لماذا وإلى أين ؟

عصيد يبين خلفيات إشارة الملك لتاريخ المغرب الأمازيغي وعلاقته بالصراع مع الجزائر

قال الملك محمد السادس في خطابه للأمة بمناسبة الذكرى 68 لتورة الملك والشعب، “المغرب مستهدف، لأنه دولة عريقة، تمتد لأكثر من إثني عشر قرنا، فضلا عن تاريخها الأمازيغي الطويل؛ وتتولى أمورها ملكية مواطنة، منذ أزيد من أربعة قرون، في ارتباط قوي بين العرش والشعب”.

حديث الملك في خطابه للشعب عن تاريخ المغرب الأمازيغي الطويل، اعتبره الناشط الأمازيغي، والأكاديمي أحمد عصيد، ” تعني أن الفاعل الملكي يظل هو الرائد للسياسة الهوياتية الثقافية واللغوية الجديدة، وذلك بعد صدور القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في 1 أكتوبر 2019، حيت شرعت الدولة في وضع مخطط في ذلك التفعيل وهو ما يفسر هذه الإشارة السياسية الواردة في الخطاب الملكي”.

وأضاف عصيد في تصريح لـ”آشكاين”، “”دون أن ننسى بالطبع الصراع بين النظامين المغربي والجزائري، والذي يجعل الأمازيغية في عمق الرهان السياسية بينهما، خاصة بعد أن قام المندوب الأممي للمغرب، عمر هلال، للإشارة على مشكلة القبايل بالجزائر ومطلبها في الاستقلال”، مشيرا إلى أن “هذه الإشارة قد لا تكون بعيدة عن ذلك الرهان السياسي، خاصة أن النظام الجزائري مازال يحافظ على سياسة شد الحبل ضد منقطة القبايل”.

وأوضح المتحدث نفسه أن “إعادة النظر في الرواية الرسمية لتاريخ المغرب من طرف النظام نفسه بدأت منذ مجيء الملك محمد السادس إلى العرش، حيث تبين بأن شرعية النظام لم تعد تتوقف على رواية مفبركة لتاريخ المغرب وإنما تقوم على أسس جديدة مرتبطة بالديمقراطية الحديثة”.

“فكما غير النظام وسطاءه التقليديين بمؤسسات وسيطة عصرية”، يقول عصيد ” فقد شرع بنفسه في إعادة قراءة تاريخ المغرب على ضوء المعطيات العلمية المتوفرة، وجاء ذلك متوازيا مع اعترافه بالأمازيغية، في 17 أكتوبر 2001، ما أظهر بأن الملكية ليست شيئا طارئ على حياة المغارب، بل هي ضاربة بجدورها في أعماق التاريخ، حيت كان للأمازيغ منذ ألاف السنين ملوك وممالك، وكلمة أكْليد، أي الملك، هي من الكلمات العريقة في المعجم الأمازيغي”.

وأردف “وتبين كذلك إرادة السلطة في إعادة قراءة التاريخ بإنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ووضع مركزا للدراسات التاريخية داخله، والذي كان من أولوياته تصحيح الأخطاء الواردة في الرواية التاريخية، تم تأسيس المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، الذي كان تحت وصاية وزير الأوقاف وإدارة المؤرخ محمد القبلي، وهذا المعهد أصدر كتابا ضخما يقوم فيه بمحاولة أولى تصحيحية لقراءة تاريخ المغرب”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
ابو زيد
المعلق(ة)
22 أغسطس 2021 21:34

حتى فرض الراي لمجرد انك تدين بالولاء لجين معين…
او للهجة معينة….
او لايديولوجية متجاوزة …
خطر على عقلية أصحابه تجعل كل مغاير لفكرهم خطرا عليهم…
الغريب هو ان هناك من لا يحترم تعدد و تكوينات المجتمع المغربي فأصبح صوته كوزير داخلية فرنسا!!
على اي تتغير المعطيات بتغير السياسات الإقليمية و بدوام المصالح العليا للوطن..لكن كم تربى على اخلاق و يقين لا تغير رياح ….

Pierre Patrie
المعلق(ة)
22 أغسطس 2021 21:33

عابر سبيل. أكره هذا الشخص

مواطن
المعلق(ة)
21 أغسطس 2021 20:16

لو سقط المغرب في براثن الناصرية و القومية العربية لكان وضعه اسوأ من سوريا اليوم.
الذين يحاولون القفز على الحقائق التاريخية للمغرب هم اعداء للوطن علموا ذلك ام لم يعلموا.
نفس الشيء بالنسبة للاسلامين فكل محاولة لفرض تدين معين على المغاربة سيفجر لا قدر الله حربا أهلية.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x