2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

آشكاين من طنجة/عادل الورياغلي الطويل
بعد أن كانت غالبية المتتبعين تنظر إلى التحالف الثلاثي المكون من أحزاب التجمع الوطني للأحرار، الأصالة والمعاصرة والاستقلال والذي انضم إليه مؤخرا حزب الاتحاد الدستوري، أنه سيسيطر على رئاسة ومكاتب المجالس المنتخبة بمدينة طنجة وسيعمل بكل أريحية خلال هذه الولاية الجديدة في ظل سقوط حزب العدالة والتنمية وعدم تنسيق باقي الأحزاب المشكلة للمجلس الجماعي مع بعضها البعض، غير أن الأيام الأخيرة كشفت عكس ذلك.
ووفق مصدر ل ” اشكاين ” فإن التحالف الرباعي يعرف إنشقاقا و انهيارا خلال الأيام الأخيرة، حيث يعود سبب ذلك إلى الانتخابات المنتظر إجرائها هذا الأسبوع لتحديد رئاسة وأعضاء مكاتب كل من مجلس عمالة طنجة أصيلة، ومقاطعات طنجة الأربع بني مكادة، مغوغة، السواني وطنجة المدينة.
بداية الانهيار
أصبح واضحا أن بداية انهيار التحالف الرباعي كانت أمام أعين الجميع، وهي تلك اللحظة التي تم الكشف فيها عن لائحة نواب العمدة من أجل التصويت عليها في جلسة انتخاب عمدة طنجة ونوابه يوم الأربعاء المنصرم، حيث دفع عدم وجود أسماء من حزب الاتحاد الدستوري في اللائحة إلى حالة من التوتر والغضب والاستياء مما أسفر عنه انسحاب مستشارين عن أحزاب الاتحاد الدستوري، الحركة الشعبية، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من الجلسة.
ووفق متتبعين للشأن السياسي بالمدينة، فإن حالة التوتر التي شهدتها جلسة انتخاب العمدة ونوابه لم يكن سببا فيها إلا المنسق الجهوي لحزب الاتحاد الدستوري محمد الزموري والذي غير أسماء نواب العمدة المقترحين وقدم أسماء شبابية عوض بعض الوجوه التي ألفت التواجد في المجلس الجماعي لمدينة طنجة ومكتبها المسير.
وأشار متتبعون، أن هذا الخلاف الذي تفجر في انتخاب عمدة طنجة بين أعضاء أحزاب في التحالف الرباعي ستكون له انعكاسات على مستوى انتخاب رؤساء وأعضاء مكاتب مقاطعات طنجة، وهو الأمر الذي برز خلال نهاية الأسبوع المنصرم تزامنا مع انتهاء مهلة تقديم الترشيحات لرئاسة المقاطعات الأربع لمدينة طنجة.
مقاطعات طنجة.. أحزاب التحالف تتسابق فيما بينها على الرئاسة
ينتظر أن تنعقد يومي الأربعاء والخميس القادمين جلسات لانتخاب رؤساء مقاطعات طنجة ومكاتبها المسيرة، والتي شهدت المنافسة على رئاستها خلال الأسبوع المنصرم تقديم مرشحين من أحزاب مختلفة تشكل التحالف الرباعي، ملفهم إلى السلطات المختصة من أجل رئاسة المقاطعات.
وحسب معطيات تحصل عليها ” اشكاين “، فإنه في مقاطعة بني مكادة، يعتبر محمد الحمامي أحد أبرز المرشحين لرئاسة المقاطعة نظرا لحصده 12 مقعد داخل المقاطعة غير أنه يوم الانتخاب يمكن أن يجد في منافسته عبد السلام العيدوني عن حزب الاتحاد الدستوري والذي أصبحت علاقته بالمنسق الجهوي لحزبه محمد الزموري متوترة إثر سحب إسمه من لائحة نواب العمدة ليتطور الأمر إلى سحب تزكيته للترشح لرئاسة إحدى أكبر المقاطعات بالمغرب، غير أن مصادر تحدثت على الأمين العام لحزب الحصان محمد ساجد تدخل في آخر اللحظات لإعادة التزكيات فيما لم يعرف إن كان العيدوني استعاد تزكيته أم لا.
