لماذا وإلى أين ؟

نبرة الخطاب الملكي أفزعت الجار الإسباني (إلباييس)

أضحت العلاقات المتوترة بين المغرب والجزائر تقض مضجع الجارة الشمالية إسبانيا التي ترى تقارير إعلامية أنه لم يعد من السهل عليها لعب دور التوازن بينهما، خاصة بعد التطورات الأخيرة التي أسفرت عن وفاة 3 سائقي شاحنات جزائرية في منطقة ير لحلو التابعة للمغرب في فاتح نونبر.

وكشفت مصادر لصحيفة “إلباييس” في مقال تحت عنوان “إسبانيا متخوفة من أن تصبح أسيرة التوتر الجزائري المغربي” أن الأوضاع بالمنطقة أصبحت خطيرة، خصوصا بعد اقتناء المغرب لعتاد عسكري متطور عكس ما تمتلكه الجزائر.

ويمثل التوتر بين الجزائر والمغرب لإسبانيا بمثابة خطر الوقوع في الشرك، تقول الصحيفة ثم تضيف، خاصة بعدما قررت الجزائر إغلاق أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي (GME) ، الذي كان ينقل 6000 متر مكعب من الغاز سنويًا إلى إسبانيا عبرأنبوب المغرب.

وشددت المصادر ذاتها أن  الوضع “خطير للغاية”، مسترسلة “انغمس كلا البلدين في سباق تسلح لسنوات، وبعد الاعتراف بدولة إسرائيل، تلقى المغرب معدات متطورة من أصل عبري ما جعلته يتجاوز الأسلحة التقليدية للجزائر”.

وأضافت الصحيفة الشهيرة أن الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس يوم السبت الماضي شكل قلقًا لوزارة الخارجية الإسبانية ليس بسبب محتواه بقدر ما هو بسبب النبرة التي تحدث بها العاهل المغربي، مبرزة “كان الحدث يتعلق بإحياء الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء، التي أدت إلى تخلي إسبانيا عن الصحراء، وكان من المتوقع أن تعيد التأكيد على الطبيعة المغربية للمستعمرة الإسبانية السابقة، لكن الملك انتهز الفرصة لإطلاق رسائل تحذيرية إلى إسبانيا والاتحاد الأوروبي”.

وفي إشارة إلى الشركاء الأوروبيين ، قال الملك لمن “يتخذون مواقف غير محددة أو مزدوجة بشأن الصحراء، إن المغرب لن يتخذ معهم أي خطوة اقتصادية أو ثقافية لا تشمل الصحراء المغربية”، وذلك بعد أن ألغت محكمة العدل الأوروبية اتفاقيات الصيد والتجارة مع الرباط لإدراج مياه وأراضي الصحراء المغربية، التي لا تزال محط تنازع.

وأوضح المصدر “والأكثر إثارة للقلق في الخطاب الملكي كانت عبارة أخرى: “نحن الآن من حقنا أن نتوقع من شركائنا مواقف أكثر جرأة فيما يتعلق بمسألة وحدة أراضي المملكة”، مسترسلا “إن الخطاب مشابه جدا لما قاله، في يناير الماضي، رئيس الدبلوماسية المغربية، ناصر بوريطة ، الذي حث الدول الأوروبية، بما في ذلك إسبانيا، على “الخروج من منطقة الراحة” والإعلان عن موقفها من نزاع الصحراء”.

الفرقـ تردف “إلباييس” هو أن المغرب في ذلك الوقت كان حريصًا على الاستفادة من اعتراف الرئيس ترامب بمغربية الصحراء ، ثم جاءت الأزمة الدبلوماسية الخطيرة التي أثارها قرار استضافة زعيم البوليساريو بإسبانيا، لتعود الرباط من جديد إلى ساحة البداية وتضغط مرة أخرى على أوروبا لتغيير سياستها بشأن الصحراء.

وسجلت الصحيفة أن خطاب محمد السادس في 20 غشت الماضي كان غير متوقع حيث أعرب عن رغبته في “افتتاح مرحلة غير مسبوقة” في العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد، لكن رغم ذلك فإن المغرب لم يتخذ بعد خطوة للأمام في هذه العلاقات، بحيث لم يعد سفيرته إلى مدريد بعد استدعائها للمشاورات في مايو الماضي؛ كما لم يتم إعادة فتح الحدود مع سبتة ومليلية، ولا تزال الرحلة الأولى لوزير الخارجية خوسيه مانويل الباريس إلى الرباط معلقة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x