زين الدين: نسبة التغطية مؤشر على تصويت عقابي ينتظر “البيجيدي”

أعل وزير الداخلية، امس الجمعة 27 غشت الجاري، عن النتائج الأولية للترشيحات المودعة برسم انتخابات أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجالس الجماعات والمقاطعات وأعضاء مجالس الجهات، مؤكدا على أن عدد لوائح الترشيح المقدمة برسم انتخاب أعضاء مجالس الجهات التي تضم في المجموع 678 مقعدا، بلغ 1123 لائحة.

وأوضح بلاغ وزير الداخلية أن هذه اللوائح تضم 9 آلاف و892 ترشيحا، أي بمعدل يقارب 15 ترشيحا عن كل مقعد، مبرزا أن منها 3 آلاف و936 مترشحة، أي بنسبة تقارب 40 في المائة، ولاحظ البلاغ أن عدد المستشارين الجهويين الذين تقدموا بترشيحاتهم للانتداب الجهوي المقبل يبلغ 300 عضو، أي بنسبة 44,24 في المائة من مجموع الأعضاء المزاولين مهامهم حاليا.

وتتوزع الترشيحات المقدمة بحسب الانتماء السياسي للمترشحين، لاستحقاقات 8 شتنبر 2021، على أحزاب العدالة والتنمية، والأصالة والمعاصرة، والاستقلال، والتجمع الوطني للأحرار التي تقدمت كل منها بـ 678 ترشيحا أي بنسبة 6,85 في المائة.

كما تتوزع الترشيحات على كل من أحزاب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (668 ترشيحا بنسبة 6,75 في المائة)، التقدم والاشتراكية (640 ترشيحا/ 6,47 في المائة)، الحركة الشعبية (634 ترشيحا/ 6,41 في المائة)، الاتحاد الدستوري (539 ترشيحا/ 5,45 في المائة)، الاشتراكي الموحد (482 ترشيحا/ 4,87 في المائة)، تحالف فيدرالية اليسار (473 ترشيحا/ 4,78 في المائة)، جبهة القوى الديمقراطية (418 ترشيحا/ 4,23 في المائة)، في حين توع بقية المقاعد على الأحزاب الاخرى.

وتباين حضور “الأحزاب الكبرى” في تغطيتها لدوائر الانتخابات المقبلة  في 8 شتنبر 2021، حيث شهدت بعض الأحزاب تراجعات في عدد المقاعد التي غطتها مقارنة مع اللاستحقاقات السابقة، وهو ما دفعنا للتساؤل عن الأسباب في تقدم احزاب وتراجع أخرى في هذه التغطية، خاصة حزب العدالة والتنمية القائد للائتلاف الحكومي، والذي تراجع في عدد مرشحيه بنسبة كبيرة مقارنةمع هذه الاستحقاقات.

عناصر ثبات ..وعناصر تغيير

وفي هذا السياق، أوضح المحلل السياسي  وأستاذ العلوم السياسية والخبير في القانون الدستوري بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، محمد زين الدين، أن “تغطية الأحزاب السياسية لها عناصر ثبات وعناصر تغيير، فعناصر الثبات هي ان الأحزاب الثمانية الكبرى حافظت على تواجدها على المستوى التشريعي والجماعي والجهوي، مع تحسن ملحوظ لبعض الأحزاب مثل “التقدم والاشتراكية” حيث غطى 91 دائرة “.

والجانب الثاني، يضيف زين الدين في تصريحه لـ”آشكاين”، نجد أن “الأحزاب الأخرى حافظت على تواجدها، إذ ليس هناك اختلاف جوهري بالنسبة للأحزاب الكبرى، لكن الجديد هو المجهود الذي بدل على مستوى الأحزاب الصغرى، إذ نجد المعدل المتوسط للدوائر التي تمت تغطيتها من طرفهم فنحن نتحدث عن 40 بالمائة، لأننا نجد أحزابا غطت 50 في المائة وهناك من غطت 40 وأخرى بقيت في 34 بالمائة من نسبة التغطية”، مشيرا إلى أن “هناك تحول كبير في تغطية الأحزاب الصغرى بالنسبة للتشريعيات مقارنة مع الاستحقاقات الماضية التي شهدت حضورا قليلا، وهو الوضع الذي بين أن هناك تنافسية كبيرة بين الأحزاب الكبرى والصغرى  والتي تسعى لان تجد موطأ قدم لها، مقارنة بالانتخابات السابقة”،

تضخم في الترشيحات

أكد أستاذ العلوم السياسية نفسه، انه”بالنسبة للجماعي والجهوي نلاحظ أن الاحزاب الكبرى حافظت على تواجدها السابق، ولكن ما يلفت الانتباه هو وجود تضخم على مستوى الترشيحات والتي بلغت 17 في كل مقعد، وهو معطى إيجابي، يظهر رغبة كبيرة لدى الأحزاب  السياسية  في أن تدفع مرشحين كثر في هذا الاتجاه، وإن كانت قد وجدت صعوبة كبيرة  في استكمال اللوائح خلال 48 ساعة الأخيرة قبل انتهاء موعد إيداع الترشيحات”.

