لماذا وإلى أين ؟

أولمبياد طوكيو 2021 .. ألمانيا ولعنة الكراهية

فعلة غريبة قام بيها باتريك موستر، مدرب المنتخب الألماني للدراجات يا حسرا، لمــّـا بغى يعمل النفس فى الدرّاج “نيكياس آرنت” أو قال ليه: “ما تـــّـرخاش، خـلــّـي سرّاح الجمال من موراك”، قولة كولـّها غل، مكرهة أو عنصرية غير مقبولة، الدراج بنفسو متانع إردّد هاد الألفاظ اللي كتضرب عرض الحائط جميع قيم الألعاب الأولمبية، لا من تسامح، تعايش، حترام، نزاهة، حصافة أو نبل الأخلاق الرياضية.

“سرّاح الجمال”، هاد اللفظ معروف عند جميع الألمان، الصغير فيهم ولا ّ الكبير، يعني طرف من الثقافة الإستعمارية، كيستعملوه بالأخص إيلا بغاوْا إينالوا من كرامة سكان شمال إفريقيا ولا ّ العرب بصفة عامة، ولو الألمان، بالأخص العنصريين منهم، ما عارفينش مزيان، ما مطــّـالعينش على تاريخ البشرية، تاريخ البشرية فات 7000000 عام، أو هادي 40000 عام من اللي غادروا الأفارقة أوطانهم الأصلية باش يستقرّوا فى أوروبا، أو حتى هادي 5000 عام كانوا الأوروبيين صحاب بشرة كحلة، غير بقاوْا تمــّـا بداوْا كيمتاهنوا الزراعة أو تربية المواشي، البشرة الداكنة كانت كتحميهم من لدغات الشمس فى إفريقيا، فى أوروبا كانت الشمس قليلة على داك الشي رجع جلدهم بيض، حنا ما كانهضروش على عام ولا ّ 30 عام، ولكن على أولوف السنوات، الجلد البيض أفضل من الجلد الكحل فى دول باردة، لأنه كيصنع حسن الفيتامين “دي” اللي أساسي بالنسبة للحياة الإنسان، يعني فى هاد الحالة ما قاموا، لا الأوروبيين، الألمان ولا ّ أولاد أولادهم بأي إنجاز، المناخ أو محيطهم هو اللي لزّم عليهم يتكـيــّـفـوا معاه.

زيد عليها أن السلالة ولا ّ العرق البشري أو تصنيفو غير أيديولوجيا خبيثة ديال جميع العنصريين أو صحاب الهموز اللي ما باغيينش يتنازلوا على متيازاتهم، لا من سكن، فرصة عمل ولا ّ تعليم، لأن جميع البشرية متشاركة نفس الجينات حتى 99،9 فى الميا، يعني فينا هو الفرق بين هاد الجنس أوْ لاخور؟

لا ألمانيا، لا أوروبا بصفة عامة عندهم مشكل مع العنصرية، أو من عهد “كولومبوس”، يعني هادي كثر من 500 عام، أو هاد الظاهرة باقية حية أو ما بغاتش تموت، فى داك الوقت كثر من 35 مليون إفريقي تم ّ خطفهم من أوطانهم الأصلية أو ستغلالهم كعبيد باش إخدموا فى فيرمات البويض حتى تكرّسات هاد الفكرة، هاد الرؤية الدونية فى الذاكرة الجماعية الأوروبية تجاه جميع السود أو الدول اللي تستعمارات من بعد فى عصر التنوير، يعني لعب هاد العصر دور إيجابي، ولكن فى نفس الوقت دور سلبي، أو هاد الشي راجع بالأساس لتحرير الفكر من جميع القيود، “هيكيل” أو “كانت” متــّـاهمين ليومنا هادا بتفريخ أفكار أو نظريات عنصرية فى كتاباتهم اللي كيتعتابروا عرّابين النموذج الديمقراطي الأوروبي.

شرعية الأيديولوجيا العرقية قايمة على حيلة كولــّـها مكر أو مخاتلة دميمة، ألا وهي تصنيف الأجناس: البويض، السمرين، السود، الأسياويين إلخ، بعض التجارب فى الولايات المتحدة، “الــدّول تيسـْـت”، يعني “تجارب البوبيات”، بيـيـّـنات عمق الفظاعة أو التهجم على حترام الذات لمــّـا صرّحات بنت من الأمريكيين الأفارقة ما فاتش عمرها 5 سنين أن البوبية البيضة زوينة على البوبية الكحلة، علاش؟ سوّلاتها المشرفة على هاد الدراسة، كان جوابها صادم: لأنها بيضة أو عيونها زرقين، كيفاش غادي تكون أحاسيس، معنوية هاد الصبية البريئة غير تكبر؟ أكيد، مهزوزة، كولــّـها أعطاب أو سخط على المجتمع الأغلبي، ولو الإدماج غادي إكون بأقل تكلفة، حسن من الإنتقام، أو هاد الشي اللي كيطرا بين الفينة أو الفينة فى الضواحي الفرانساوية.

