لماذا وإلى أين ؟

زين الدين يُعَدِّدُ مآلات البيت الداخلي لـ”البيجيدي” بعد استقالة العثماني ومن معه من الأمانة

قرر أعضاء الامانة العامة لحزب العدالة والتنمية برئاسة الأمين العام للحزب سعد الدين العثماني تقديم استقالة جماعية، اليوم الخميس 9 شتنبر الجاري، والدعوة لتنظيم مؤتمر وطني استثنائي في القريب العاجل، مع الدعوة إلى عقد مجلس وطني استثنائي، وذلك عقب النتائج المخيبة لآمال الحزب في ولاية ثالثة.

وقالت الامانة العامة في بلاغ لها، نشرت آشكاين محتواه، إن النتائج المحصل عليها غير مفهومة وغير منطقية ولا تعكس حقيقة الخريطة السياسية في المغرب ولا تعكس موقع الحزب ومكانته في المشهد السياسي وحصيلته في تدبير الشأن العام، مضيفة أنها تتحمل مسؤوليتها السياسية في تدبير هذه المرحلة.

واعتبر مراقبون للشأن السياسي بالمغرب، ان ما حصده “البيجيدي” في انتخابات 8 شتنبر 2021، هو سقوط مدوي زاد من إرباك الحسابات الداخلية والخارجية للحزب، وهو ما يجلعنا نثير تساؤلات حول مآلات  البيت الداخلي للمصباح، وكيف ستؤثر هذه الاستقالة على صفوف المنتمين له.

وفي نفس السياق، أوضح المحلل السياسي وأستاذ القانون الدستوري بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، محمد زين الدين أن “استقالة الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية لن تغير شيئا في وضعية الحزب.

أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء؛ محمد زين الدين

وأكد زين الدين في تصريحه لـ”آشكاين” أن الحزب يعيش أزمة حقيقة نتيجة لهذا الرقم الذي حصده، والنتائج المخيبة وغير المنتظرة في هذه الاستحقاقات، والعرف جرى بأن يقدم الأمين العام للحزب استقالته في حالة  حصد نتائج سيئة، ولكن

ويرى وأستاذ القانون الدستوري بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء نفسه، أن “وراء هذه الاستقالة أزمة حقيقة يعيشها الحزب، وتتطلب جراحة دقيقة جدا من أجل تجاوز الأعقاب التي يواجهها الحزب”.

ولفت محدثنا الانتباه إلى أنه “من الواضح أن آلة الحزب تجمدت بشكل كبير جدا بسبب النتائج السيئة التي حصل عليها في هذه الاستحقاقات، والتي برهنت على أن الحزب بعيد كل البعد عن قضايا المواطنين واهتماماتهم وتطلعاتهم”،

وتابع زين الدين، انه في غياب جراحة دقيقة للحزب، فالامر يتطلب إبعاد الوجوه القديمة من قيادة الحزب بشكل نهائي، وكذلك مراجعة فلسفة الحزب تجاه باقي التنظيمات السياسية بالمغرب، وإعادة ترتيب أوراقه في ما يتعلق بالمشهد السياسي الوطني ومراجعة تصوره لعلاقته مع نظام الحكم في المغرب، إذا لم يقم بكل هذا فلن يخرج الحزب من أزمته

وخلص محدث “آشكاين” إلى أن حزب العدالة والتنمية ” يعيش على وقع أزمة عميقة جدا كشفت عنها انتخابات 2021 على اكثر من مستوى”، مشددا على أن “استقالة الأمانة  العامة للحزب لن تغير أي شيء، بل على العكس، فهي ستزيد من أزمته التي هي اعمق بكثير من استقالة أمين عام”.

وكان وزير الداخلية عبد الوافي الفتيت، قد أعلن في الساعات الأولى من  فجر يومه الخميس 09 شتنبر الجاري،  أن النتائج الأولية لنتائج الانتخابات التشريعية التي أجريت يوم الأربعاء 08 شتنبر الجاري، أفرزت تقدم حزبالتجمع الوطني للأحرار ب97 فيما احتل حزب الأصالة والمعاصرة الرتبة الثانية ب 82 مقعدا، حزب الاستقلال 78 مقعدا، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية 35 مقعدا،  الحركة الشعبية 26 مقعدا، التقدم والاشتراكية 20 مقعدا، الاتحاد الدستوري 18 مقعدا،  العدالة والتنمية 12 مقعدا، الأحزاب الأخرى 12 مقعدا.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
زكرياء
المعلق(ة)
10 سبتمبر 2021 11:44

المعظۍ الأول الذي يجب أن نستحضره هو أن حزب العدالة والتنمية بصورته الحالية ماهو إلا تجميع لشتات من الجماعات الإسلامية المختلفة المشارب والطروحات سرعان ما تجمعت في نهاية التسعينيات وانضوت تحت لواء حزب الحركة الشعبية الدستورية الديموقراطية الذي أسسه المرحوم عبد الكريم الخطيب سنة 1967انضوت هذه الجماعات الإسلامية تحت لواء هذا الحزب بنية السطو عليه وهو ما جسدته في تغيير اسم هذا الحزب. هذه الجماعات الإسلامية التي منذ النشأة كانت تعيش أزمة داخلية خفية حول الزعامة بين زعيمين علۍ الأقل :العثماني المتصف بالهدوء بل إن ضحكته المرتسمة علۍ وجهه تشي لك بطبيعة شخصيته .وفي المقابل شخصية بنكيران المتسمة بالبهلوانية من خلال التنكيت والانفعالية وازدواجية الخطاب والزعيق المتجسد في قهقهاته مما استهوۍ عقول كثير ممن تستهويهم الخطب الهوجاء ! وها هو اليوم حزب العدالة عند مفترق الطرق إما بمراجعة عقيدته الإديولوجية لضمان بقائه علۍ قيد الحياة السياسية وبالتالي حسن اختيار قيادات قادرة علۍ لملمة الحزب وإما الانقياد وراء الزعيم الذي وصفه أحد المنبهرين به بالزعيم الأممي

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x