لماذا وإلى أين ؟

عندما يتحول العثماني من حاميها إلى حراميها

حتى كاد المغاربة يصدقون أن رئيس الحكومة سعد العثماني، فعلا يخشى على صحتهم، لكثرة مطالبته لهم بالتقيد بالتدابير الاحترازية التي وضعتها السلطات المعنية بمواجهة جائحة كورونا، حتى جاءت الحملة الانتخابية لتفضح ازدواجيته، وأنه يقول ما لا يفعل.

فما أن انطلقت الحملة الانتخابية، بل وحتى قبل انطلاقتها، حت أطلق العثماني رجليه للريح، وصار يجول ويصول بين المدن والأقاليم، المداشر والدواوير، من أجل الدعاية الانتخابية لحزبه، وهو أمر لا ضير فيه، إلا أن الضرر الأكبر يكمن في أن جولات العثماني تتم في ففترة يعرف فيها المغرب تطبيق مجموعة من التدابير الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس كورونا، وأن جولاته هذه تشكل خطرا على صحة المواطنين، وأنه يقدم نموذجا سيئا للمسؤول الذي يقدم للمواطنين كلاما ويمارس أفعالا غير ما يقول، ولا نقصد هنا ما يفرقه من وعود انتخابية، ولكن ما دأب على تقديمه من نصائح وقائية للحيلولة دون الإصابة بعدوى كورونا.

فأينما حل وارتحل العثماني، وإلا وجمع حوله حشدا من المواطنين، يصر مرافقوه على تقدميهم بالمئات، مفتخرون بصوره وسطهم، معتبرا ذلك إنجازا في زمن أصبح فيه تحقيق التباعد هو الإنجاز، ناسين أو متناسيين أن هذه الحشود تشكل بيئة جد مناسبة لانتشار وباء كورونا الشديدة العدوى، وأنها تعتبر خرقا لتلك القرارات التي صدرت باسم رئيس الحكومة.

العثماني بتصرفه هذا يساهم في توسيع هوة عدم ثقة المواطنين في المسؤولين، ويؤكد على أن الأحزاب لا تفكر إلا في مصلحتها ولو على حساب صحة المواطنين.
لو كان العثماني مسؤولا في دولة يطبق فيها، بصرامة، مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة لكان قد جر إلى القضاء، أو أجبر على تقديم استقالته والاعتذار للمغاربة كأضعف الإيمان.

فكم من مواطن قضى ليال بأحد مخافر الأمن، بل ومنهم من أجبر على دفع غرامة مالية أو أدين بعقوبة حبسية، لأنهم خالفوا التدابير الاحترازية، فيما العثماني الذي وقعت باسمه قرارات زجرية، والذي يعتبر رئيس السلطة الإدارية، يفعل ما يشاء دون رقيب أو حسيب، فهل هو مواطن فوق المحاسبة، أم أن المسؤولين غير معنيين بتلك القوانين؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

5 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
رجاوي
المعلق(ة)
4 سبتمبر 2021 09:16

أخنوش يمنع من إقامة تجمع في مراكش رغم احترامه الوقت والتباعد والعدد المسموح به.
والعثماني يفعل ما يشاء بدون حسيب أو رقيب.
هذا هو حزب العدالة والتنمية يدير مبغا وتابعها بالبكاء والشكا

حنظلة
المعلق(ة)
3 سبتمبر 2021 19:22

المقاعد أفضل من أرواح المغاربة…
لذلك طالبنا مرارا بإعادة فتح ضريح بويا عمر لاستقبال مثل هؤلاء المخلوقات…
انشر ولا تحظر

زكرياء
المعلق(ة)
3 سبتمبر 2021 18:11

الازدواجية في الخطاب بالأقوال والأفعال لا ينفرد بها العثماني وحده بل يشاركه فيها وهبي وبعض الزعماء السياسيين ولنا في هذا المثال التالي خير نموذج :فخلال رمضان المبارك الماضي فرضت القيود التي سنتها الحكومة التي يرأسها العثماني علۍالمغاربة ألا يغادروا بيوتهم ابتداء من الثامنة ليلا ,فإذا بعبد اللطيف وهبي ذات ليلة من هذا الشهر يؤكدأنه تناول وجبة عشاء بمنزل العثماني رفقة بعض السياسيين الآخرين وتحدثوا بعض الشيء بالأمازيغية.فعار عليك أن تنه عن خلق وتأتي مثله

مواطن مغربي
المعلق(ة)
3 سبتمبر 2021 18:09

عشر سنوات عجاف معه ومع اخوانه كافية لتفقيرنا ولكن انا غدا لقريب .يوم 8 شتنبر سيذهبون الى حال سبيلهم .كفى زيادة في التقاعد التعاقد المحروقات ضريبة الكوارث زيادة في المواد الغذائيه
بالله عليكم قولوا لي خيرا فعلوه من اجلنا .حتى الزيادة في الأجور
ماهي سوى اقتطاع التقاعد واعيدت بعد سنوات للموظف كأنها كانت قرض .

حنظلة
المعلق(ة)
3 سبتمبر 2021 18:07

المقاعد أفضل من أرواح المغاربة…
لذلك طالبنا مرارا بإعادة فتح ضريح بويا عمر لاستقبال مثل هؤلاء المخلوقات

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

5
0
أضف تعليقكx
()
x