لماذا وإلى أين ؟

هل ستخفف قيود كورونا على المغاربة بعد هذه المؤشرات؟

أضحى استمرار قيود الإغلاق المفروض بالمملكة يثير غضب شريحة كبيرة من المغاربة، خصوصا وأن الحالة الوبائية تحسنت بشكل ملحوظ وبشهادات خبراء الصحة وأعضاء اللجنة العلمية، ناهيك عن تقدم عملية التلقيح الوطنية سواء في صفوف البالغين أو في صوف الأطفال بين 12 و17 سنة.

ففي الوقت الذي يتوجب على حكومة سعد الدين العثماني الإستمرار في اتخاذ قرارات ذات الصلة بالحياة العامة للمغاربة، إلى غاية تعيين الحكومة الجديدة، في إطار ما يعرف بحكومة تصريف الأعمال، اختفى العثماني منذ الإعلان عن نتائج انتخابات 8 شتنبر الجاري، غير مصدق الهزيمة التي مني بها حزبه “العدالة والتنمية”.

وأعرب عدد كبير من المغاربة عن امتعاضهم من استمرار منع عدد من القطاعات من الاشتغال، كالحمامات وممونو الحفلات وقاعات الرياضة وكذا المقاهي والمطاعم التي تغلق أبوابها قبل التاسعة، بسبب توقيت الحظر اللليلي، كما أن المغاربة يتساءلون عن تاريخ تمديد الحظر من أجل العودة للمساجد وأداء صلوات العشاء جماعة.

ولا يأتي هذا الغضب والامتعاض من فراغ، وإنما المغاربة اليوم واعون كون عملية التلقيح تسير في ظروف جيدة بحيث تم تلقيح أزيد من 20 مليون شخص بالجرعة الأولى وأزيد من 19 مليون بالجرعة الثانية، بمعنى أن الهدف من التلقيح الذي أعلن عنه في البداية تجاوز 60 في المائة بقليل.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد تراجع عدد الإصابات اليومية بكورونا بشكل كبير، حيث تم تسجيل 693 حالة، فيما تم تسجيل 48 حالة وفاة و3335 حالة شفاء، هذه الأرقام كانت تسجل أضعافها وأكثر قبل 5 أسابيع، فلماذا التعنت والمماطلة في ترك الأوضاع على ما هي عليه، خاصة وأن عملية تشكيل الحكومة لا تزال مستمرة .

ويقال “شهد شاهد من أهلها”، البروفيسور، عز الدين الإبراهيمي، عضو اللجنة العلمية، لكوفيد 19، أعلن يوم أمس الأحد تبنيه لمطلب التخفيف من القيود المفروضة على المواطنين، مشيرا إلى أن عدم رفع القيود المفروضة في بعض القطاعات غير مفهوم، ويفقد المقاربة العلمية مصداقيتها، داعيا إلى الجرأة في العودة إلى حياة شبه عادية تدريجيا.

ودعا الإبراهيمي في تدوينة دبجها على حسابه بالفيسبوك، الأحد 19 شتنبر الجاري، إلى تخفيف القيود، وفتح المساجد لصلاتي الفجر، والعشاء، وأعرب عن تبنيه لمطالب أصحاب الحمامات، والقاعات الرياضية، والملاعب الرياضية بأعداد معقولة “ماشي بحال القهاوي، والطوبيسات، والمطاعم اللي مطرطقين”.

وسجل عضو اللجنة العلمية لكوفيد19، أنه تم تجاوز 60 في المائة من الملقحين، الذين تزيد أعمارهم 12 سنة، ما يمثل 20 في المائة من الساكنة، وقريبا 70 قي المائة، يظهر أن الأغلبية قد تلقحت، وتريد العودة إلى حياة شبه طبيعية، في وقت تبحث فيه جل القطاعات، منذ مدة عن “طرف ديال الخبز بكرامة”.

وأضاف الإبراهيمي أن الصحة، والاقتصاد وجهان لعملة واحدة اسمها الكرامة الإنسانية، داعيا إلى التخفيف من الحجر الليلي للتقليل من الضغط النفسي، مستغربا من التأخر في الإعلان عن إجراءات التخفيف، وتساءل: “هل ننتظر وصول موجة أخرى لفعل ذلك، أو حتى تتدهور الحالة الوبائية، أو تظهر سلالة جديدة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x