لماذا وإلى أين ؟

بوخبزة يكشف التوافقات التي قد يصل إليها المغرب وإسبانيا بعد الأزمة

صارت مؤشرات التقارب بين المغرب وجارته الشمالية إسبانيا بادية للعيان، خاصة بعد الخطاب الملكي الاخير بمناسبة الذكرى 68 لثورة الملك والشعب، والذي وضع بموجبه المغرب الحجر الأساس لبناء “مرحلة غير مسبوقة في العلاقات بين البلدين”، حيث أعلن فيه الملك محمد السادس عن نهاية الأزمة وبداية  علاقات جديدة بنفس جديد.

ويبدو أن غيمة الأزمة التي حجبت لأشهر طويلة سماء العلاقات المغربية الإسبانية ستكون  فرصة لترتيب الأوضاع والتوافقات بين الجانبين، لتفادي تكرار ما حدث خلال طيلة كرونولوجيا الأزمة بين المملكة المغربية ونظيرتها الإيبيرية إسبانيا، خاصة الأحداث التي صعدت من حدة التوتر بين الجانبين بلغ حد سحب المغرب لسفيرة المملكة، كريمة بيعنيش للتشاور، بعد استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو بهوية مزورة وبشكل متستر دون إخطار المغرب، وهو الحدث الذي تزامن مع هجرة جماعية للآلاف نحو سبتة المحتلة ما أربك حسابات الجارة الشمالية التي رشقت المغرب بتهم  السماح لهؤلاء المهاجرين بالعبور كرد عليها.

وانتشت إسبانيا بقرار المغرب إعادة العلاقات إلى سابق عهدا وتطويرها، من خلال ما بدا في إعلامها، الذي أكد على أن “إسبانيا أبدت استعدادها لدعم المغرب في ملف وحدته الترابية والذي كان السبب الرئيسي في اندلاع الأزمة بين الجانبين، عقب استقبال الجارة الشمالية لزعيم الانفصاليين بهوية مزورة وخفية عن المغرب”، مبرزة أنها “اشترطت الحصول على ضمانات بشأن عدم المطالبة بسبتة ومليلية”، وهو ما يدفعنا للتساؤل إن كانت إسبانيا ستعترف بمغربية الصحراء بعد إنهاء الأزمة مع المغرب؟.

وفي هذا السياق، أوضح استاذ العلوم السياسية وعميد كلية الحقوق بطنجة، محمد العمراني بوخبزة،  انه “عندما نتحدث عن دولتين فتحتا باب الحوار ليس بالضرورة أن نتكهن بالنتيجة المترتبة عن الحوار، بقدر ما أنه في الأصل مجموعة من المواقف لا تأتي دفعة واحدة وفي نفس اللحظة، إذ يمكن أن يكون نوع من التدرج في اعتماد موقف معين”.

وشدد بوخبزة في  حديثه لـ”آشكاين”، على أنه “لا يجب أن ننسى أن الطرف الإسباني له وضعه، وله إكراهاته، وله علاقاته المتعددة مع أطراف أخرى، لذلك لا يجب أن نتسرع في انتظار موقف معين، من قبيل انه سيكون هناك موقف قطعي نهائي، حيث يمكن أن  يكون هناك تدرج للوصول إلى بعض التوافقات”،

ويرى المتحدث نفسه، أن “من بين التوافقات الممكن الوصول إليها بين الجانبين، هي أن تنئى إسبانيا بنفسها عن هذا الملف وأن لا تتدخل فيه أو لا تكون لها مواقف عدائية في بعض الحالات، كمثال النقاش داخل أجهزة الاتحاد الأوربي بمناسبة تجدد اتفاقية الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوربي في الصيد البحري وفي الفلاحة، أو عندما يتعلق الأمر بالأمم المتحدة، وبالتالي  فيمكن ان يكون هناك نوع من التدرج في صياغة موقف من القضية”.

وخلص المحلل السياسي نفسه، إلى أنه “لا يجب المقارنة بين الولايات المتحدة الامريكية  وإسبانيا، لأن مواقف أمريكا من القضية كان تموقعها يسمح لها بان تتجه نحو الاعتراف بسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية، في حين أن إسبانيا موقعها مختلف، نظرا لان لديها روابط تاريخية بالمنطقة، ولها علاقات بالدول المعنية بالملف، كما لا يجب أن ننسى ان هناك رأيا عاما داخليا إسبانيا تم تهييئه لمدة طويلة على دعم فكرة الإنفصال”.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x