بالمقابل، يورد زين الدين “نجد حضورا خافتا للمستقلين، إذ نجد حوالي ألف مترشح، ولا نجد لديهم حضورا وازنا، مقارنة مع ما رأيناه في الانتخابات المهنية، وهذا بناء على قراءة اولية للأرقام التي اصدرتها وزارة الداخلية يوم أمس الجمعة 27 غشت الجاري”،

حضورة قوي للنساء..وعودة الوجوه القديمة في النواب والمستشارين

وسجل محدثنا، وجود “تقدم مهم جدا  في ترشيحات  النساء على كافة المستويات، سواء التشريعي الجماعي او الجهوي، وهذا يحسب لهذه الاستحقاقات، والذي لا شك أنه سيمكن من رفع  تمثيلية النساء داخل مجلس النواب وكذلك داخل المجالس الجماعية والجهوية، وبلغة الأرقام. نجد عدد المرشحات بلغ 2329 بنسبة 34.17 بالمائة في مجلس النواب، وهي نسبة مهمة ستمكننا من ان نرى وجوها جديدا في 90 مقعدا المخصص للنساء”،

“رغم ذلك”، يضيف زين الدين “يلاحظ أن ترشيحات النساء في اللوائح الجهوية أكبر من عدد حضورهن في الللوائح المحلية، وهو ما يفسر تخوف النساء من عدم نجاحهم في اللوائح المحلية، وبالرجوع إلى الأرقام نجد غياب تقارب في عدد المرشحات في اللوائح الجهوية  والمحلية، وهو أمر مرده إلى إمكانية نجاح أكبر للذكور أكثر من الإناث، ومع ذلك فإن 90 مقعدا سيرفع من نسبة حضورهن في الجماعات الترابية والمجالس الجهوية”.

وأضاف المتحدث نفسه، أنه “يلاحظ  عودة قوية جدا لأعضاء مجلس النواب والمستشارين، بما مجموعه 225  عضو مجلسي النواب والمستشارين فيهم 17 بالمائة من المستشارين، ما يعني غياب الرغبة في تجديد النخب”.

البيجيدي تغلغل في القرى ووجوهه البارزة استنزفت

وفي ما يخص وضع الحزب القائد للائتلاف الحكومي الحالي، شدد زين الدين على أنه “يجب أن نسجل ان حزب العدالة والتنمية حافظ على حضروه من خلال تغطية 92 دائرة ، كما استطاع أن يتغلغل في العالم القروي وهو ما لم يكن في الاستحقاقات الماضية، وهو تحول مهم بالنسبة للحزب”،

“الإشكال بالنسبة للبيجيدي”، يسترسل الخبير في القانون الدستوري نفسه، هو أن “لديه وجوه قيادية استنزفت من خلال الممارسة السابقة، من خلال ولايتين دون حصيلة تذكر لهم، من جهة ثانية فالوجوه التي تشكل أذرعا للعدالة والتنمية، خاصة حركة التوحيد والإصلاح والجمعيات التي تدور في فلك الحزب، فهي ترفض الترشح ، رغم أن الحزب يرغب في الدفع بهذه الوجوه القوية في التوحيد والإصلاح والعمل الجمعوي، وفي نفس الوقت فالقيادات الحالية التي لها ظهور إعلامي كبير استنزفت، وبالتالي يرجح أن يكون هناك تصويت عقابي لها”.

وخلص أستاذ العلوم السياسية، محمد زين الدين ، إلى ان “مشكل البيجيدي يتلخص في توفره على خزان فيه عناصر كثيرة وتشتغل ميدانيا وترفض الدخول للمعترك الانتخابي، والعكس أن القيادات الحالية المعروفة أصبح رصيدها مستنزفا، فلم يعد الخطاب الشعوبي السابق ينفع، كأن يتم أخذ صور مع الشاي والزيت وغيرها من المظاهر، في حين أن من سيمكن الحزب من الفوز هو من حضّر الأرضية مبكرا من خلال  العمل الجمعوي والميداني، بينما الآخرين لا أرى أن يكون لهم حظوظ لأن تجربتهم كانت سلبية للغاية ويمكن أن يكون تصويت عقابي لهم”.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين