تعرف الحالة الوبائية بالمغرب تدهورا في الأيام الأخيرة، حيث يتم تسجيل دخول الفئات الشابة إلى غرف الإنعاش، بالإضافة إلى تسجيل آلاف الإصابات في اليوم الواحد ، وذلك بعد فترة من الزمن لم نكن نسجل فيها سوى 500 إصابة أو أقل.
هذه الوضعية دفعت بوزارة الصحة إلى تسريع وتيرة عملية التلقيح الوطنية لتشمل الفئة ما فوق 25 سنة، كما ألغت شرط الموعد أو اسم المركز وأعلنت عن إمكانية تلقيح أي شخص في أي مكان تواجد فيه وفي أي مركز يختاره.
لكن، يبدو أن الأمر قد ينعكس سلبا على هذه الاستراتيجية المعتمدة، حيث تظهر الصور التي يتم تداولها على “السوشل ميديا” تهديدا خطيرا يأتي من مراكز التلقيح نفسها، بحيث تسجل توافد العشرات وأحيانا المئات من الأشخاص إليها دون احترام التدابير الاحترازية من الوباء.
هذا الإقبال الكبير على عملية التلقيح، شيء إيجابي من أجل الوصول إلى المناعة الجماعية، لكن في ذات الوقت يشكل خطرا على الصحة العامة بسبب الاكتضاض وعدم احترام مسافة الأمان بين الأشخاص، الأمر الذي تبين من خلال طوابير الناس التي تنتظر دورها لتلقي اللقاح.
فبعد أن حذرت وزارة لصحة غير ما مرة في الآونة الأخيرة من انتكاسة حقيقية للوضعية الوبائية، وبعد أن أصبحنا نسجل إصابة ما يناهر 7000 آلاف شخصا في اليوم، فليس من المستبعد أن تتحول مراكز التلقيح إلى بؤر وبائية، خاصة وأن المتحور “دلتا” سريع الانتشار أكثر بكثير من النسخة الكلاسيكية لكورونا وللمتحور البريطاني “ألفا”.
على السلطات الصحية العمل على تحسين استراتيجيتها القاضية بتوسيع الحملة التلقيحية من خلال تنظيم أكثر حكمة وأكثر مسؤولية، وإلا فإنها ستكون السبب في الانتكاسة التي تحذر منها منذ فترة.
،