لماذا وإلى أين ؟

العجلاوي يكشف خلفيات عدم تجاوب تبون مع مساعدات المغرب لإنقاذها من الحرائق

تجاهل الإعلام الجزائري الرسمي وغير الرسمي  المبادرة المغربية التي قدمها المغرب برعاية ملكية، من اجل تقديم يد المساعدة إلى الجزائر في إخماد الحرائق المشتعلة في ولاية  “تيزي وزو” بمنطقة القبايل، والتي أدت إلى مقتل نحو 69 مواطنا، بينهم 28 عسكريا.

لم يقف تجاهل المبادرة الإنسانية المغربية لمساعدة الإنسانية عند الإعلام فقط، بل تعداه إلى عدم تجاوب النظام الجزائري وعلى رأسه الرئيس الجزائري عبد المجدي تبون، إلى حدود  كتابة هذه الأسطر، ما يضعنا أمام تساؤلات عريضة حول الخلفيات الحقيقية التي دفعت نظام الجارة الشرقية إلى عدم التجاوب، والاستجداء بأروبا وكراء طائراتين من طراز “كنداير” المعروفة باسم و”حش الحرائق، رغم ان المغرب وضع طائريتن من نفس الطراز، يتوفر عليهما، تتحت تصرف الجزائر في حالة وافقت على المساعدة، وفق بلاغ لوزارة الخارجية المغربية.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير في الشؤون الإفريقية، والأستاذ الباحث في مركز أفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، الموساوي العجلاوي أن “التاريخ الراهن للعلاقات المغربية الجزائرية، لم يثبت فيه أبدا، أن وقعت كارثة في القطر الجزائري دون أن يتحرك المغرب ملكا وحكومة وشعبا، سواء عند وقوع زلزال، فيضانات، أو حرئق، أو غيرها، وهذا لا يحمل فقط البعد الإنسابي، بل يحمل أيضا الإحساس بالمصير المشترك، وهو الذي يحرك المغرب،  وخير دليل على ذلك الخطاب الأخير للملك، في الذكرى 22، الذي وجه الدعوى إلى الرئيس الجزائري مباشرة.

وأكد العجلاوي، في تصريحه لـ”آشكاين”، على أن “عدم تجاوب النظام الجزائري، مع مَدّ يد المساعدة التي قدمها المغرب، مبني على حسابات الواجهة الجديدة  للنظام الجزائري، والتي توظف التوتر في العلاقات مع المغرب من أجل فك النزاعات والتعقديات الداخلية للسلطة، إذ ان هناك انتقادا قويا للرئيس الجزائري الحالي، لأنه يظهر جليا وجود هوة كبيرة  بينه وبين صناع القرار في الجزائر، فخرجاته الإعلامية الأخيرة خلفت ردود فعل قوية حتى من الناس المقربين اللذين كانوا إلى حد قريب يدافعون عن النظام الجزائري، واللذين يتساءلون إن كان تبون في حالة  وعي إثر ما يقوله”.

ويرى الخبير في الشؤون الإفريقية، أن “المغرب اظهر حسن نية ومرجعية تاريخية في التضامن مع الشعب الجزائري، منذ الاستعمار إلى يومنا هذا، وهو أمر عادي من الجانب المغربي، لكن النظام الجزائري لن يرى أبدا  هذه المسألة عادية، لأنه يعتبر أنها من باب الضغوطات عليه، على أساسا أنها موجهة إلى الرأي  العام الجازئري”.

ولفت الخبير في العلاقات الدولية الانتباه، إلى أن “كل خطابات العسكر أو الرئيس الجزائري تصف المغرب بالعدو التاريخي، الأبدي الأزلي، المتآمر، وغيرها من التوصيفات، فبالتالي علاقة النظام الجزائري مع رأيه العام الداخلي سيسائله كيف تقبل من بلد عدو هبة أو مساعدة كيفما كان نوع هذه التسمية”.

العجلاوي إلى أن “حتى التغطية الإعلامية الجزائرية ضعيفة جدا على المبادرة المغربية إن لم نقل منعدمة، سوى من بعض التدوينات الفيسبوكية للنشطاء، وهذا راجع لكون النظام الجزائري يعتبر المغرب عقدة، لانهم يعتقدون أنهم بقبولهم لهذه المساعدة على أنهم  أقل شأنا ، فنجدهم فضلوا كراء طائرتين من نوع “كنداير”  عوض أخذها من المغرب دون مقابل”.

“مشكل النظام الجزائري كونه نظاما يبحث عن نفسه”،  يضيف محدث “آشكاين”، موردا أن “هناك هوة كبيرة بين “خطاب” النظام الجزائري والواقع المر للشعب الجزائري، فحتى المبادرات الإنسانية من باب حسن النية واللياقة الدبلوماسية، خاصة أنها جاءت باسم الملك، كان يفضل أن يكون نوع من الشكر حتى من باب الأدب،  ما يظهر أن أدبيات الحوار الدبلوماسي مفقودة  لدى الواجهة الجديدة للنظام الجزئري”.

وذهب العجلاوي في تحليله ،بالقول إنهم “يحاولون استغلال الحرائق في شمال الجزائر من أجل إيجاد لحمة أو البحث عن مشروعية، كون النظام الجزائري لا يحظى بمشروعية بحكم نسبة التصويت، باعترافهم الرسمي، كما أنهم قالوا أن الحرائق من تدبير عملاء، وهو الخطاب الذي أدى إلى قتل الفنان الشاب الذي قدم لمساعدتهم، جمال بن اسماعيل، وبالتالي فهم يحاولون التخلص من مسؤوليتهم  في هذه الحرائق وغياب الأوكسين”.

المشكل الحقيقي والكبير، يؤكد العجلاوي، في  حديثه لـ”آشكاين”،  هو “أن الدولة الجزائري وظائفها غائبة، ما يبرر قيادة الجيش لها، إذ نراه  يجلب الأوكسجين والأدوية واللقاح، ويقوم بجميع المبادرات التي يفترض أن تقوم بها الدولة، بالتالي فإذا غابت الدولة لا تنتظر سواء القبول أو حتى ردا دبلوماسيا لبقا وشكرا للمغرب على هذه المبادرة”.

وخلص الخبير الشؤون الإفريقية، الموساوي العجلاوي، إلى أن “هذا السكوت المطلق والممتد في الإعلام الرسمي الجزائري معناه أن هناك إشكالا كبيرا جدا، حتى في استيعاب مفهوم الأزمات والكوارث، ومواجهة هذه الكوارث، إذ أن كل الدول تقبل المساعدات باستثماء دولة واحدة هي الهند، بالتالي فالإشكال ليس مبنيا في العلاقات المغربية الجزائرية بشكل كلي، بقدر ما هو مبني على إشكال داخلي بالأساس”.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
Nasser
المعلق(ة)
12 أغسطس 2021 20:36

C’est la tout le Maroc. Il fait le discours, la proposition et la critique.pour ne pas dire l’insulte. Il n’a même pas besoin d’un répondant. La France à proposé la même chose. Elle a été refusée. Macron n’a rien dit.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x