لماذا وإلى أين ؟

الفيزازي: أفتاتي ينتقم من نفسه والدولة والشعب بعد محْوِ حزبه من الخريطة السياسية

علق محمد الفزازي، رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ، على تدوينة سابقة لعبد العزيز أفتاتي عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المستقيلة، والقيادي في نفس الحزب، والتي دعا فيها إلى “الثورة بشتى مجالاتها”، واضعا هذا الخيار ضمن ثلاث مسارات حددها، وذلك بعد الخسارة المدوية لحزبه “العدالة والتنمية” في الاستحقاقات الانتخابية في 8 شتنبر الجاري.

وقال الفيزازي في تدوينة على صفحته الرسمية بفيسبوك، ردا على المسار الأول الذي دعا له أفتاتي بعنوان “إصلاح جدي جذري متنام ينحته الشعب من أجل سيادة قراره بالتوجه رأساً صوب خيار الملكية البرلمانية وحسم الانتقال الديموقراطي”، معتبرا (الفيزازي) أن ما قاله أفتاتي “كلام كبير أقرب ما يكون إلى عناوين ضخمة أو رؤوس أقلام تندرج تحتها فصول من المسائل السياسية”.

وتساءل المصدر نفسه “متى كانت “الملكية البرلمانية” مطلباً شرعياً وشعبياً في بلادنا؟ ، ليسجب “أمّا الشرع، والذي هو مرجعية الحزب فيما يزعم، فبريء من نظام يكون الحاكم فيه (يسود ولا يحكم). حاكم أقرب ما يكون إلى الطُّرطور”.

مشيرا إلى ان ” عبارة  حاكم لا يحكم، “فيها من التناقض ما لا يخفى، ولئن كان هذا واقعاً في مملكات كثيرة من دول أوروبا وغيرها، فليس الأمرُ كذلك في شريعة الإسلام قولاً واحداً”.

وتابع الفزازي “لقد ضرب الأستاذ عرض الحائط مرجعية الإسلام في الحكم، سواء عَلم أم لم يعلم، وتنكّر لشيء اسمه البيعة، واعياً أو غافلاً، وتجاهل صلاحيات إمارة المؤمنين واختصاصاتها، عن قصد أو عن غير قصد”.

وأمّا شعبياً، يورد المتحدث “فدستور 2011 جاء باستفتاء شعبي مثله مثل الدساتير السابقة، ومن جملة ما نصّ عليه الفصل 41:  الملك، أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، والضامن لحرية ممارسة الشؤون الدينية”.

وساءل  رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ أفتاتي قائلا “أين ذهب هذا الإصلاح الجدي طيلة عشر سنوات من تولي حزب العدالة والتنمية رئاسة الحكومة وبين يديه مفاتيح معتبرة لإصلاحات منتظرة؟”.

واعتبر الفزازي أن “المسار الثاني الذي طرحه أفتاتي، مفاده “فاشية انقلابية نهج البنية العميقة والموازية المتحالفة مع الكمبرادورات والرأسمال الكبير الريعي الفاسد لبضع عائلات”، هو تهديد مجاني لا يقوم على أساس، اللهم إلا على أساس مفردات ومصطلحات حشاها حشواً في تنافر لغوي بيّن، وكان حَرياً به عدم ذكره من أصله، وأسوأ منه مساره الثالث الذي يتحدث عن: “ثورة بشتى أجنداتها ومآلاتها واحتمالاتها، في انتظار الذي يأتي ولا يأتي”.

ولفت الفزازي الانتباه إلى أن “من يقرأ هذا الكلام يُخيّل إليه أن صاحبه ينتقم من الدولة ومن الشعب وحتى من نفسه بعد محْوِ حزبه من الخريطة السياسية نهائيا أو يكاد”.

وخلص إلى انه “تفهّم ردة فعل قياديي “البيجيدي” على نتائج الانتخابات الكارثية”، مضيفا “فعلاً هو مصاب جلل بالنسبة إليهم، لكنه ليس نهاية العالم، فلا ينبغي والحال هذه أن نوحي بمسارات هي أقرب إلى التحريض منها إلى أي شيء آخر”.

