لماذا وإلى أين ؟

هل الشعر عورة؟

أول ظهور للعورة كان بعد أن أكل آدم وحواء من الشجرة المحرمة، حين خالفا أمر الله، العورة كانت تُستر بورقة توت، حينها كان هذا هو الستر المطلوب، لكن مع الوقت، مع الفتاوى، بدأت تتوسع بالتدريج لتشمل الجسم كله فى حالة المرأة، حتى كف اليد يرتدين له جوارب «جوانتى»، أصبح الساتر الوحيد للعورة كما يتهيأ للناس هو ما يسدل عليها من قماش، كأن هذا القماش هو المؤكد للطهارة والعفة والصون.

إذا كان شعر المرأة عورة، ماذا عن السيدات اللائى يرتدين الحجاب، ويكشفن عن جزء من شعرهن؟ فهل هذا فى حد ذاته سماح بكشف جزء من العورة؟ إذا استخدمنا المنطق، إذا كان شعر المرأة عورة، فلماذا لا يكون شعر الرجل عورة أيضًا؟ فالمبدأ واحد لا يتجزأ، القرآن فى حد ذاته معجزة، تقابله معجزة أخرى من الله هى العقل، لنتمثل بها معجزته الأولى، إلا إذا سلمنا معجزة العقل لآخرين ليملوا علينا استنتاجاتهم واجتهاداتهم، يبدو أن كثيرًا من الشيوخ يعتبرون الشعر عورة، سواء كان لرجل أو امرأة، هذا يبرر الزى الذى يرتديه بعض مشايخ الفضائيات. هم يغطون رؤوسهم بطريقة غريبة أقرب إلى الحجاب!. فى نهاية الأمر، لم يُذكر فى كتاب الله أى شىء عن الشعر، فى الآية الكريمة «وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ» (الآية 31ـ سورة النور).

تفسير العلماء لـ«جيوبهن» واضح لا خلاف عليه، الجيوب هى الفتحات، والمقصود فى هذه الآية فتحة الصدر، حين كانت المرأة تقوم بإرضاع طفلها. وكان من الممكن أن تهمل فى تغطية صدرها، أيضا عندما تتباهى النساء بالمجوهرات التى تزين جيدهن، فكان القصد أيضاً منع التباهى والتفاخر، بالتمادى ظهرت فتاوى تقول إن صوت المرأة عورة، انتهينا إلى أن الشعر عورة، الصوت عورة، قيادة السيارة عورة، العمل عورة، كأن المرأة كلها عورة، بدأنا نتحدث فى شكليات وتفاهات وتجاهلنا عورات كثيرة حقيقية موجودة حولنا طول الوقت، فالخلاعة عورة، المجون عورة، التبرج الزائد عن الحد عورة، النظرة غير البريئة عورة، سواء كانت من رجل أو من سيدة. التبسيط المخل هو أن نأتى بقطعة قماش تغطى الرأس. بعدها يصبح لدينا ترخيص لفعل ما نشاء.

عن المصري اليوم

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

5 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
9 نوفمبر 2021 11:49

سؤال للمشايخ هل يجوز للمرأة الصلاة في بيتها أو في المسجد بما في ذلك المسجد الحرام أمام الكعبة ، كاشفة عن شعرها؟

حنظلة
المعلق(ة)
الرد على  Moh
9 نوفمبر 2021 11:46

حسب السلف الطالح والمتأسلمين المتطرفين فإن المرأة برمتها عورة لذلك تجدهم يغطون المرأة من رأيها إلى أخمص قدمها ويضعون نظارات سوداء على عيونها هههههه…
في بلاد المتأسلمين نصف المجتمع معطل بسبب ترهات وخرافات السلف الطالح

Moh
المعلق(ة)
9 نوفمبر 2021 10:20

بعضهن اكثر اثارة برؤسهن الملفوفة من عاريات الرأس. …العورة الحقيقية هي عيوب الفكر …اما من الناحية الفزيولوجية والدينية فهي الاعضاء التي يسوءكوالنظر اليها وتعاف نفسك اشتمام روائحها. ههههههه

ما عندي سمية
المعلق(ة)
9 نوفمبر 2021 09:08

مقال تافه لا يمت للمنطق بصلة فمرة الاستدلال بالنساء المتبرجات كمرجع ديني عند اظهارهم لجزء من الشعر تحت الحجاب فهل هم من الرسل او الصحابة لنعتمد على افعالهم.
ستر العورة كسائر امور الدين لا يستمد الا من القران والسنة، هذا اذا كان الكاتب يؤمن بالله واليوم الاخر واذا كان غير ذلك فلا داعي له للخوض في امور ديننا.
اما المشائخ الذين يسترون شعرهم فذلك من عادات اهل البلد كلبس الطاقية او العقال او الطرحة أي انه ليس من الدين.

واتمنى مرة اخرى نشر اسم الكاتب حتى نتحرى خطه التحريري.

ورسالتي لي أشكاين ان تتحرى قبل النشر فامور الدين تمس قيم المجتمع المغربي وليست مكاننا للغط والمغالطات التافهة.

محمد أيوب
المعلق(ة)
9 نوفمبر 2021 08:44

القرآن وصحيح السنة:
هما معيار تحديد واستقبال أحكام الشرع…وفيما يتعلق بالسنة فالصحيح منها هو المعبر والسنة ضوابط معلومة عند أهلها…أما ما عدا ذلك فلا قيمة له…قال فلان أو علان من الناس لا يؤخذ به إلا إذا كان مبنيا على على أسس دقيقة…فليس كل من يتصدق بالدين مؤهل لاستنباط الأحكام…فكم من المتشددين لا يفرق بين النعت والحال ولا بين التمييز اللفظي والتمييز العددي ناهيك عن الجناس والطباق إلى غير ذلك من قواعد النحو والصرف والسلامة لكننا ابتلينا في زماننا هذا بأناس كل همهم هو الهجومية وأسهل طريق إليها وجدوه في الطعن في أحكام الدين وخاصة ما يتعلق بالنساء: الميراث والتعدد والحجاب،وهؤلاء المتشدقون لا يدلون برأيهم من خلال القرآن والسنة بل يستحضرون ضوابط خارجة عنهما مثل حقوق الإنسان وفق النمط الغربي،وهم بذلك لا يفهمون أن هناك نصوص شرعية قطعية الدلالة لا تحتمل الاجتهاد،وما أدراك ما الاجتهاد…

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

5
0
أضف تعليقكx
()
x