2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
العجلاوي يُعَدّدُ سبل رد المغرب على التصعيد الجزائري

أعلن المجلس الأعلى للأمن بالجزائر، في اجتماع استثنائي له، أمس الأربعاء 18 غشت الجاري، عن قرار الجزائر إعادة النظر في علاقتها مع المغرب، متهما إياها بتهم خطيرة، على خلفية حرائق غابات تيزي وزو بمنطقة القبايل، كما أمر المجلس “بقيادة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون “تكثيف المصالح الأمنية لجهودها من أجل إلقاء القبض على باقي المتورطين في الجريمتين وكل المنتمين للحركتين الإرهابيتين اللتين تهددان الأمن العام”، حسب وصفه، مضيفا “لا سيما (الماك) التي تتلقى الدعم والمساعدة من أطراف أجنبية وخاصة المغرب والكيان الصهيوني”.
واعتبر مجلس عسكر الجزائر ، حسب تعبير بيان صادر عن ذات الاجتماع. أن ما قال “أفعال عدائية متكررة من طرف المغرب ضد الجزائر”، دون أن يحدد ما هي هذه الأفعال، دعت بحسبه إلى ” إعادة النظر في العلاقات بين البلدين وتكثيف المراقبة الأمنية على الحدود الغربية”.
وشكل هذا الهجوم الاخير من قبل الجزائر على جارها الغربي المغرب، حدثا يؤشر على احتمال حدوث تطورات جديدة بالمنطقة، وهو ما يطرح التساؤل عن الكيفية التي سيرد بها المغرب، خاصة أن جاره الشرقي ينوي تكثيف حضوره العسكري على الحدود بينهما،
وفي هذا السياق، يرى الخبير في الشؤون الإفريقية، والأستاذ الباحث في مركز أفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، الموساوي العجلاوي، أن “المنطلق ليس واحدا، فمنطلق الواجهة الجديدة المتحورة للنظام الجزائري، والتي تبدو أكثر عدوانية من سابقاتها، هو البحث عن مشروعية، لانها فاقدة لها نظرا لنسبة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وذلك باعتراف الأرقام الرسمية، (وبحثها) من خلال عدوين: داخلي متمثل في حركتي الماك و”رشاد”، وعدو خارجي بالدرجة أولى هو المغرب وبدرجة ثانية فرنسا”.
وأوصح العجلاوي في حديثه لـ”آشكاين”، أن “كل هذه الأحداث، من اجتماع المجلس الأعلى للامن الجزائري، تصريحات الريس عبد المجيد تبون، والجنرال سعيد الشنقريحة، وخرجات الإعلام الموالي لهما، (كلها) تفسر التوظيف القوي للورقة المغربية في بناء هذه الواجهة الجديدة للنظام الجزائري، إذ أن الأخير منذ 1962 وهو يستعمل المغرب ورقة أساسا في تدوير الصراعات الداخلية للنظام الجزائري، وسيستمر في ذلك ما دام إشكال بناء الدولة المدنية قائما في الجزائر.”.
وذكر محدثنا أنه “في 20 من غشت لسنة 2016، وجه الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة رسالة بمناسبة حلول ذكرى يوم المجاهد، قال فيه إن “الجزائر عجزت عن بناء دولة لما بعد الاستقلال”، وعزا ذلك إلى سببين”، بالتالي فإشكال النظام الجزائري في كونه لم يستطع بناء دولة مدنية بمواصفات القانون الدولي، وهو ما يفسر ما جرى في الجزائر على مستوى هذه الواجهة، من حرائق وما تلاها من قتل ذلك الفنان، والتحوالات الداخلية”.
ولفت الخبير في الشؤون الإفريقية نفسه، الانتباه إلى أن “القايد صالح كان يسمي المجموعة المحيطة ببوتفليقة بالعصابة، واعتقل عددا من أمراء الأمن والجيش في النظام الجزائري لبوتفليقة، وهي ما كانت تسمى بجماعة الرئيس، هؤلاء اللذين اعتقلهم القايد صالح، خرجوا من السجن واعتقلوا مؤيدي وجماعة القايد صالج، وهذه الواجهة الجديدة أعادت شخصين قويين من اللذين طردهم بوتفليقة، وهما الجنرال توفيق، المسؤول على مجازر التسعينات في الجزائر، وخالد نزار”، موردا أن “هذه الواجهة الجديدة تريد الاعتماد عليهما في ترهيب الشعب الجزائري وجيران الجزائر”،
واستدركد محدث “آشكاين”، بالقول، إن “ما جرى في تيزي وزو ،من قتل جمال بن اسماعيل، موازاة مع الحرائق في منطقة القبايل، هو تذكير للجزائرين بما جرى في التسعينات، إذ عليهم إما القبول بهذه الواجهة الجزائرية الجديدة أو العودة إلى سيناريو التسعينات، والمغرب هو ورقة يستعملها النظام الجزائري في بناء هذه الواجهة الجديدة”،
وعن سؤال “آشكاين” إن كان المغرب سيرد بالمثل وسيكثف الحراسة على حدوده، اعتبر الخبير في الشؤون الإفريقية أن “ما جاء في بيان مجلس الامن بالجزائر من تكثيف الحراسة على الحدود، واتهام المغرب بالعدوان على الجزائر، وتكثيف تواجد جنوده على الحدود بالخصوص، يعد مؤشرا سيئا للمنطقة برمتها، لان تكثيف الفرق العسكرية على الحدود المغربية الجزائرية، معناه فتح الباب على مصراعيه لما يسمى بحوادث الحدود، وهي تؤدي غالبا إلى حروب، وهو التخوف القائم”.
