لماذا وإلى أين ؟

وهبي يتحور من مهاجمة أخنوش إلى مدحه بالإعلام الدولي

لعل أبرز ما ميز المرحلة الآنية من المشهد السياسي المغربي، بالإضافة إلى الاندحار الأكبر لحزب العدالة والتنمية، حالة الفصام التي يعيشها الأمين العام لحزب “الأصالة والمعاصرة”، عبد اللطيف وهبي، بين ما كان يزمهر به قبيل الإعلان عن نتائج الاستحقاقات التي شهدها المغرب يوم 8 شتنبر الجاري، وما أصبح يبرر به بعد ذلك.

طبعا لن يسعنا استعراض كل حالات الفصام التي وقع فيها وهبي، والتي لن تزيد المشهد السياسي إلا قتامة، وسنكتفي في هذا المقال بعرض حالة واحدة، نرى أنها فائقة الأهمية، سنعرضها في مشهدين، نظرا لكون هذا الرجل الذي تحول، بين عشية وضحاها، من مناضل على الهامش بحزب يساري إلى زعيم لأحد أكبر الأحزاب المغربية، فضح نفسه فيها أمام الإعلام الدولي.

المشهد الأول: وهبي قبل حوالي ثلاثة أسابيع يوجه اتهاما لحزب “التجمع الوطني للأحرار” ورئيسه عزيز أخنوش، من خلال تصريح خص به وكالة فرانس بريس، الممولة من طرف الخارجية الفرنسية، بـ”إغراق الساحة الانتخابية بالمال لاستمالة أصوات الناخبين”، أي أنه يتهم هذا الزعيم الحزبي وحزبه في إعلام دولي، بـ”شراء أصوات الناخبين وإفساد العملية” !!

اتهام وهبي لإخوة أخنوش باستعمال المال لاستمالة أصوات الناخبين، خطير، لعدة اعتبارات، وكان الوحيد الذي رد عليه حزب “الحمامة” ببلاغ عبر فيه عن استهجانه ورفضه بشدة “التصريحات الإعلامية الخطيرة الصادرة عن وهبي”، وهو التصريح الذي قال عنه أخنوش “يخاطب فرنسا”.

المشهد الثاني: وهبي نفسه يعتبر أن “تجربة رئيس الحكومة المعين، عزيز أخنوش في عالم المال والتجارة ستعطيه فرصة لإعطاء رؤية واضحة حول التعامل مع القضايا الاقتصادية عند إدارته للشأن العام.”

ثناء وهبي على أخنوش والإشادة بخبرته، بعد الهجوم عليه وتوجيه تهم مسيئة له وللمسار الديمقراطي المغربي، يأتي كذلك في تصريح لإعلام دولي، وهذه المرة لقناة “دوتشه فيله”، الممولة كذلك من طرف الخارجية الألمانية.

ووهبي نفسه الذي كان يوزع التهم يمينا وشمالا على حزب أخنوش، أصبح يدافع على برنامج هذا الحزب الانتخابي الذي طالما انتقده، وأكد في تصريح لذات القناة، مساء الخميس 24 شتنبر الجاري، أن الوعود التي أطلقها حزب التجمع الوطني للأحرار خلال حملته الانتخابية المتمثلة في توفير مليون منصب شغل، يمكن تحقيقها، على أرض الواقع، بعدما كان يعتبر الأمر وعدا زائفا !!

فهل سيثق المغاربة في الفاعل الحزبي، بعد ما جسده وهبي من نفاق سياسي بتصريحاته المسيئة له قبل أن تسيئ لسواه؟

وكيف سينظر الأجنبي للمشهد السياسي المغربي وهو يطّلع على تصريحات “كائن حزبي”، تحمل اتهامات خطيرة ومسيئة للعملية السياسية في المغرب، وبعدها يفاجئه نفس هذا الكائن بتصريحات مناقضة لكل ما كان يتفوه به سابقا؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

5 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زكرياء
المعلق(ة)
25 سبتمبر 2021 10:41

رجل بهذه المزاجية هل استمرار وجوده السياسي مضمون ? وإذا تعاملنا معه بمنطق رياضي سنجد منحناه بلغ ذروة الغوغائية التي ستصعد به قريبا إلى الهاوية ! وفي حالة استوزاره التي كان يقول عنها :أنا كأمين عام للحزب لا يمكنني أن أكون شغالا عند أخنوش! فإن استمرار التحالف الحكومي بامتداداته على الجماعات الترابية يقتضي إزاحته مع أول تعديل حكومي والأكيد أنه سيجد نفسه بعيدا عن الأمانة العامة لحزبه !

مريمرين
المعلق(ة)
الرد على  محمدين
25 سبتمبر 2021 09:34

… يذكرني هذا بحزب البيجيدي . يقولون ما لا يفعلون .

متتبع
المعلق(ة)
الرد على  مواطن مغربي
24 سبتمبر 2021 20:10

وهبي انتهازي وفد سقط من السماء لقيادة هذا الحزب علما ان رصيده السباسي باهت جدا. ولعل اكبر مشكلة ستواجه اخنوش هي مزاجية هذا ااشخص الذي لا يستقر على حال.

محمدين
المعلق(ة)
24 سبتمبر 2021 19:04

هذا هو المتحور الأخير في وهبي.لقد سبق له ان تخور من سلالة الطليعة الراديكالي إلى سلالة البام. ننتظر طفرة جديدة تعطينا متحور جديد

مواطن مغربي
المعلق(ة)
24 سبتمبر 2021 18:36

السياسة لاتعرف مواقف واراء جامدة انها متحركة .لعبة المصالح
ومن يمارسها يجب ان يكون حرباء وينسى الاخلاقيات …

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

5
0
أضف تعليقكx
()
x