اعتبر إدريس بنيعقوب، الباحث في العلوم السياسية بكلية الحقوق أكدال الرباط، أن الملك محمد السادس أقر بشكل مطلق في خطابه لثورة الملك والشعب بأن سبب التهجمات على المغرب، سواء في موضوع حقوق الإنسان أو قضية بيغاسوس، التي جاءت مدروسة ومن دول هي نفسها التي اعترفت بقدرات المؤسسة الأمنية المغربية هو “استقلالية قراره الوطني”.
وقال بنيعقوب في تصريح لـ”آشكاين” إن خطاب الملك بمناسبة الذكرى 68 لثورة الملك والشعب “كان خطابا استثنائيا من حيث التركيز على علاقات المغرب الخارجية خصوصا مع الجانب الأوروبي”، مضيفا ” الخطاب لم يعر اهتماما لتطورات العلاقة مع الجزائر، تم تجاهلها بالنظر إلى كون القيادة الجزائرية الحالية لم تعد صاحبة القرار وأن أطراف دولية هي من تحركها، خصوصا في الاتحاد الأوروبي، وربما المقصود عندما تحدث الملك عن أطراف مازالت تشتغل بعقلية الماضي ربما فرنسا بالاساس ثم اسبانيا وحتى تركيا وألمانيا.”
وأكد المتحدث أن “محمد السادس تحدث مع من يحركون القرار الجزائري في خلق التوتر مع المغرب ولم يتحدث مع الجزائر فاقدة استقلالية القرار”، موضحا ” يبدو أن الملك يرد بشكل ضمني على الجزائر وعلى من يحركها، سواء فرنسيين أو أتراك، بأن المغرب دولة عريقة عرفت مفهوم الدولة والنظام السياسي منذ قرون عكس الجزائر الدولة الحديثة الولادة التي ولدت غداة الاستقلال “.
وبخصوص العلاقات المغربية الاسبانية، يرى ذات الأكاديمي أن هناك “اشارات على تحول في مواقف اسبانيا تجاه المغرب وربما في قضية الصحراء المغربية”.
واعتبر بنيعقوب أن الخطاب الملكي تضمن “إشارة للأزمة الاجتماعية والسياسية التي تعرفها فرنسا”، مشيرا على أنه “منذ تولي ماكرون وتهميش السياسة والمثقفين في الرئاسة الفرنسية ارتفعت موجة الاحتجاجات، بل لم تتوقف منذ 2019 مع أزمة الطاقة والبدلات الصفراء الى حدود اليوم، وارتفعت مع الاشتباكات في ظل كورونا مما يعكس فشل النظام الفرنسي حاليا للتواصل ولفهم المجتمع الفرنسي، وبالتالي يعيش أزمة نظام حقيقية مما دفع عدد من المفكرين إلى الدعوة إلى تجديد الجمهورية الخامسة إضافة إلى بعض الإجراءات التي رفضها الشارع الفرنسي لأنها لا تنسجم مع قيم فرنسا الحقوقية ومع منهج التشارك المؤسساتي”.