موردا أن “الواجهة الجزائرية الجديدة إن لم تستطع داخليا اكتساب مشروعية ما، سواء كان ذلك بالترهيب، بالعدوان على الشعب الجزائري، بالتعطيش، أو حتى بقطع الأوكسجين على المرضى، (فإن لم تستطع ذلك) فتبقى ورقة شن الحرب على المغرب واردة، في ظل هذه السياقات والمعطيات الحالية”.
“إذا قارنا ما جرى خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة”، يضيف العجلاوي “فالمغرب دائما يتجاهل استفزازات الواجهة الجددية للنظام الجزائري، وخير ذكرى ما صرح به الشنقريحة من كون المغرب عدو، وخطابات الرئيس تبون، حول العدو المغربي والاعتداءات المغربية وغيرها، بل أنه في بعض التوجهات مس النظام الملكي، وهو أمر خطير أن يصدر من “رئيس دولة”، دون أن ننسى الواجهات الإعلامية التي تتهم المغرب 24 ساعة على 24”.
وتابع العجلاوي أن “المغرب كان دائما منضبطا في سلوكاته، لأنه دولة كبيرة وعميقة في التاريخ، وفي ثقله الدبلوماسي، إذ أن المغرب ليس واجهة كما هو الحال بالنسبة للنظام الجزائري، وخير دليل على ذلك خطاب الملك في الذكرى 22 لعيد العرش، الذي طالب الجزائر بفتح صفحة جديدة، وتأسف على التوتر الدبلوماسي والإعلامي، وهو أمر لم تستوعبها القيادة الجزائرية الجديدة”، علاوة على ذلك “عرض المغرب طائرات كنداير للمساعدة في إخماد حرائق القبايل، وعزى في قتلى هذه الحرائق، وهو ما يدل على تعامل المغرب كدولة كبيرة مرتبطة بالقانون الدولي وبحقوق الجار وبالمشترك مع الشعب الجزائري، كونه شعبا قويا وكبيرا”.
وعن سبل تعامل المغرب مع قرار الجزائر، خلص العجلاوي إلى أن “كل الأجهزة بالمغرب تأخذ بعين الاعتبار هذه التهديدات، وهذا الشتم، إلا أنه وكما نقول دوما أن الحروب الرابح فيها خاسر، بمعنى ليست هناك مصلجة لأي أحد في ذلك، نظرا لأن المغرب والجزائر دولتان كبيرتان وقويتان في شمال غرب إفريقيا، وكل حرب بينهما ستؤدي إلى تدخل قوى كبرى حيث أن روسيا تنتظر بفارغ الصبر هذه الفرصة، وإيران تريد أيضا التوغل في المنطقة للضغط على أوروبا، وهناك متربصون لكل التطورات التي يمكن أن تحدث نتيجة نزاع مسلح بين المغرب والجزائر “.
الرجال يتغيرون لكن الأسلوب يبقۍ واحد: صيف 1999 وفي عز حزن المغاربة علۍ فقدان الملك الراحل الحسن الثاني أسكنه الله فسيح جنانه بنۍ الرئيس السابق بوتفليقة أمجاده الكلامية إبان مرحلة ما سمي بالمصالحة الوطنية بالنفخ بكير الأحقاد والضغينة تجاه المغرب ,وها هو اليوم خلفه بعد 22سنة يستعمل نفس الأسلوب بعد أن تاه وسط أدغال الأزمات الداخلية بلجوئه إلۍ إشعال النيران في منطقة رافضة له ولنظامه وإلصاق التهمة للمغرب وهي تهم لا يصدقها عاقل .والمغرب يؤمن بأن آخر الدواء هو الكي وإذا كان لابد من الحرب فربما ستتخلص الجزائر إلۍ الأبد من كابراناتها