لماذا وإلى أين ؟

ثلاث مؤشرات تمهد لاعتراف بريطانيا بمغربية الصحراء

اعتمد الموقع الإلكتورني لقناة “بي بي سي” البريطانية على خريطة المغرب كاملة  في التعريف المرفق بالمملكة المغربية ضمن البيانات التي يعتدها المموقع في تعريفاته بالدول والقارات، وذلك خلافا لما كان عليه الأمر فيما قبل.

وهذا التغيير في خريطة المغرب على قناة بريطانية شهيرة، يأتي بعد التقارب الذي بدا جليا بين المملكتين المغربية والمتحدة البريطانية، خاصة بعد خروج الأخيرة من الاتحاد اأوربي في “بريكست”  الفاتح من يناير 2021، والذي مهدت له بريطانيا من خلال مجموعة من المشاريع الضخمة التي ستنجزها المملكة المتحدة بشراكة مع المغرب بتوقيع اتفاقية شراكة بينهما في أكتوبر 2019.

تمهيد بريطانيا المسبق لما بعد “بريكست” الاتحاد الأوربي مع شركاء متعددين بينهم المغرب، وتحيين قناة “بي بي سي” الممولة من الخارجية البريطانية،  لخريطة المغرب ونشرها كاملة، علاوة على اعتماد مكتب الإحصاء البريطاني لخريطة المغرب كاملة، كلها مؤشرات تحيلنا على التساؤل إن كانت هذه الخطوات المترادفة بمثابة تمهيد من بريطانيا لتحذو حذو أمريكا في الاعتراف بمغربية الصراء.

وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الامنية وتسوية النزاعات، عصام العروسي، أنه “من بعد الاعتراف الأمريكي، نحن نعلم أنه في السياسة الدولية هناك تقارب كبير بين الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا، على العديد من المستويات، وخاصة فيما يتعلق بإدارة بعض الأزمات المتفرقة هنا وهناك، إذ كان هناك تنسيق بريطاني أمريكي في كل من أزمات: سوريا، اليمن، ليبيا وفي أفغانستان، في العديد من بؤر التوتر”.

وأوضح لعروسي، أنه “اعتبارا لكون الطرف البريطاني لم يصرح بشكل مباشر ولم يثر مسألة الخلاف حول الصحراء المغربية، وكانت هناك بعض الإشارات من قريب أو بعيد مع المسؤولين المغاربة، إلا أن هناك شبه قبول وشبه إجماع لدى الساسة في بريطانيا على المضي في نفس توجه الولايات المتحدة الأمريكية، للاعتراف بمغربية الصحراء، نظرا لما ستجنيه بريطانيا من هذا الموضوع، وهي تنظر بعين المصلحة والاستفادة، خاصة أن المنطقة مقبلة على العديد من المشاريع الاستثمارية، كما وعدت أمريكا، علاوة على ان هناك مجموعة من الدول كالصين وروسيا تريد الاستثمار في المنطقة أيضا”,

“لهذه الأهداف اقتصادية واسترايجية”،  يقول لعروسي ويضيف “وتراجع وخفوت وتهاوي خطاب البوليساريو ومن ورائها الجزائر، والذي شهدناه من خلال فتح العديد من الدول لقنصلياتها في العيون والداخلة، وكان آخرها سيراليون التي كنا قد سجلنا موقفها العجيب قبل سنة ونصف، حيث صرح وزير خارجيتها برأيها المختلف تماما وعبرت عن دعمها للحركة الإنفصالية ، والآن تغير الأمر وقامت سيراليون بفتح قنصلية لها بالأقاليم الجنوبية”.

وخلص العروسي إلى أن هذه المعطيات المتغيرة سوف تعطي انطباع على أن بريطانيا سوف تذهب في نفس الاتجاه “.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
الدكتورحاتم السكتاني
المعلق(ة)
31 أغسطس 2021 15:27

هناك مؤشرات اخرى منها لقاء بوريس جونسون بمحمد السادس في القمة الاورو افريقية المنعقدة بابيدجان والسلام على جلالته بحرارة منقطعة النظير وكذا تقارب فكر جونسون مع ترامب ومع عدد من المحافظين الاوروبيين وخصوصا بولونيا وهنغارية التي تربط المغرب كذلك بهما علاقات وطيدة وتنسيق في المواقف والرؤى.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x