العنصرية، لا فى ألمانيا لا فى أوروبا، عنصرية مؤسساتية، ما خلا ّت حتى قطاع أو ما حشاتش فيه نيفها، متواجدة فى جميع الوزارات، وزير الداخلية الألماني براسو كيرفض ليومنا هادا يعطي الضو للخضر للدراسة رصينة حول العنصرية فى صفوف البوليس، ولو تفصلوا بوليسية بالجملة جرّاء ميولاتهم العنصرية أو البعض منهم حتى النازية، جميع المدارس، الثانويات، الجامعات، الأندية كتعرف هاد الظاهرة، لا مدرجات الكورة لا الفضاء العام سلموا من هاد السلوكيات الحاطة من كرامة الإنسان، ولكن الحق يقال، الدولة الألمانية تنابهات للهاد المعصية أو بدات كـتتخذ تدابير مضادة، فى نفس الوقت بدات جيوب المقاومة كتعزز الصفوف أو دخلات فى مناورات شرسة مع الأحزاب الديمقراطية الألمانية، راس حربة هاد النزعة العنصرية حزب يميني متطرف، اللي دخل فى الإنتخابات التالية للبرلمان الألماني من بابو الواسعة، حيث حرز على كثر من 90 مقعد، يعني % 15 من الناخبين الألمان.

ولكن فى قضية “باتريك موستر” ما كانتش الرابطة الألمانية للدراجين فى مستوى الحدث، حيث قبلات فى اللوّل عتذارو، ولكن بعد أمــّـا ضغطوا دول خرى عليها عاد ستعدّات تطلب من “موستر” يجمع باليزتو أو يرجع للألمانيا حتى تقرّر فى مصيرو من بعد، جميع الدراجين الألمان بنفسهم ستنكروا أقوال “موستر”.

حتى فى ألمانيا، بحال فى جميع الدول، كاينين شرفاء، كولــّـهم ستقامة أو عتدال، كاين اليوما صراع ثقافي حامي الوطيس بين جيل اليوم أو الجيل القديم، لمــّـا رفضوا بعض طلبة العلوم القانونية من جامعة ألمانية سمية أستاذ جامعي على غلاف مرجع أساسي فى دراستهم اللي قام بنشرو “أوطــّـو بالانت”، رفضوه الطلبة لأنه كان عضو فى الحزب النازي الحاكم قبل ما تدخل ألمانيا فى مواجهة دامية مع جميع جيرانها فى الحرب العالمية الثانية، كما كتب عدة مقالات تحت أسماء مستعارة كيمجد فيها الأنظمة القمعية، اللي كولـــّـها ملــقـــّـمة على كوريا الشمالية أو أمثالها.

ضحية هاد الكراهية المقيتة هوما الدراجين: الجزائري عزالدين لعقاب أو الإيريتري أمانويل جبرجزابير، المسؤولين الألمان اللي قبلوا عتذار باتريك موستر ما خذاوش فى الحسبان طعم، مذاق هاد الإعتذار المر أو التافه، بحال إيلا بغاوْا إقولوا للناس: “شنو أوقع؟ والو!” رسالة غير موفقة بكل المقاييس، بحال إيلا طلبنا من شي واحد نعطيوه طرشة أو كنضحكوا عليه من بعد، نسوّلوه: “شنو طرا؟ والو، ياك باقي عييش”، ما خصــّـناش ننساوْا أن بحال هاد المدرب هو اللي كيحسم شكون إشارك فى الألعاب الأولمبية أو شكون يبقى فى دارو، واقيلا نشوة الحكم أو التحكم المطلق فى مستقبل الرياضيين، تضخم الآنا دفعاتو إقوم بهاد التصرفات غير اللائقة، جميع العنصريين من هاد النوع متشاركين كولــّـهم لولة وحدة: عمى وظيفي مزمن.

*أستاذ جامعي سابق، المغرب، ألمانيا والصين

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

4 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Ara
المعلق(ة)
6 أغسطس 2021 14:06

او حنا شنو كنقولو ل الافارقة عزي عوازا او في بعض الاحيان كلام جارح جدآ…..العنصرية كاينا حتى عندنا بل ربما اكثر منهم…..

محمد
المعلق(ة)
6 أغسطس 2021 10:03

لقد بالغت كثيرا يا استاذ……….

Rachid
المعلق(ة)
6 أغسطس 2021 07:12

قارن ما كتبته بمقالك بما قاله أخنوش أنه غادي يربي المغاربة وبقا بدون عقاب . وقارن كيف كتعامل ألمانيا مع ناهبي الأموال العامة عندها مع كيفاش كيتعاملو في المغرب مع ناهبي الأموال العامة باش يكون مقالك متوازن

مواطن
المعلق(ة)
6 أغسطس 2021 01:47

العنصرية لا تعطي أكلها الا اذا قبلها من وجهت ضده.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x