قام ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أمس الثلاثاء، بزيارة سريعة إلى تونس، تعد الأولى لمسؤول مغربي ومغاربي لتونس، بعد الإجراءات التي قام اتخدها الرئيس التونسي قيس سعيد، بتجميد عمل البرلمان وإقالة الحكومة، ما فهم على أنه تحرك مغربي سريع، دعما للرئيس سعيد في هذه المرحلة.
وفي هذا السياق، قال تاج الدين الحسيني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، “إن زيارة وزير الخارجية ناصر بوريطة، إلى تونس يوم أمس ولقائه بالرئيس التونسي قيس سعيد، تشكل إشارة قوية على دعم المغرب للإجراءات التي قام بها الرئيس وللدمقراطية في تونس”.
وأضاف الحسيني في تصريح لـ”آشكاين”، “أن الزيارة تدخل كذلك في إطار إعادة ضبط التوازنات الإقليمية، خاصة وأنه كانت هناك محاولات جزائرية حثيثة، للتأثير على الساسة والموقف الرسمي التونسي، وظهر ذلك جليا حينما طرحت فكرة، عقد اجتماع لإتحاد المغرب العربي يستثني المغرب، لكن هذه الفكرة لم تنجح، واجراءات الرئيس الأخيرة، أبعدت العديد من الوجوه التي انساقت، وراء المواقف الجزائرية من مواقع المسؤولية”.
وشدد المحلل السياسي، على “أن الفصل 80 من الدستور التونسي، الذي لجأ إليه سعيد، فصل فضفاض، ويهم الشأن الداخلي التونسي”، معتبرا “أن زيارة بوريطة هي تأكيد جديد على وقوف المغرب إلى جانب تونس، كما دأب على ذلك دائما، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، حيت شاهدنا كيف أقام المغرب جسرا جويا، لنقل المساعدات الطبية الى الشقيقة تونس للمساعدة في جهود احتواء فيروس كورونا، وإقامة مستشفى ميداني كامل بسعة 120 سرير، كما سيتعزز هذا الدعم أكثر بعد انتاج المغرب للقاح المضاد لكورونا، حيت ستكون تونس من أولى الدول التي ستتلقاه من المغرب حسب الحسيني”.
وكشف المتحدث، على “أن تونس تعيش منعطفا سياسيا مهما وكبيرا، سيؤدي إلى إيقاف المزايدات بين الرئاسة ورئاسة الحكومة والبرلمان، التي أضرت بتونس كثيرا”، مستبعدا “استمرار الوضع هكذا، حيت أن قرار التجميد مؤقت وليس إلغاءا للمؤسسات وللعملية السياسية، كما أن الرئيس سعيد رجل ديمقراطي وخبير دستوري”.
وخلص تاج الدي الحسيني، إلى “أن سعيد سيعمد إلى تشكيل حكومة تكنوقراط لتسيير البلد، أو الدعوة إلى انتخابات مبكرة تخرج البلد من واقع الأزمة التي يعيش فيها مند مدة، وكذا لمواجهة تداعيات كوفيد 19 على تونس”.
