لماذا وإلى أين ؟

سجن إمام اعتقل قرب بيت وزير الأوقاف يفجر موجة تضامن واسعة (وثيقة)

تضامن عدد من المغاربة، خصوصا المهتمين بحقوق الإنسان وكذا المنتمين للحقل الديني مع الإمام سعيد أبو علين، الذي كان مشرفا على مدرسة الرحمة العتيقة بأفركط- گلميم وأدين أول أمس بسنتين سجنا وغرامة مالية تقدر بـ 10 آلاف درهم، بسبب احتجاجه على عزله من مهامه.

واعتقل أبو علين الذي قضى 22 سنة في خدمة المساجد، في أواخر غشت الماضي، من أمام منزل وزير الأوقاف أحمد التوفيق بعين عودة، بتهمة التحريض على التظاهر، وخرق حالة الطوارئ الصحية، والتنقل بين المدن بدون رخصة.

وفي هذا الصدد، تضامن الفاعل الحقوقي، خالد البكاري، مع الإمام، المتحدث عن موردا قوله “كل التضامن مع الفقيه سعيد أبوعلين، خريج المدارس الدينية العتيقة والمدير لإحداها قبل محاكمته، والتي يمكن اعتبارها واحدة من مكونات الرأسمال اللامادي المغربي في بعده الديني والاجتماعي والثقافي”.

وأضاف “برغم كل الملاحظات الممكنة حول مناهج التدريس بها، يكفي انها قامت بأدوار تعليمية واجتماعية بالبوادي التي لم تصلها المدرسة العصرية إلا متأخرا، وحافظت على التدين المغربي أمام المد السلفي المشرقي. وتعايشت لقرون مع الأعراف المحلية وعوائد السكان في افراحهم وأتراحهم ومعيشهم اليومي”.

وتساءل البكاري”كم من معتقلين بسبب الرأي أو المطالبة بحقوق لا نسمع بهم حتى يحاكموا؟”، مسترسلا “سعيد أبوعلين من القيمين الدينيين (إمام ومدير مدرسة عتيقة بكلميم)، كان من جملة من مارسوا احتجاجيا سلميا، من أجل تحسين وضعية هذه الفئة، وخصوصا أن منهم حاصلين على شهادات عليا”.

وأبرز”للأسف يتم ترهيب من يحتجون ضد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، عبر اتهامات بالتشويش على “إمارة المؤمنين””، مسترسلا “وزارة بعيدة عن أي شكل من أشكال الرقابة الحقيقية لا الانتقائية، رغم تحوزها على أملاك تفوق قيمتها ميزانيات عدة وزارات، ممنوع الاحتجاج في وزارة أصبحت مثل الإكليروس. وحين يحصل احتجاج تكون العقوبات التأديبية قاسية توقيفا أو طردا، بما يشبه ترهيب كل من يفكر بالاعتراض، ومما يجعل عقوباتها مبالغا فيها مقارنة بما يقع في باقي الوزارات”.

ومن جانبه، اعتبر المصطفى الحسناوي، صحفي وفاعل حقوقي أن الوزارة الوصية تنهج سياسة الترهيب في حق الأئمة والخطباء، مؤكدة أن ماتقوم به الوزارة لايمكن وصفه إلا بالظلم والجور والتعسف والاستغلال والاحتقار الذي يفوق كل الحدود، والذي قد يصل لدرجة الترهيب والاستعباد”.

وأورد الحسناوي أن “الإمام سعيد أبو علين، واحد من ضحايا هذا الظلم، بعد أن تم عزله من وظيفته، ثم اعتقاله بعد ذلك، ليسدل الستار على مظلمته بإصدار حكم ظالم بحقه، تمثل في سنتين سجنا وغرامة 10 آلاف درهم”.

وتساءل ذات المتحدث باستنكار “هل الفقيه سعيد أبو علين، نشر التطرف، حرض على الإرهاب، اختلس المال العام، اغتصب أو سلب أو نهب؟!! كلا.. هو فقط طالب بتحسين الوضعية، وبمطالب اجتماعية، واحتج على الوضعية المزرية وهي نفس مطالب فئات وقطاعات اجتماعية عديدة، هي نفس مطالب الأساتذة والمتصرفين والممرضين…. وبنفس الوسائل والأدوات، العرائض والوقفات والاحتجاجات…”

لكن الفرق، يضيف الحسناوي، أن أولئك الموظفين يتبعون لوزارة التعليم ووزارة الصحة… (الوزارات الحداثية المتقدمة المتطورة) وعلي بأو علين وزملاؤه من الأئمة والخطباء، يتبعون لوزارة قديمة عتيقة، تعتبر الاحتجاج رجس من عمل الشيطان، والمطالبة بالحقوق افتئات على ولاة الأمور، ورفض الظلم خروج على السلطان، والعمل النقابي فتنة، ملعون من أيقظها”.

“وزارة تتعامل مع المشتغلين معها بمنطق السمع والطاعة، وتعاملهم كأنهم “خماسة”، في ضيعتها”، يورد ذات المتحدث قبل أن يزيد “نحن لازلنا لم نتحدث عن السماح بالاختلاف، وحرية التعبير، وهل من حق الإمام أن يعبر عن رأي أو معتقد مختلف…. لا لا لا أبدا هذا لن يحصل، ولا أحد فكر فيه أصلا. وأصلا هؤلاء الأئمة والخطباء جلهم وأكثريتهم أشاعرة ومتصوفة وعلى المذهب المالكي والإسلام المغربي، إما تخرجوا من المدارس العتيقة أو يشرفون عليها”.

كما تضامن المحامي بهيئة الدار البيضاء، محمد أغناج مع الإمام من خلال الاكتفاء بكتابة خبر الحكم على الإمام  دون تقديم أي تعليق، قائلا “أصدرت المحكمة الابتدائية بتمارة الأربعاء الحكم على الفقيه المشرف على مدرسة الرحمة العتيقة بأفركط (اقليم كلميم) “سعيد أبو علي”، بسنتين حبسا نافذا وغرامة 10.000درهم (عشرة آلاف درهم)….”

وتابع في تدوينة أرفقها بصورة المعني “و كان الفقيه سعيد يطالب بتحسين وضعية القيمين الدينيين الحاملين للشواهد العليا واصدر كتابا حول وضعية القيمين على المساجد، فتم اصدار قرار بتوقيفه عن مهامه، لذلك قدم لعين عودة للاحتجاج امام منزل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية حيث تم اعتقاله بتاريخ 25 غشت الماضي”.

كما نشر عدد من المتضامنين مع الإمام قائمة المطالب الإجتماعية التي كان يطالب بها من أجل تحسين وضعية القائمين الدينيين وذلك قبل توقيفه عن العمل، وفي ما يلي القائمة:

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Masist
المعلق(ة)
18 سبتمبر 2021 09:26

أستغرب لهاد القاضي. 🙄🙄

ابو زيد
المعلق(ة)
17 سبتمبر 2021 21:07

يقوم المغرب تحت امرأة امير المؤمنين على تكوين ائمة من مختلف الاقطار، كما يقوم بإنشاء مدارس لتكوين ائمة منفتحين يسايرون العصر في عدة دول….
لكن هناك سؤال يطرح نفسه….
الا يجب اعادة تكوين الساهرين و المسؤولين عن الشأن الديني لانهم لا يسايرون روح العصر و تقدم المناهج في التعامل مع من هم تحت امرتهم!!
انتم تمثلون إمرة المؤمنين كما انكم وصايا على كتاب الله و نهج الحبيب!!
الا تستحق هذه الثوابت اعادة النظر في من يسهر عليها؟!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x