لماذا وإلى أين ؟

أكادير.. مدينة في نصف الطريق ومفترق الطرق

سعيد الغماز*

بعد أن اعتبر جلالة الملك مدينة أكادير في وسط المملكة المغربية وليس في جنوبها، أخذت المدينة زخما كبيرا وصارت محط الأنظار. ومما جعلها تستأثر بهذا الاهتمام الكبير، استفادتها من الدعم العمومي في شكل برنامج التنمية الحضرية الذي سيجعل مدينة الانبعاث تستفيد من البنيات التحتية العصرية والمتطورة على غرار باقي المدن الكبرى كمراكش وطنجة والرباط والدار البيضاء. هذه القيمة التي أصبحت تحظى بها عاصمة سوس، جعلت منها محط أنظار السياسيين خاصة ونحن على أبواب الاستحقاقات الانتخابية لشتنبر المقبل.

رغم جائحة كوفيد19 وما خلفته من أضرار اقتصادية واجتماعية، تشهد مدينة أكادير العديد من الأشغال التي تندرج في إطار برنامج التنمية الحضرية الذي لم يتوقف ولم يتأخر وإنما يسير وفق البرنامج المحدد له. هذه الأشغال المستمرة على قدم وساق، جعلت ساكنة حاضرة الانبعاث تتوق إلى رؤية مدينة جديدة بمواصفات عصرية وعمران متجدد، تتوفر على ممرات تحت أرضية وحافلات بجودة عالية ومسرح كبير ومواقف للسيارات تحت أرضية وغيرها من المشاريع.

إن ما شهدته مدينة أكادير من تحولات في السنوات الأخيرة، جعل مكانتها تتعزز بين المدن المغربية الكبرى. واستفادتها من برنامج التنمية الحضرية جعل الأكاديريين يطمحون إلى ما هو أكبر، ويرفعون السقف عاليا في مطالبهم من أجل مدينة رائدة في جميع المجالات، وهو طموح مشروع إذا ما أخذنا بعين الاعتبار المقومات الاقتصادية والتنموية التي تتمتع بها المدينة والتي تتجلى في الفلاحة والسياحة والصيد البحري وحتى الصناعة بعد مخطط التسريع الصناعي. ارتفع سقف مطالب ساكنة أكادير إلى مستوى التطلع لجعل مدينة الانبعاث مدينة ذكية خاصة وأن المغرب يعيش مرحلة التحول الرقمي. وما شهدته المدينة في السنوات الأخيرة، جعلها محط أنظار المستثمرين ليس على الصعيد الوطني فحسب، بل على الصعيد الدولي كذلك. ولعل استثمار الشركة العالمية “ريان إير” لمبلغ 200 مليون دولار لبناء منصة طيران في مطار المسيرة، أفضل تعبير عن هذا الاهتمام بالمدينة من قبل المستثمرين.

ختاما نقول إن أكادير في منتصف الطريق وفي مفترق الطرق. هي في منتصف الطريق باعتبار ما شهدته من تحولات في السنين الأخيرة، وهو الأمر الذي جعلها تتطلع لمنتخبين بمقدورهم مواصلة مسيرة البناء. وهي في مفترق الطرق لأن مواصلة البناء واستكمال طريق الإنجاز يجد نفسه على المحك بين العديد من الاختيارات، خاصة ونحن على أبواب الانتخابات.

فهل سيحسن الأكاديريون اختياراتهم بعد استحقاق 8 شتنبر من أجل الاستمرار في بناء وتنمية أكادير؟ وكيف سيكون مستقبل المدينة بعد هذا الاستحقاق؟

*باحث في التنمية وتكنلوجيا المعلومات والاتصال

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
محمد
المعلق(ة)
31 أغسطس 2021 12:34

اكادير قرية كبيرة جدا ازبال و اقفاص سكنية و ازقة غير مهيكلة اصبح كل من له وجهة بديلة يفكر في الرحيل عنها فولا الجامعة و بعض المؤسسات المتميزة لرحل عنها الكثير

زكرياء .ن
المعلق(ة)
31 أغسطس 2021 07:16

إضافة لما قاله الباحث فيجب أن ننظر كذلك للآفاق المستقبلية التي ستفتحها أگادير في وجه المغرب ,فحين قال جلالة الملك في إحدۍ خطبه عن أگادير بأنها هي وسط المغرب فيجب أن نستحضر المشاريع الكبرۍ المهيكلة للمنطقة التي ستعم أرجاؤها كافة الوطن : القطار الفائق السرعة الرابط بين مراكش وأگادير ,وكذا الطريق المزدوج وهو بمثابة طريق سيار الرابط بين تزنيت وعمق الصحراء المغربية التي ستعزز الروابط الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية بين المغرب وإفريقيا ,فهنيئا لنا بمغربنا وأگاديرنا

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x