جرت الكثير من المياه تحت جسر الحادث الأخير الذي راح ضحيته سائقان مغربيان إثر هجوم مسلح قاده مجهولون في قرية ديديني على بعد 300 كيلومتر من باماكو المالية.
فبين القتل العمد المدبر مع سبق إصرار وترصد، والجهات الخفية التي تقف وراء هذه الجريمة العابرة للقارات، بين هذا وذلك ضاعت الكثير من الحقائق التي مازالت خيوطها متشابكة.
كما أن هذا الخط الحيوي الممثل في طريق نواكشوط باماكو يعد شريان حدودي يربط المغرب بدول إفريقية كثيرة، كما أنه يشكل امتدادا لمعبر الكركارات، ما يثير الكثير من التساؤلات عن خلفيات هذا الهجوم وعلاقته بقطع طريق الكركارات، والبدائل المتاحة للمغرب وماذا بعد هذا الحادث، علاوة على الجهة المستفيدة من افتعال حادث أثبت وقائعه أن القصد منه القتل وفقط.
حادث يمس بالأمن الغذائي لدول إفريقية
ويرى الخبير في الشؤون الإفريقية، والأستاذ الباحث في مركز أفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، الموساوي العجلاوي، أن “هذه الجريمة لها ثلاث أبعاد، الأول جنائي، وهذ البعد يتطلب احترام سيادة الدولة المالية، وهذا ما وقع، إذ أن السفير المغربي في باماكو طالب وزارة الخارجية المالية بإجراء بحث حول المسؤولية الجنائية لما وقع”.
ثاني هذه الأبعاد، يضيف العجلاوي، في تصريح خص به “آشكاين” هو “البعد السياسي، إذ أن المغرب يجب عليه أن يضع شكاية لدى لجنة السلم والأمن والاتحاد الإفريقي لإجراء بحث، لأن الأمر يتعلق بمس بالأمن والسلامة الإقليمية”.
مشيرا إلى أن “الأمر لا يتعلق بحادثة سير عادية، بل هو متعلق بالأمن الغذائي لمجموعة من الدول بغرب إفريقيا التي تعاني الأمرين، وبالتالي فإن المس بالأمن الغذائي هو انهيار لهذه الدول ويساعد على زرع الفوضى، وهذا ما لا يقبله المغرب”.
عقاب للدول التي فتحت قنصلياتها بالعيون والداخلة
وشدد الخبير في الشؤون الإفريقية، على أن “المطلوب سياسيا من المغرب أن يطرح قضية: من الذي وراء الحادث؟ لأن ملابسات الحادث تدل على أنه لم يكن متعلقا بالسرقة بقدر ما كان الهدف القتل، والمعروف أن هذه الطريق: نواكشوط باماكو، هو الطريق الرئيسي الذي تنتقل منه البضائع والخضراوات والمواد الرئيسية والأدوية، نحو دول غرب إفريقيا، ولا وجود لطريق أخرى”.
ولفت العجلاوي الانتباه إلى أن “هذا الطريق نواكشوط باماكو، هو الطريق الوحيد بين نواكشوط والكركارات، ما يعني أن الضرر بهذا الطريق، يبقى في نفس منطق الإضرار بمعبر الكركارات، وهو عقاب لأغلب الدول التي فتحت قنصلياتها في الداخلة والعيون، والتي هي من دول غرب إفريقيا”.
مسؤولية مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة
واعتبر العجلاوي، في نفس التصريح، أن “من أجزاء الجانب السياسي لهذه الجريمة هو ضرورة تحرك مجلس السلم والأمن لفتح تحقيق في هذا الأمر”.
وذهب الخبير في العلاقات الدولية بقوله إن “هناك جانب استراتيجيا متعلقا بمسؤولية الأمم المتحدة، لأن هناك بنود في ميثاقها وميثاق مجلس الأمن، علاوة على القانون الدولي المتعدد، الذي يعتبر أن كل مس بالأمن الإقليمي لأي منطقة يلزم مجلس الامن على الاجتماع بطلب من إحدى الدول لفتح نقاش حول هذا الموضوع واتخاذ قرار من لدن مجلس الأمن”.
