لماذا وإلى أين ؟

حملة العدالة والتنمية في سوق الأحد بأكادير

سعيد الغماز*

اهتمت العديد من المنابر الإعلامية بحملة حزب العدالة والتنمية بسوق الأحد بمدينة أكادير. وهذا يدل على أن الحزب يقود حملة قوية يهتم بها المواطن كما وسائل الإعلام. لكن بعض المنابر الرقمية نشرت فيديوهات الحملة داخل سوق الأحد ووضعت لها عناوين من قبيل طرد تجار السوق لمناضلي الحزب.

وكشاهد عيان لما وقع في السوق، أقول بأن الأمر بعيد كل البعد عن الحقيقة التي يجب أن تتحراها هذه الوسائل الإعلامية قبل نشر الخبر تفاديا لتغليط قرائها، علما أن السوق كان مكتظا بالزوار الذين شاهدوا عكس ما تروجه تلك المنابر الرقمية.

فالحملة ولمدة تفوق الساعة والنصف تجولت في مختلف أجنحة السوق ولقيت ترحيبا من التجار الذين يأتون عند مناضلي الحزب لطلب منشوراته، والزوار لا حظوا ذلك وهم أيضا يتجاوبون مع مناضلي العدالة والتنمية ويطلبون منشوراته التي تتكون أساسا من برنامج الحزب ولوائحه في الجماعة والبرلمان والجهة.

وبعد أن اقتربت الحملة من نهايتها تجمع حوالي 15 فردا، فيهم أطفالا لا تتجاوز أعمارهم 12 سنة ويرددون شعارات مناوئة، استمرت حملة الحزب في المسار المحدد لها سلفا، والأفراد الذين يقومون بالتشويش يتبعونهم من الخلف.

وكان هذا داخل السوق، فكيف يمكن الحديث عن شيء اسمه الطرد من السوق؟ علما أن المسيرة جابت جميع الأجنحة، قبل الخروج منه للقيام بالحملة في مناطق أخرى حسب البرنامج المسطر لها، وكشاهد عيان حضر لهذه الحملة، يمكنني أن أوضح الآتي:

-1- الفيديوهات التي تم نشرها، تُظهر حملة الحزب وهي في عمق السوق. وهذا يعني أن الحزب يقوم بحملة نظيفة، ويسير في أجنحة السوق حسب المسار المحدد سلفا، ويتبعهم من الخلف بعض المشوشين لإفشال تجاوب التجار والزوار مع حملة البيجيدي، فكيف يمكننا أن نتحدث عن شيء اسمه طرد تجار السوق لحملة الحزب.

-2- عدد المشوشين لا يتجاوز 15 فردا، كما تُظهر الفيديوهات، ومن بينهم أطفالا وتُسمع براءة أصواتهم في تلك الفيديوهات، فهل أطفال لا يتجوزون 12 ربعا أصبحوا من تجار السوق؟ وهل 15 فردا هم تجار سوق يحتضن المآت من المتاجر؟

-3- ما وقع لحملة العدالة والتنمية في سوق الأحد، يعكس مستوى الحزب الذي كان وراء هذا التشويش، ولحسن الحظ، ظهرت في تلك الفيديوهات وجوه معروفة عند الأكاديريين الذين يعرفون جيدا انتماءاتهم الحزبية، وهو الأمر الذي جعل الرأي العام في أكادير يعرف الحزب الذي يقف وراء هذا التشويش محاولا تضليل الرأي العام بالقول إن تجار السوق طردوا حملة حزب العدالة والتنمية من سوق الأحد، وهو أمر لا يوجد إلا في مخيلتهم، كما أن تجار السوق والزوار يعرفون جيدا ما وقع لأنهم كانوا حاضرين لهذا التشويش الذي تعرضت له حملة حزب العدالة والتنمية.

*باحث في التنمية وتكنلوجيا المعلومات والاتصال

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Masist
المعلق(ة)
8 سبتمبر 2021 01:48

التفسير ينم عن مستواكم وخبتكم. أضن أن أغلب المغاربة الدين يهتفون ضدكم تتراوح أعمارهم بين سنتين وسبع سنوات. المشكل أنكم كنتم منبطحون أمام السلطة إلى درجة الرخص ورقعتم حياتكم. متلا رمضان بوعشرى من موضف بسيط إلى ملياردير. هذه المليارات لاتتواتا َمع شكله البشع البليد.

زكرياء
المعلق(ة)
8 سبتمبر 2021 00:10

ما وقع في سوق الأحد بأگادير لا يدل علۍ حملة pjdالنظيفة فقط بل يدل علۍ النضج الأخلاقي للتجار والزوار .ولكل واحد اختياراته.والمهم في كل هذا أن يتوجه الناخبون إلۍ صناديق الاقتراع لتحويل يوم08شتنبر إلۍ عرس للديموقراطية

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x