موردا “هذه البلاد عرفت ثورة جبارة في تاريخها، هي: ثورة الملك والشعب، ما دون ذلك، فهو مجرد لعب عيال قد ينتهي إلى ما لا يحمد عقباه، والأوَّلُ والأوْلى الدعوة إلى ثوراتٍ على الفقر والأميّة والفساد بأنواعه”.

وكان القيادي في حزب العدالة والتنمية، عبد العزيز أفتاتي،قج وضع “ثلاث مسارات لا رابع لها، أولها  “إصلاح جدي جذري متنام ينحته الشعب من أجل سيادة قراره بالتوجه رأسا صوب خيار الملكية البرلمانية و حسم الانتقال الديمقراطي”.

أما الخيار الثاني يضيف أفتاتي، في تدوينة نشرت “آشكاين” محتواها سابقا، هو “فاشية انقلابية على نهج البنية العميقة و الموازية، المتحالفة مع الكمبرادورات و الرأسمال الكبير الريعي الفاسد لبضع عائلات”.

وخلص أفتاتي في نهاية المسارات الثلاث التي وضعها كخيارات لما بعد سقوط “البيجيدي”، مسار “ثورة بشتى أجنداتها ومآلاتها وحتمالاتها، في انتظار الذي يأتي و لا يأتي”، حسب تعبير تدوينته.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

14 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
علي المنصوري
المعلق(ة)
الرد على  kamal
23 سبتمبر 2021 13:19

الذي نعلمه منذ سنين خلت أن الشيخ الفيزازي له دراية كبيرة بفقه النكاح والتعدد ولا ندري ما الذي دفعه لاقتحام عالم السياسة والدستور والديموقراطية؟ أظنها شؤون لا تتوافق مع ثقافة الشيخ وميدان اهتماماته المعروفة في شبكات التواصل واليوتوب، والله يهدي ما خلق.

kamal
المعلق(ة)
23 سبتمبر 2021 08:15

لم أقراء لك ولو تدوينة تظامنا مع الإمام المعتقل سيدك أبوعلي ولالم تدلي برأيك حول الزيادات الصاروخية في جميع المواد قلت في الأحرار ما لم يقله ملك في الخمر أصبحت مخزنيا أكثر من المخزن أنت ولا غيرك إلى مزبلة التاريخ ما كين لا ملكية برلمانية و لاهم يحزنون الشعب هو من سيقرر حراك أت لا ما فر منه تونس خير دليل.

Ibrahim
المعلق(ة)
23 سبتمبر 2021 06:06

القيزازي جاهللا لا يفهم في اي شيء ويدخل راسه في اي صغيرة وكبيرة

محمد احمد المختار
المعلق(ة)
23 سبتمبر 2021 18:53

صبر الناس صبر أيوب على تقصير المصباح وعجزه وتستره على التصدع الذي طالما لبسته حكومته،لا لشيء الا ان تستمر رئاسته للحكم،وقد بدأ هذا التصدع منذ عهد بنكيران،الذي كان عليه ان لا يشتري استمرار حكومته على حساب مصالح الشعب،بل كان حريا به ان كان صادقا وهمه خدمة الشعب ان يذهب الى انتخابات سابقة لاوانها،لكنه فصل خدمة مصالحه على المصلحة العامة،بعد ذلك جاءت حكومة السيد العثماني الءي لم يكن محظوظا كصاحبه،بل جرت الرياح بما لا تشتهي سفينته،السنوات العجاف،وكورونا،وتصدع التوافق في حكومته وتشبته باستمرار حكومته رغم المؤشرات السلبية،كل ذلك جعل المغاربة يعيدون النظر في اختيار هذا الحزب،الذي لم تكن له الروح الرياضية لتقبل النتيجة التي كانت محتملة،)الديمقراطية تقتضي التداول على الحكم حتى لو نجحت الحكومة في مهامها،فإن الشعوب طواقة للتغيير)رأيت الشمس زيدت في الناس محبة ان ليست عليهم بسرمد )حكمتم عقدا يكفي ان تستريحوا ولكن بروح رياضية وان تقبلوا الحقيقة.