من يقف وراء الحادث؟
وافترض العجلاوي متسائلا إن “طوينا صفحة الجريمة بأبعادها المادية، ما هو البعد السياسي الكبير، إذ طرح سؤال حول مسؤولية المخابرات الجزائرية والنظام الجزائري، ولكن إذا عدنا إلى تصريح وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، عندما أعلن عن قطع العلاقات، قال إن الرد الجزائري سيكون قاسيا واستراتيجيا، وما جرى يدخل في الاستراتيجي”، متسائلا: “إن ما إن كانت هناك مسؤولية للنظام الجزائري؟”.
من جهة ثانية، يسترسل ذات الخبير، أن “هناك اتصال وتواصل بين إياد أغ غالي والمخابرات الجزائرية، وهذا ما تقوله عدد من تقارير الدول الأوربية، وأن المخابرات الجزائرية تحمي إياد أغراني الذي يترأس الكارتل الجهادي أحد الحركات الجهادية المرتبطة بالقاعدة”.
وتابع محدثنا أن “هناك أيضا ‘الدولة الإسلامية’ في الصحراء الكبرى، “داعش” إفريقيا، على رأسها قيادات من أطر سابقة من البوليساريو، وفي مقدمتهم أبو الوليد الصحراوي، وعبد الكريم الصحراوي، وغيرهم”، متسائلا “إن كان هناك ارتباط بين هذا الأمر والمخابرات الجزائرية والحركات الجهادية”.
بدائل المغرب لطريق نواكشوط – باماكو
وعن البدائل المتاحة مام المغرب عوض هذا الطريق، أكد العجلاوي على أن “القرار الملكي بإنشاء ميناء الداخلة الأطلسي، يهدف بالضبط لمواجهة كل مؤامرات الاستراتيجية التي تريد خنق المغرب في عمقه الإفريقي”.
موردا أنه “بعد بناء الميناء الأطلسي ستنفتح كل موانئ إفريقيا الغربية في وجه البضائع المغربية، إذ ذاك لن يعود هذا الطريق نواكشوط – باماكو خاصرة المغرب التي يمكن أن تشكل بالنسبة للخصوم ضربات”.
ضربات ليسب بالسهلة والسيناريوهات مفتوحة
وذكر المتحدث بـ”طبيعة طريق بين موريتانيا والسينغال حيث لا توجد قنطرة بينهما، للعبور فوق نهر واد السينغال، سوى العبارات الصغيرة تحمل الأشخاص والعربات الصغيرة، والتي لا يمكنها(العبارات) أن تحمل الشاحنات الكبيرة التي يجلبها المغاربة”، مؤكدا على أن “الطريق الوحيد هو نواكشوط – باماكو، ومن باماكو وصولا إلى النيجر وبوركينافاسو، بل يصلون حتى إلى البينين، ما يعني أن هذه الضربات ليست بالسهلة”.
وخلص العجلاوي إلى أن “كل السيناريوهات مفتوحة، ولكن يبقى الحال أنه عندما تقع جريمة نتساءل عن من يستفيد، ولكن هذه الجريمة يبدو أن الواجهة المتحورة الجديدة للنظام الجزائري هي المستفيدة من هذه الجريمة التي وقعت في مالي على بعد 300 كيلومترا من باماكو”.
أحمد الهيبة صمداني – آشكاين
ان قول الحممامرة ان الجزاءر لن تقبل ان يفرض عليها الامر الواقع هو اشارة الى معبر الكركرات التي ما فتأت دولة الكبرنات تطالب بالعودة الى ماقبل احدات الكركرات اي وجود المنطقة العازلة التي الغاها المغرب والتي كانت ممرا الى المحيط لعناصر البوليزاريو فمقتل الساءقين لاتخرج عن اطار الانتقام من المغرب
هذه العملية الجبانة لا يمكن أن تثني المغرب والمغاربة عن تعزيز الروابط الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية و…بإفريقياوالتي أسس لها جلالة الملك علۍ قاعدة رابح رابح.والبصمة الإرهابية التي ذهب ضحيتها سائقان مغربيان رحمهما الله و دون عناء بحث وتفكير في من له المصلحة في ذلك فأصابع الاتهام يذهب مباشرة نحو البلد المعلوم الذي ارتفعت درجة حنق وجنون كبراناته .والزمن كشاف أن العمليات الإرهابية لم تستطع اختراق الداخل المغربي فبمقدرة الأجهزة المغربية التصدي لها في المحيط الاقليميوجميع الدول التي لها روابط بالمغرب
من غير المفيذ اللجوء لإفريقيا من أجل البحث . هو يشكل سلاحا دو حدين .