لماذا وإلى أين ؟

الشيات يعدد مآلات وساطات دول عربية لرأب الصدع بين المغرب والجزائر (حوار)

تتواصل الجهود السياسية الدولية والإقليمية الرامية إلى التدخل بخيط أبيض بين الجزائر والمغرب، من أجل إعادة المياه إلى الحد الأدنى من مجاريها، بإعادة العلاقات الدبلوماسية إلى سابق عهدها.

وسعت  كل من السعودية ومصر وموريتانيا، وآخرها الكويت لحل الأزمة بين البلدين من خلال إجراء وزراء خارجيات هذه البلدان بنظرائهم في المغرب والجزائر، وذلك بعد أسبوع من إعلان وزير الخارجية الجزائري قرار بلاده قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب.

 وشكلت هذه الاتصالات المترادفة من “دول الوساطة” مثار تساؤلات عن احتمالية نجاحها في رأب الصدع الذي أحدثته الجزائر في جسر علاقاتها مع المغرب، وهو ما دفع “آشكاين” لاستضافة المحلل السياسي، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الأول بوجدة، ، خالد الشيات، في هذا الحوار لمعرفة الآفاق المنتظرة من هذه الوساطة.

وفي ما يلي نص الحوار:

يداية..ما قراءتكم للوساطات العربية، آخرها الكويت، لرأب الصدع الدبلوماسي بين المغرب والجزائر؟

أعتقد أن للمحاولات العربية والأجنبية للتقريب بين المغرب والجزائر، تدخل في نسق العلاقات ما بين الدول العربية والإسلامية وهو أمر طبيعي.

وأن تتدخل دول كثيرة، وأن تبادر الكويت  فهذا شيء يحسب لها في تقريب وجهات النظر بين المغرب والجزائر، وربما اكتشاف الأسباب الحقيقية ومسببيه والدافعين في  اتجاهه وأسبابه الاستراتيجية.

ما مدى فرص نجاح الوساطة الكويتية؟ ولماذا؟

أعتقد أن كل هذه الأشياء طيبة وجيدة، ولكن سقفها هو عودة العلاقات الدبلوماسية، ولكن  أن تصل إلى مستوى آخر، فلا أرى إمكانية معالجة كل المشاكل الجزائرية المغربية، لأن الإطار الطبيعي والعادي هو ما اقترحه المغرب، وأن يكون هناك حوار أو لجنة لمعالجة كل القضايا العالقة بين الدولتين.

وبالتالي ما دامت الجزائر ترفض هذه المقترحات، فما الجدوى أن تتدخل دولة ثالثة، كون المغرب ليس طرفا متنازعا مع الجزائر، وإنما الجزائر هي التي تنازعه، وهي التي شكلت وأوجدت هذه الحركة الانفصالية البوليساريو، وتدافع عنها بكل الأشكال في المنتديات الدولية.

خالد الشيات ـــ أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية

وأرى أن مستوى أو سقف محاولة إصلاح ذات البين هو أن يكون هناك مجاملة للمغرب  والجزائر، بأن تعاد العلاقات الدبلوماسية، ولكن عندما يكون النظام الجزائري مبني على أساس تصريف هذه العداوة للشعب الجزائري وأساس خدمتها لأجندات دولية ودول معينة للاستمرار في معاكسة المغرب  وعدم تمكينه من أي مجال للتقدم والازدهار.

فعندما تكون هذه هي الجزائر كما أشرنا، فما هي المجالات التي يمكن أن يكون فيها هذا الصلح، فمثلا عندما تتشبث الجزائر بما تسميه  “المس بالصحراويين، وتقرير المصير” فما هي أفق كل هذه العلاقات؟.

كان هناك حد أدنى للعلاقات الدبلوماسية وسحبته الجزائر، علما أن هناك قاعدة ثابتة تفيد أنه كلما زادت ضغوط الشعب الجزائري على النظام الجزائري زاد تنافر الأخير مع المغرب، ومحاولة إبعاد هذا “العدو”  ومحاولة تعليق شماعة كل شيء على المغرب وعلى المغاربة.

عندما لا يكون هناك نظام يرتكز على هذه الأسس التي يرتكز عليها النظام الجزائري الحالي، ستكون هناك جزائر أخرى، وشعب جزائري آخر ومنطق آخر، وغير ذلك لا أعتقد أن هناك أي إمكانية للحديث عن تقارب أو إصلاح ذات البين بين المغرب والجزائر، في حين أن هذه الجهود لها سقف أدنى هو عودة العلاقات الدبلوماسية، والتي لا تعني حل كل الإشكالات بين البلدين.

ما هي في نظرك الأوراق التي يمكن ان توظفها الكويت في علاقتها بالبلدين؟

تدخل الكويت يأتي في إطار إصلاح ذات البين بين دولتين عربيتين، ولا أعتقد أن الأمر يصل إلى مستوى توفر الكويت على أوراق توظفها في حل الأزمة بينهما.

بمعنى أن الأمر يتعلق فقط بمبادرة من خلال العلاقة التي تجمع الكويت مع البلدية على المستويات السياسية والاقتصادية.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
العباسي
المعلق(ة)
2 سبتمبر 2021 18:11

تحليل في قمة الروعة والعقلانية من طرف الدكتور

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x