لماذا وإلى أين ؟

منيب تفشل في الإطاحة ببلافريج في أول اختبار

اتجهت أعين المتتبعين للجلسة التي عقدها مجلس النواب الأسبوع المنصرم (الأربعاء 13 أكتوبر) صوب الظهور الأول للأمينة العامة لـ”الحزب الإشتراكي الموحد”، نبيلة منيب في أول مداخلة لها بجلسة برلمانية.

فبعد الحضور الذي بصم عليه النائبان البرلمانيان السابقان، مصطفى الشناوى وعمر بلافريج، وخاصة هذا الأخير، تطلّع المتتبعون للشأن البرلماني إلى ما إن كانت منيب ستتمكن من تسجيل حضور يملأ الفراغ الذي خلفه بلافريج، أو يزيحه، خاصة وأن المناسبة هي مناقشة التصريح الحكومي، ولن يتطلب مجهودا كبيرا من منيب ذات التخصص العلمي للوقوف على بعض هفواته.

فرغم الوقت الضيق الذي كان يمنح لفيدرالية اليسار خلال الولاية التشريعية السابقة، إلا أن بلافريج كان يعرف كيف يسجل حضوره بمداخلات تناقش في عمقها نقاطا ناذرا ما ينتبه لها باقي النواب، أو لا يستطيعون التجرؤ على مناقشتها، الأمر الذي جعل العديد من المراقبين للعمل البرلماني يعتبرون انسحاب البرلماني بلافريج، خسارة، وأملوا في أن تعوضها منيب، فهل توفقت في ذلك؟

ظهور استعراضي
تميز أول ظهور لمنيب بمنصة مجلس النواب بالاستعراضية أكثر منه ظهورا لشخصية سبقتها تصريحاتها القوية. كما أن الظهور الأول لمنيب رافقه تسجيل نقطة سلبية في مرمى اليسار البرلماني، وذلك من خلال دخول ممثلتيه، نبيلة منيب من جهة، وممثلة فيدرالية اليسار، النائبة فاطمة التامني، من جهة ثانية، في مناوشة بعدما أخذت التامني نقطة نظام تطالب فيها رئيس الجلسة بمراجعة لوائح التدخلات، لكون هذه الأخيرة تعطي الأسبقية في التدخل للفيدرالية قبل الاشتراكي الموحد.

المثير في هذه المناوشة هو الكيفية التي ردت بها منيب على نقطة نظام زميلتها التامني، وذلك بحركات وجه وجسد أجمع كل من تابعها على أنها “مستفزة ولا تليق بمسؤولة حزبية لها صيت وطني ودولي”، غير أن آخرين اعتبروا أن “ما قامت به منيب ليس غريبا عنها، فهي عاشقة للاستعراضات، وتحب الأضواء ولو على حساب نساء مثلها، وما الهجوم الذي شنته على النائبة البرلمانية السابقة، وئام المحرشي إلا خير دليل على ذلك”.

منيب تستهلك نفسها

بعد الحصة الاستعراضية لمنيب المنتشية بأضواء الكاميرات التي تحلقت حولها لحظة وقوفها بالمنصة، بدأت مداخلتها التي انتظرها الجميع، إلا أن الأمر كان على غير المتوقع.

فبعيدا عن مناقشة ما قدمه رئيس الحكومة عزيز أخنوش في تصريحه الحكومي من التزامات وأرقام، ومدى ملاءمتها لتطلعات المغاربة، شرعت منيب في إعادة نفس الخطاب الذي دأبت على تكراره كلما وقفت أمام كاميرا، وإطلاق مصطلحات من قاموس المعارضة الجدرية التي لا تؤمن بالعمل من داخل المؤسسات، ناسية أو متناسية أنها تقوم بدور نائبة برلمانية اختارت الإصلاح من داخل النسق، وأن خطابها بهذه المؤسسة، خاصة فيما يتعلق ببرنامج الحكومة، يجب أن يستند على منهجية تحليلية علمية، ويشير إلى مكامن الخلل في هذا البرنامج وإبرازها لعامة المواطنين ، لا التلاعب بكلمات غليضة والعزف على وثر مجتمعي حساس واستهلاك نفس الخطاب.