رجاوي
المعلق(ة)
23 سبتمبر 2021 07:24

افتاتي رجل مكروه،نعلة الله على من يريد الفتن لهذا البلد الشريف الامين،نعلة الله على كل من سولت له نفسه نشر الحقد ،في 2016 لما فاز حزب العدالة بالأغلبية تقبل التهاني من الأحزاب الأخرى وتركته يدبر شؤونه دون تشويش،وصرح هو بنفسه ان الانتخابات كانت نزيهة،وبعد 10 سنوات من حكم الباجدة لم نرى منها سوى نقص الاجور وغلاء المعيشة وتدهور الأوضاع الاجتماعية جاءت فرصة الشعب عبر الصناديق ليعاقب هذا الحزب الذي لا يفقه الا في القدف والسب والشتم وهي أشياء يحرمها الإسلام ويحللها الباجدة من غير هادشي لا يعرفون شيئا .اقول لهذا المسمى افتاتي أن كنت لا تعرف المغاربة فهذا شانك المغاربة رجال ،أذكياء لايسمحون لأمثالك بالتحريد وخلق البلبة ويعرفون أن خرجاتك وخرجات زملائك في الحزب هي فقط ردة فعل والفقصة على ضياع امتيازات شخصية استمتعتم بها طيلة 10سنوات حسنتم اوضاعكم وخدمتم مصالحكم .وضيعتم حقوقنا ولن نسمح لكم أمام الله وخرجوا افتاتي وغيره اعتبرها رقصة ديك هزيل مدبوح.
المغرب كبير بملكه ورجاله والنعلة لمن يريد سوءا بهذا البلد العظيم.

يوسف الروداني
المعلق(ة)
23 سبتمبر 2021 04:05

رغم اعتقادي بأن حزب العدالة والتنمية إنما نال مايستحق بعد الانتخابات الاخيرة سواء بفعلة فاعل أو بفقدان ثقة الناخبين ورغم عدم توافقي مع بعض توجهات قياداته إلا أني احترم شجاعة من يعبر عن قناعاته بجرأة كالسيد افتاتي دون محاباة أو تزلف, اما من يتخد من الحبو على الركب واغتنام اي فرصة عابرة للتودد لاصحاب النفوذ فنظرة المجتمع تضعه في خانة المحابين الذين حيث مالت رياح المنفعة مالوا غير راسخين على مبادئ لهم, يحسبون الناس جميعا بذاكرة ضعيفة لم يخبروا معدنهم من خلال أحداث سابقة انتشر صداها على صفحات الكترونية!!!

كريم الجازولي
المعلق(ة)
23 سبتمبر 2021 03:48

ما ينبغي أن يتحدث الرجل بما لايعلم فهل تم إجراء استفتاء حول رأي الشعب في نظام ملكية برلمانية على شاكلة بعض الديموقراطيات الأوروبية؟ أم تم إجراء حتى استقصاء للرأي لمعرفة توجه الرأي العام حول أي النظامين أفضل الحالي أم ملكية برلمانية؟ لا ينبغي يا شيخ الفيزازي أن تقف ما ليس لك به علم ولنتحاكم لرأي الشعب فهو مصدر السلطات, أما محاولة الحجر على عقول ومدراك الناس بخطاب هلامي لا يحيط بجذور المشكلة ولا يقدم إجابات شافية لانشغالات الشعب فلا حاجة لنا به لا اليوم ولا غدا.

محمد الريسوني
المعلق(ة)
23 سبتمبر 2021 03:34

المشكلة تكمن في الإنتقائية في ردود أفعال بعض الحريصين على إثارة وجلب الإنتباه إليهم في خرجاتهم غير الموفقة, فحين يتعلق الوضع بأمر جلل مما يعيق التنمية في بلادنا والتقدم من الغناء غير المشروع للكثيرين أو سوء استعمال السلطة أو انعدام توزيع عادل للثروة أو إنهاك الطبقات المهمشة أو …. فأننا لا نسمع همسا لهؤلاء القوم, لكن إذا تعلق الأمر بالتذلل ومحاباة جهات معينة فنجدهم يخوضون المعارك الدنكيشوطية بدون ملل أو كلل!؟

