2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

كشفت أمينة ماء العينين، البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، أنها رفضت عرضين مغريين تلقتهما من طرف حزبين سياسيين، من أجل الترشح بإسمهما في الانتخابات التشريعية أو الجهوية.
وأوضحت ماء العينين أنها تلقت اتصالا مباشرا من طرف شخص الأمين العام لأحد الأحزاب فيما الاتصال الثاني كان من طرف قيادي مبعوثا من طرف الأمين العام، وذلك دون أن تذكر أسماء الأحزاب أو هوية المتصلين بها.
وأضافت القيادية “البيجيدية” في تدوينة مطولة على حسابها بالفايسبوك، أن العروض “قدمت في صيغة راقية تحمل التقدير لشخصي المتواضع”، مبرزة أنها اعتذرت على الفور رغم اقتراحهم لها بأخذ مهلة للتفكير قبل الرد، دون أن تكشف عن إسمي الحزبين اللذين عرضا عليها الترشح.
وبررت المعنية بالأمر رفضها هذا بالقول “ليس طبيعيا هذا القدر من التطبيع السياسي والاجتماعي مع الترحال السياسي عشية الانتخابات، حتى صار الأمر عاديا بل ويقابل بالإحتفاء وقد يدعو أصحابه إلى الفخر”.
مؤمنة أن في الأمر مزيدا من امتهان السياسة وتسفيه السياسيين وتمييع الأهداف النبيلة للعملية السياسية ورهاناتها الأصيلة، تورد ماء العينين، قبل أن تسترسل متأسفة ” مؤسف أن يصل الترحال إلى نخب الأحزاب ومناضليها المعروفين إما عرضا أو طلبا أو قبولا، لأن الأمر يستبطن إفقادَ المعنى للإنتماء الحزبي بين أبناء الأحزاب السياسية الذين يُنتظر منهم الدفاع عن الحرمة “المفترضة” للمؤسسة الحزبية”.
وأكدت أنها ليست مبدئيا ضد تغيير اللون الحزبي لمن يختارون ذلك، مضيفة “حينما تتحصل القناعة الهادئة بذلك بعيدا عن الزمن الانتخابي و سعار المواقع والمناصب، بناء على رهانات واضحة يغذيها المسار السياسي الشخصي وحصيلة التجارب والقدرة على الإقناع بالإنتقال الحزبي”.
وسجلت القيادية قائلة “ولأكون واضحة: لم تترك الأحزاب السياسية بممارساتها اليوم فرصة للتمايز على أساس الفكر أو الإيديولوجيا أو الاختيارات السياسية والمذهبية، لقد اقترب الكل من الكل أو يكاد”.
شددت على أنها ليست سياسية تبحث عن المواقع والمناصب بأي طريقة، موردة بالقول “انتمائي لحزب العدالة والتنمية لم يكن انتماءً لحزب سياسي يمكنني تغييره كما أغير قميصي، وإنما كان انتماءً لفكرة ومشروع سياسي واعد”.
وزادت “قد مارستُ حقي في انتقاد الذين جنوا على هذا الحزب من داخله باختيارات وقرارات خاطئة بعضها انتهازي وجبان تهدف إلى تغيير جيناته السياسية، وسأظل أنتقدهم مهما كبر حقدهم الذي تجاوز في أحيان ماهو سياسي إلى ماهو شخصي من جزء من القيادة الحالية -نساء ورجال”.
“وإننا إذ نرتقي ونترفع عن الكثير من السفاسف صونا لصورة حزبنا، فإن بعض قيادات الحزب عليها أن تتصف بقدر من التحفظ، وأن تتخلى عن الصبيانية والتحامل الذي تبديه داخل الهيئات وخارجها، فنحن لا يخيفنا الإستقواء التنظيمي، وظللنا نعتبر “القيادة” صفة للكبار وليس لقبا تمنحه عضوية الهيئات”.
وأكدت أنها ستظل مؤمنة أن الانتصار للوطن يستلزم الإنتصار للسياسة الحزبية كما يجب أن تكون، ولذلك لابد للمناضلات والمناضلين أن يتصدوا لمخططات وأد السياسة وقتل المصداقية وتعميم السطحية والتفاهة والفراغ واللاكفاءة، لأن المغرب في حاجة إلى وقف مسلسل “شكلانية” القوانين والمبادرات والمؤسسات.
وختمت كلامها بالقول ” على الذين يفضلون مصالحهم الشخصية على حساب مصالح الوطن ورصيد أحزابهم من المصداقية والالتزام السياسي الذي ضحى المناضلون لأجله بالغالي والنفيس أن يتقوا الله في وطنهم وفي أحزابهم وفي الأجيال القادمة التي لم نترك لها معالم للإهتداء.”