الغاية تبرر الوسيلة

منيب حسب البعض، نهجت سياسة الأرض المحروقة للوصول إلى قبة البرلمان، وعملت كل ما تستطيع وما لا تستطيع من أجل الظفر بمقعد برلماني، ولو على حساب مشروع وحدة اليسار، وذلك بعد الفشل في مرات سابقة بالظفر بهذا المقعد. وظهورها الأول، يعطي الانطباع أن غايتها هي التواجد في البرلمان لجذب مزيد من الأضواء، فهل هي فرحة البداية وستعمل منيب على استدراكها أم طبع في شخصية منيب لن يَتغير حتى تُغير ما بنفسها؟

ما يُستخلص من أول ظهور لمنيب، أنها تحتاج لمزيد من النصح والتوجيه في كيفية تناول المواضيع المطروحة من داخل قبة البرلمان، والتمييز بين كلمة تلقيها في جلسة قد يتابعها ملايين المغاربة، تهم مواضيع محددة، وبين تصريح صحفي على هامش وقفة احتجاجية أو ندوة فكرية أو مسيرة شعبية.

وهنا كان بلافيرج أكثر تميزا، حيت كان يعرف متى يُلقي خطابا سياسيا ومتى يحلل بمنهج علمي معطيات مقدمة من طرف مسؤولين حكوميين للبرلمانيين. وكم من مرة نجح في تحويل نقاش داخل قبة البرلمان إلى قضية رأي عام، وهو الأمر الذي فشلت فيه منيب إلى حدود الآن، وفشلت معه في إزاحة بلافريج من مخيال متتبعي خطاب اليسار بالبرلمان، فهل ستستدرك الأمر في المقادم من الجلسات؟ نرجوا ذلك.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

4 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Chakri mohamed
المعلق(ة)
19 أكتوبر 2021 10:38

صاحب المقال كان متسرعا ولم يحسن اختيار اللحظة ليكون انتقاده أو مقارنته في محلها ولو أن المطلوب من نبيلة ليست تكرار الرفيق بلفريج بل إيصال توجهات ورسائل وأفكار الحزب الإشتراكي الموحد وفي هذا السياق فهي لم تناقش برنامج حكومي بل ناقشت العملية الديمقراطية برمتها وما يشوبها من اختلالات كبيرة تجعل الديمقراطية دون معنى وبالتالي فلا معنى للبرنامج الحكومي اصلا من ناحية أخرى الكاتب ترك المضمون وذهب ليحلل حركات وتلميحات جسد الأخت نبيلة محاولا الإيقاع بين الفدرالية والأخت نبيلة مستدعيا الطرق السوقية ومنهجية الحمامات زاجا بهما في عالم السياسة
صاحب المقال تسرع كثيرا ليستخلص النتائج بسرعة فمعارضة بالأرقام والنتائج تكون على ما يتم إنجازه وتنزيله لا على برامج مازالت طي العرض أما جوهر الخلاف بين اليسار فيكون على مستوى القواعد لا القيادات والبرلمان ليس ساحة له على الإطلاق

متتبع
المعلق(ة)
19 أكتوبر 2021 00:11

مناضلة يسارية وكفى ةفضت التبعية لتوجه مسيطر في النقابة. ومن اناس خبةوا جيدا الانشقاقات بل ساهموا فيه كثيراة فهي اساسا لم تنحدر من الاتحاديين فلا يمكن جمع من كانوا نتيجة انشقاقات سابقة.كفاكم حقدا وكرها لها فهي تواصل و تشق طريقها بتباث وهذا هو الاهم والهم كل الهم لحسادها الكثر.تركتهم فوق الرصيف ومضت باستحقاق بلائحة جهوية لم يكن سهلا الظفر بنتيجة ايجابية..

ملاحظ
المعلق(ة)
18 أكتوبر 2021 20:50

لا قياس مع وجود الفارق، ولا مجال للمقارنة بين من أنجح بواسطة اللائحة الجهوية، ومن نجح فعلا وباستحقاق في اللائحة المحلية، وأعني به عمر بلافريج. في الواقع غياب بلافريج المناضل الحقيقي الذي بصم بأدائه الجيد وتدخلاته العميقة تاريخ البرلمان المغربي، يعتبر خسارة للفعل الديمقراطي. تحية عالية له من هذا المنبر.

متتبع
المعلق(ة)
18 أكتوبر 2021 19:44

كان الهدف الاساسي لها هو الوصول الي البرلمان باي طريقة ولو على حساب ضرب اليسار لن تعوض مكان بلافريج فلو قدر له العودة الى البرلمان لكان افضل بفعل التجربة التي اكتسبها اما منيب فالكل يعرف انها مندفعة وانانية وتعتبر نفسها تفهم في كل شيء وافضل من الجميع الله يهديها تتعقل وتحاول السيطرة على اعصابها ولسانها.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x