رشيد المالكي
المعلق(ة)
23 سبتمبر 2021 03:23

الذي نعلمه أن السيد الفيزازي واعظ وخطيب في المساجد ومن المفترض ان لا يشغل وقته بالإنكباب على إجتهادات سياسية لأحد قيادات حزب معين وإلا سيجد نفسه من باب الإنصاف ملزم أن يرد على مجمل تصاريح السياسيين التي يشتبه في مجانبتها للصواب وما أكثرها, حتى أنه سيجد نفسه في الختام قد انشغل عن شؤون الوعظ والإرشاد بالرد على تصريحات للسياسيين هنا وهناك.

allal
المعلق(ة)
23 سبتمبر 2021 01:56

hada ssi lfizazi wa ma adraka ma lfizazi . aaaaaaaaah innaho cheikhon 3adim youhib l3ilm wa nniswan . allahomma arzi9ho nniswan wa al9awwa !!!!!!!!!wa l3adl baynahom . allahomma sallit 3alayhi jounoudek

محمد أيوب
المعلق(ة)
23 سبتمبر 2021 00:59

كلام فارغ:
ما صرخ به السيد الفيزازي اعتبره كلاما فارغا في المجمل…فيديوهات عن:”محو”حزب المصباح من الخريطة السياسية عبر صناديق الانتخابات هو حديث من يجهل أو يتجاهل الواقع…إذا كان الناخبون قد”عاقبوا” حزب المصباح فلماذا لم يفعلوا نفس الأمر مع الأحزاب الأخرى التي شاركته في الحكومتين السابقتين؟حزب المصباح لم يكن وحده يتولى تدبير الشأن العام الحكومي…والعاقل حقا هو من يقول الحقيقة:حقيقة أن الحكومة عندنا لا تحكم والمؤسسات المنتخبة والمعينة ليس بيدها القرار الا في مسائل بسيطة للغاية…واحيل من يرغب على القوانين التنظيمية للجماعات وعلى فصول الدستور لتحليلها والتعمق فيها…الفيزازي يزيد فقط على حزب لم تطحن الصناديق بل أمور أخرى غفل أو يتواصل عنها الفيزازي…انا لا ادافع عن المصباح ولا عن غيره،فقد قاطعت الانتخابات عن قناعة راسخة مني بعدم جدواها ما دام أن من سأصوت عليه لن يكون بمقدوري أن يقرر خارج إطار الأوامر والتعليقات…وهذا ما قاله ويقوله غيري ممن هم أكثر إطلاقا مني ومنهم المرحوم خالد الجامعي ونجيب اقصبي والمعنوي وليس آخرهم محمد الامراني مدير تحرير جريدة الأحداث سابقا،وحتما لن يكون هؤلاء آخر من يبين الحقيقة…

Simo
المعلق(ة)
22 سبتمبر 2021 23:14

أستاذ الفيزازي اللذي نكن له كل الاحترام ،ما أراد أن يقوله بشكل بسيط أن يكون عرس الإنتخابات كمبارة كرة القدم،بعد إنتهاءها اللاعبون يتصافحون بعضهم البعض (الخاسر مع الرابح) ثم ينالون دوشا دافئا ثم يذهب كل واحد منهم إلى سبيله.حفظ الله المملكة.

ابو زيد
المعلق(ة)
22 سبتمبر 2021 23:00

يمكن ان تكون الأمور تغيرت!!
لكننا تربينا ننادي اهل العلم بزيادة سي اي السي محمد مثلا!!
او السي الفقيه، كما سمعناها حتى من المرحوم الحسن الثاني!!
اما شيوخكم فلم تكن تعني حينها سوى الرجل الطاعن في السن و في بعض المناطق ابو الزوجة!!
انا كمواطن مغربي اعرف الكثير من الشوفانيين الذين اسسوا جمعيات تتقاطع كلها بمفردتين الجمعية المغربية ل…..
الله يعفوا!!

عثمان
المعلق(ة)
22 سبتمبر 2021 21:55

سيدنا الشيخ انا لست منتمي وبدون تعليق على تعليقك
الله يعينك على المهمة العضيمة والكبيرة التي تقومونا بها في خدمة الوطن والمجتمع المغربي
لجمعية المغربية للسلام والبلاغ .ومن جمعية إلى حزب .ومنها إلى رئيس الحكومة المرتقبة بعد حكومة السيد اخنوش
نتمنى لك الصحة والعافية وطول العمر

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

14
0
أضف تعليقكx
()
x