لماذا وإلى أين ؟

ماذا يقع حتى يُفاجئ “الاستقلال” أخنوش بخطاب معارض؟

عقد مجلس النواب، صباح يومه الأربعاء 13 أكتوبر الجاري، جلسة عمومية خصصت لمناقشة مضامين البرنامج الحكومي الذي عرضه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، يوم الاثنين المنصرم في جلسة مشتركة بين غرفتي البرلمان.

الجلسة عرفت مداخلات لممثلي الفرق والمجموعة النيابية، عن أحزاب الأغلبية الحكومية والمعارضة البرلمانية، لكن المافأة خلقه الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، الذي قدم مداخلة نهلت كثيرا من قاموس المعارضة، وتضمنت رسائل سياسية، وجهت إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش.

فخلافا لإجماع فريقي الأغلبية (الأحرار والبام)، على أن الالتزامات المتضمنة في البرنامج الحكومي زواجت بين الطموح والواقعية، وحملت في ثناياها أجوبة واضحة وشفافة للعديد من الانتظارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لم يناقش الفريق الاستقلالي ما جاء بالتصريح الحكومي من معطيات رقمية، وركز في مداخلته التي ألقاها رئيس الفريق نور الدين مضيان، على الجوانب الاجتماعية والحقوقية.

فمن يستمع لمداخلة مضيان دون أن يعلم أنه يمثل حزب في الأغلبية الحكومية سيعتقد أنه ضمن فرق من فرق المعارضة، حيت طرح ملفات ثقيلة على الحكومة في أول جلسة لمناقشة برنامجها، من قبيل ملف معتقلي “حراك الريف”، الذي يعتبره الكثير من المتتبعين، وأحزاب وهيئات وطنية ودولية، “نقطة سوداء في الوجه الحقوقي المغربي”، بالإضافة إلى ملف الأساتذة المتعادين، الذي أحرج الحكومة السابقة في أكثر من مناسبة.

مضيان طالب أخنوش بـ” العمل على الطي النهائي لملف الأساتذة المتعاقدين في إطار الانصاف وتكافؤ الفرص”، و”مساواتهم مع زملائهم الأساتذة، مشي هذا موظف رسمي وهذا متعاقد، لأن هذا الأمر يخلق نوع من التمييز والحيف”.

ممثل “الاستقلال” عبر كذلك عن أمله أن تشكل المرحلة المقبلة فرصة لتحقيق انفراج واسع بالعفو عما تبقى من معتقلي الحراكات الاجتماعية”، في إشارة لمعتقلي حراك الريف، داعيا الحكومة إلى “مواجهة الطلب الاجتماعي المتصاعد بكثير من الحوار والتواصل الدائم والعمل الجاد، في إطار مأسسة الحوار الاجتماعي”.

ما وجهه حزب “الاستقلال” من رسائل سياسية، أمر قد يكون مقبولا لو أنه ما زال في المعارضة، لكن أن يوجهها وهو جزء من الأغلبية الحكومية يدفع إلى التساؤل عن نواياه وأهدافه من وراء هذا الأمر.

فهل هدف هذا الحزب يريد فعلا طي هذين الملفين وربح نقاط انتخابية فيما بعد، وأراد أن يحرج أخنوش بهما أمام المغاربة ويحطه أمام الأمر الواق، أم أنه يريد أن يورط رئيس الحكومة أمام المغاربة في تبعات عدم تسوية هذين الملفين، بالمدى القريب؟.

أم أن مداخلة الفريق البرلماني الاستقلالي تعكس ما يقع داخل هذا الحزب من احتقان شديد لعدم الرضا عما ناله الحزب من حقائب بالحكومة الحالية، جلها منحت لوزراء ألحقوا بالحزب في أخر لحظة؟

قد لا يكون أين من التساؤلين أعلاه مفسرا لخلفيات مداخلة مضيان، وقد تكشف الأيام المقبلة عن الهدف الحقيقي من هذا التصعيد، لكن المؤكد أن ما قام به هذا الفريق النيابي بهذا الحزب غير برئ ويذكر بممارسة سابقة للفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية خلال الولاية المنتهية التي كان يقودها حزبه.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
متتبع
المعلق(ة)
13 أكتوبر 2021 18:00

كانكم لاتعرفون نفاق حزب الاستغلال فهو دائما يحاول الظهور بانه يدافع عن المواطن لكن في الخفاء مصلحة المواطن عنده سلم ففط لماذا لم يتحدث حفيان عن الذين اكلهم امينهم العام ولماذا لميتحدث عن المطلوبين في زراعة الكيف وغيرها هو يريد الركوب على هذين المافين لخدمة اهداف خفية ستتضح مع مر الايام. هذا الحزب لاكثر من ستين سنة وهو يتلون كالحرباء هو في الخفاء يؤيد القرارات لكن امام المواطن يدعي العكس.

محمد
المعلق(ة)
13 أكتوبر 2021 17:46

عجيب أمركم هل أصبحت أشكاين لسان حال أخنوش الإستقلال لم يعارض بل يريد الإلتزام ببرنامج الإنتخابي والكل والذي يتقاطع مع الاحرار وما جاء في النموذج التنموي غريب أمركم والله

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x