجاحات مؤخرا بنجاح الحملة الوطنية للتلقيح مما بوأ بلادنا الريادة أفريقيا والمراتب الأولى عالميا”.

قيادتا الحزبين أعربتا بحسب المصدر ذاته عن إرادتهما “المشتركة للإسهام في إنجاح الانتخابات المقبلة بنَفَسٍ وطني وتكريس المسار الديمقراطي لبلادنا ويثمن الاختيار الديمقراطي”، مشددين على رفضهم “كل الأساليب الساعية إلى المساس بنزاهة وحرية الاقتراعات خصوصا عبر أساليب الاستعمال المريب للمال الانتخابي واستعمال أدوات الترغيب والترهيب ضد بعض الفاعلين الحزبيين”.

وخلص حزبا العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة، إلى التعبير عن إرادتهما “المشتركة لتعزيز الشراكة الفعالة من أجل البناء الديمقراطي والتنموي لبلادنا، ومن مشمولات ذلك استحقاقات تقوية المشهد السياسي والحزبي بما يجعله قاطرة للتنمية وجديرا بثقة المواطنات والمواطنين، من أجل كسب الرهانات المطروحة ومواجهة التحديات القائمة”، بحسب المصدر ذاته.

تناقضات ..

البلاغ الذي وقع عليه الامين العام لحزب “البام”؛ إلى جانب سعد الدين العثماني رئيس الحكومة والامين العام لـ”البيجيدي”، نوه كما سبقت الاشارة إلى ذلك بنجاحات المغرب في مواجهة كورونا، وهو موقف مغاير لما عبر عنه فريق الاصالة والمعاصرة بمجلس النواب، الذي اعتبر أن الحكومة فشلت في مواجهة الازمة بقرارات “ارتجالية”.

البلاغ الصادر عقب لقاء عقد بمقر “البيجيدي”، أكد إرادة الحزبين “المشتركة للإسهام في تكريس المسار الديمقراطي لبلادنا” ويثمن الاختيار الديمقراطي، وهو ما يتناقض مع موقف الحزب من “البام”، الذي صورته قيادة “البيجيدي” بأنه “يسعى للهيمنة والقضاء على الديمقراطية”.

كما أن البلاغ المذكور، وقعته قيادة “البيجيدي” مع قيادة الحزب “البام” أحد أعضاء تحالف “G8” كما سماهم عضو الامانة العامة؛ عزيز الرباح، وهو التحالف الذي صوت ودافع عن اعتماد القاسم الانتخابي على أساس المسجلين “القاصم للديمقراطية” كما صرح بذلك عدد يسير من قيادة العدالة والتنمية.

خلفيات ..

اللقاء الذي عقد بين قيادة الاصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية يبدو كما لو أنه استعداد لـ”تكتل” انتخابي على شكل “G2”، موجه ضد التجمع الوطني للأحرار، خاصة أن بلاغ اللقاء خصصفقرة دالة للحديث عما سماه “المال الانتخابي”، وهو الاتهام الذي توجهه بعض الاحزاب السياسية إلى قيادة حزب “الحمامة”؛ خاصة بعد “تحالف الاحزاب ضد جمعية جود”.

هذا اللقاء بالنسبة إلى حزب الأصالة والمعاصرة فيه مآرب أخرى قد لا تكون لها علاقة بالبحث عن “تبييض الماضي السياسي لحزب نشأ نشأة غير طبيعية”، كما تقول بعض قيادة “البيجيدي”، بالقدر ما هو تقديم للولاء لـ”البيجيدي” من طرف حزب الاصالة والمعاصرة في نسخته الجديدة مع عبد اللطيف وهبي.

أما من جهة العدالة والتنمية، فـ”معركة القاسم الانتخابي” جعلت جميع الاحزاب السياسية في مواجهة “البيجيدي” الذي وجد نفسه معزولا، كما أن نتائج الانتخابات المقبلة التي ستجرى باعتماد القاسم الانتخابي الجديد ستكون متكافئة بين الاحزاب السياسية، وهو ما يمكن أن يجعل “البيجيدي” خارج حسابات التحالف الحكومي إذا لم يتصدر الانتخابات أو يعقد تحالافات أو تنسيق قبلي مع أحزاب معينة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

4 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
shonwell
المعلق(ة)
29 يوليو 2021 07:16

like

عمر
المعلق(ة)
27 يوليو 2021 12:13

او لم يتحالف البيجي ي مع الاحرار لولايتين متتاليتين! ؟ ام حلال علينا حرام عليكم!!

مريمرين
المعلق(ة)
26 يوليو 2021 21:55

هزلت . كيف سيعمل الحزبان على تكريس المسار الديمقراطي لبلادنا!!! … وبالأمس …
هذا تجسيد للمسخرة والاستهزاء بالمواطنين.
لقد صدق من سمى أيام الحملات الانتخابية ب”موسم الكذب”.
جبل الكذب قصير …

حسن
المعلق(ة)
26 يوليو 2021 20:39

اليس حزب الأحرار اول حليف للبيحيدي، يبدو ان حزب الحمامة اصابته الغيرة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x