مقاطعة مغوغة كذلك تشهد منافسة بين أحزاب التحالف حيث يرتقب أن ينافس على رئاستها عبد العزيز بنعزوز عن حزب الأصالة والمعاصرة وعبد النبي مورو عن حزب التجمع الوطني للأحرار، فيما مقاطعة طنجة المدينة لا تزال تعرف غموضا حول المرشحين للرئاسة وسط حديث عن منافسة منتظرة بين محمد الشرقاوي عن حزب الحركة الشعبية ويونس بنجلون عن حزب الاشتراكي للقوات الشعبية وعبد الواحد اعزيبو عن التجمع الوطني للأحرار.
أما مقاطعة السواني إحدى أصغر المقاطعات بمدينة طنجة فيمكن أن تعرف مفاجآت وسط حديث عن رغبة مرشح حزب العدالة والتنمية محمد الغرابي للعودة إلى كرسي الرئاسة مستعينا بأصوات حزبه وباقي المستشارين الذين له علاقة لهم بحكم المجلس السابق، فيما يتوقع أن ينافسه على هذا المنصب محمد سعيد أهروش عن حزب الأصالة والمعاصرة وكذا دعاء أحيدار المنتمية لحزب الاتحاد الدستوري.
عمالة طنجة أصيلة.. تنافس بين الاستقلال و البام
تتجه الأنظار يوم الجمعة القادم إلى جلسة انتخاب رئاسة عمالة طنجة أصيلة ومكتبها المسير والتي كانت مقررة يوم غد التأجيل قبل أن يتم تأجيلها، والتي ستعرف منافسة مرتقبة بين سمية العشيري مرشحة عن حزب الاستقلال ومحمد احميدي عن حزب الأصالة والمعاصرة، حيث أنه بالرغم من الحزبين يشكلان التحالف الرباعي بطنجة، غير أن هذا المنصب لم يتم التوافق عليه، علما أن التحالف الثلاثي بين ” البام و الأحرار والاتحاد الدستوري ” كان قد أعلن سابقا أن رئاسة عمالة طنجة أصيلة ستؤول إلى حزب الاستقلال فيما رئاسة جهة طنجة تطوان الحسيمة سيظفر بها حزب التجمع الوطني للأحرار وعمودية طنجة سيفوز بها حزب الأصالة والمعاصرة.
وحسب النتائج المتعلقة بمجلس عمالة طنجة أصيلة و التي كان قد توصل بها ” اشكاين ” فقد حصلت لائحة ” الأصالة والمعاصرة و التجمع الوطني للأحرار ” على 112 صوت، تلتها لائحة حزب الاستقلال ب 63 صوت ثم لائحة الاتحاد الدستوري ب 60 صوت فيما حلت لائحة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والحركة الشعبية في المرتبة الرابعة ب 39 صوت.
وإثر هذه النتائج، فإن التوزيع النهائي لمقاعد مجلس عمالة طنجة أصيلة سيكون على الشكل الآتي: ” لائحة البام والأحرار ” ب 12 مقعد، لائحة حزب الاستقلال ب 8 مقاعد، لائحة الاتحاد الدستوري ب 6 مقاعد، ثم لائحة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والحركة الشعبية ب 5 مقاعد.
وحسب هذه المعطيات، فإن التنافس على المجالس المنتخبة بمدينة طنجة سيشهد تنافسا حادا بين غالبية الأحزاب مما يتوقع منه أن تكون جلسات انتخاب الرؤساء ساخنة ستشد أنظار المتتبع للشأن العام المحلي بعاصمة البوغاز.