لماذا وإلى أين ؟

خبير يبين مدى تأثير عطل الفيسبوك على المعطيات الشخصية لمستخدميه (حوار)

توقف تطبيقات “فيسبوك” و “واتساب و “إنستغرام” التابعة للشركة الأمريكية العملاقة “فيسبوك” أثار ضجة واسعة عبر العالم، بعدما أثرت على أزيد من 3 مليار مستخدم من بينهم أصحاب شركات ومقاولات معروفة، توقفت خدماتها هي الأخرى عن العمل بمجرد توقف التطبيقات المذكورة.

عدد من مستخدمي هذه التطبيقات يتساءلون لحد الساعة عن سبب هذا العطب الذي ترك ملايير من ساكنة الكرة الأرضية في عزلة افتراضية لأزيد من 6 ساعات تقريبا، لولا لجوء البعض لعدد من التطبيقات البديلة كـ “تيليغرام” و “تويتر”، هذا الأخير لجأت إليه الشركة لإعلان خطب ما في تطبيقاتها والتي قالت إنها في طور إصلاحه قبل أن تعود للعمل من جديد.

وتعد مسألة “المعطيات الشخصية” من بين التساؤلات التي تؤرق عددا من المستخدمين، الأمر الذي دفع بـ “آشكاين” لإجراء هذا الحوار مع زهير الخديسي، مستشار في مجال التحول الرقمي و عضو مكتب فيدرالية تكنولوجيا المعلومات بالمغرب apeb، لتسليط الضوء على عدد من النقاط بخصوص توقع عملاك شركة المحادثات بالعالم.

إليكم الحوار التالي:

في نظركم ما هو سبب توقف تطبيقات “فيسبوك” و “واتساب” و “إنستغرام عن العمل لساعات وكيف حدث ذلك؟

المشكل له علاقة وطيدة ببروتوكولBGP ” Border Gateway Protocol”، وهو منظومة تشتغل كخاصية GPS التي يستخدمها الأنترنت، بحيث يبحث عن أسرع طريق يمكنه توصيل الحاسوب إلى موقع إفتراضي ما.

وهذا البروتوكول يشتغل بتواصل مع عملية أخرى تسمى DNS التي تحول إسم أي موقع كان إلى عنوان ADDRESS، أي ما يسمى بـ” IP Address”، بحيث بمجرد كتابة اسم لموقع ما على متصفح الانترنت الخاص بك يتحول عن طريق DNS و ويعمل BGP لتقديم أسرع طريق للوصول إلى ذلك العنوان.

فبعد تحيين “update ” قام به مهندسو شركة “فيسبوك” وقع تغيير على تمام الساعة 16.45 بتوقيت المغرب صادر من خوادم الشركة وحذف “الإشارات” indications التي تصل للموقع.

هل هذا العطب له تداعيات على المعطيات الشخصية لمستخدمي هذه التطبيقات؟

لا أعتقد أن هنالك أي تأثير أو تداعيات على الملفات الشخصية للمستخدمين، لأنه في أغلب الظن العطب لم يكن له علاقة بإختراق أو هجوم “هاكرز” على الموقع، وإنما الأمر كما أسلفت الذكر تعلق بخطأ في منظومة BGP المسؤولة عن الوصول إلى ” IP Address”.

إذا كان الأمر تعلق بهجوم من “هاكرز” من الخارج وهذا أمر مستبعد، في هذه الحالة ممكن ترجيح فرضية التداعيات على المعطيات الشخصية، لكن الأرجح هو شخصا من شركة “فيسبوك” ينتقم من الشركة، خاصة بعد تصريحات موظفة سابقة كشفت عن وجود فساد في الشركة من خلال وأوردت أن فيسبوك تعلم كل شيء عن المسائل المتعلقة بالسياسة والمعلومات والأخبار المضللة التي تنشرها.

لإصلاح المشكل وعودة التطبيقات للعمل استغرق ساعات، لماذا كل هذا التأخر؟

ما وقع أن لا أحد من الشركة العملاقة، أو حتى مهندسيها لم يتمكنوا من ولوج الخوادم “سرفورات فيسبوك” عن بعد، بحث حتى التواصل داخل الشركة كان مقطوعا بشكل كبير لأن الرسائل البريدية و الوسائل التقنية للعمل توقفت عن العمل هي الأخرى.

وهذا الأمر دفع إدارة “فيسبوك” لإرسال فريق لمركز البيانات الخاص بالشركةData center المتواجدة في “سانطا مونيكا” من أجل إعادة تشغيل تلك الخوادم يدويا.

ما هي الخسائر التي تكبدتها “فيسبوك” ؟

للإشارة فإنها ليست المرة الأولى التي تتوقف فيها هذه التطبيقات عن العمل، إذ سبق أن حدث نفس الأمر في مارس الماضي من هاذا العام، إلا أنه لم يدم أزيد من نصف ساعة، كما أن نفس الواقعة حدثثت سنة 2019 وتوقف فيسبوك عن العمل لنهار كامل.

الإشكال هو بتوقف فيسبوك واتساب و إنستاغرام عدد كبير من الشركات توقف هي الأخرى معاملاتها التجارية من البيع و الشراء، ما قد يؤثر على ثقة أصحاب هذه الشركات ويسرع من إمكانية تفكيك إمبراطورية فيسبوك.

وبخصوص الخسائر، يمكنني القول أن صاحب شركة فيسبوك، مارك زوكربرغ خسر يوم أمس في مدة 6 ساعات ما يزيد عن من 6 مليارات دولار بمعدل مليار فالساعة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x