لماذا وإلى أين ؟

إسبانيا تلجأ إلى قطر لسد خصاصها من الغاز الجزائري

يبدو أن التطمينات المتكررة التي تلقتها إسبانيا من موردها الرئيسي بالغاز الطبيعي الجزائر، بكون إمدادات التوريد بالغاز مضمونة، لم تفِ بالغرض، ما دفع إسبانيا إلى البحث عن مصدر آخر أكثر أمانا لتوفير حاجياتها من الغاز قبل فصل الشتاء.

وأكدت صحيفة “أوكي دياريو” الإسبانية، على  أن حكومة بيدرو سانشيز تحتاج بشكل عاجل إلى 10000 مليون متر مكعب من الغاز، ليس فقط لتجنب النقص، ولكن أيضًا لتجنب تفشي المرض الاجتماعي بعد تفشي الوباء والأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار الكهرباء.

وكشفت “أوكي دياريو” ، أن إسبانيا لجأت فعليا إلى قطر من أجل تامين إمداداتها من الغو المسيل، الذي لن تتمكن الجزائر من توفير الحصة الكاملة التي كان الأنبوب المغربي، المهدد بالإلغاء الأحد المقبل 31 اكتوبر الجاري،(كان) يوفرها.

 

وأفادت الصحيفة نفسها، أن وزير الخارجية الإسباني قد ناقش بالفعل خلال زيارته للدوحة خلال هذا الاسبوع، مع مسؤولين قطريين ، بمن فيهم الأمير تميم ، القضية الحساسة الخاصة بتزويد السوق الإسبانية بكميات إضافية من الغاز.

وجاءت الزيارة حسب  “أوكي دياريو” بعد أسبوعين، من سفر خوسيه مانويل ألباريس إلى الجزائر العاصمة لمناقشة القضية مع الرئيس عبد المجيد تبون ورمطان العمامرة ، وزير الخارجية الجزائري، حيث لم يفلع في إقناعهم بالعدول عن قرار إلغاء أنبوب الغاز المغربي.

وعلل المصدر نفسه قيام إسبانيا بهذه الخطوة، احتياطا منها من أن يتم استغلال الجزائر لملف الغاز للضغط على إسبانيا في ملفات مستقبلية، او استخدامه كأداة للإكراه كما تفعل الدول المنتجة الكبيرة.

مُسْتدلة في ذلك على ما فعلته روسيا في عام 2009 بسبب نزاعها مع أوكرانيا، البلد الذي يمر عبره أحد شرايين الغاز الرئيسية، مقابل السعر الذي كان يجب دفعه، حيث أنه في بلدان مثل بلغاريا، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى 15 درجة تحت الصفر، نفد الغاز بين عشية وضحاها.

ولفتت “أوكي دياريو” الانتباه إلى أن مشكلة خط الغاز الوحيد المباشر بين الجزائر وإسبانيا المار تحت الماء ويربط وهران والمرية عبر Medgaz، هي أن لديها قدرة نقل أقل بكثير من نظيرتها المغربية.

علاوة على ذلك، فإن إسبانيا مضغوطة بعالم الوقت مع اقتراب فصل الشتاء حيث يتوقع خبراء إسبان سيناريو لعاصفة شبه كاملة تعم البلاد، حيث أعلن خبراء الأرصاد الجوية أن بلادهم ستواجه أبرد شتاء في السنوات الخمس القادمة، مما يعني بطبيعة الحال ذروة قياسية في استهلاك الغاز، ومن ناحية أخرى، فإن مستوى احتياطيات الغاز في إسبانيا أسوأ بكثير مما كان عليه في عام 2020، ما يقرب من 25 بالمائة أقل من العام السابق.

واضعة في الاعتبار أن الجزائر تزود ما يقرب من نصف الغاز الذي تستهلكه إسبانيا وأكثر من نصفه يمر عبر خط أنابيب الغاز في خطر، فمن الواضح أن لدى إسبانيا مشكلة  خطيرة لتعويض هذا النقص.

وخلصت صحيفة “أوكي دياريو”، إلى أن هذا هو السبب الذي دفع إسبانيا للجوء إلى قطر باعتبارها من أكبر موردي الغاز المسال في العالم، من أجل تعويض خصاصها(إسبانيا) المحتمل من الغاز الجزائري، رغم أن جعل قطر المورد الكبير الآخر لإسبانيا قد يؤدي إلى مشاكل جديدة مع الجزائر، لأن الدولة القطرية هي إحدى الدعائم الأساسية  للمغرب في ملف صحرائه.

جدير بالذكر أن النائبة الثالثة لسانشيز ووزيرة التحول البيئي، تيريزا ريبيرا، تسافر إلى الجزائر العاصمة اليوم الأربعاء 27 أكتوبر الجاري للاجتماع مع السلطات الجزائرية والبحث عن حل لإغلاق خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي الذي يمر عبر المغرب.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
ملاحظ
المعلق(ة)
28 أكتوبر 2021 21:16

الجزائر دولة فاشلة بكل المقاييس، ودولة مغرورة تظن انها يمكن ان تفعل ما تشاء وهي بتصرفاتها الرعناء و الصبيانية ستنذم يوم لا ينفع النذم لان الغرب لن يسمح لها ان تبتزه بهذه الطريقة فهي تعاني من افلاس داخلي وخاص مهول في جميع المواد وتستورد جميع احتياجاتها من الخارج فهي اضعف من بيت العنكبوت والايام بيننا.

driss
المعلق(ة)
28 أكتوبر 2021 08:43

على اوربا ان تدخل على خط انشاء انبوب الغاز ااطبيعي الذي سيربط اامغرب بنيجيريا ، و ذلك للتزود بهذه المادة بشكل مطمئن، اما الجزائر ما دام يحكمها العسكريون فانها دولة غير موثوق فيها و لا في اتفاقياتها .

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x