لماذا وإلى أين ؟

لعروسي يستعرض أهداف لقاء مفوض الاتحاد الإفريقي للأمن والسلام بالمفتش العام للقوات المسلحة

استقبل الجنرال دوكور دارمي الفاروق بلخير، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، أمس الخميس 18 نونبر الجاري، مفوض الاتحاد الافريقي للشؤون السياسية والسلام والأمن، بانكول أديوي، بأمر من الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.

وحسب بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، فقد تباحث الطرفان “مساهمة القوات المسلحة الملكية في مختلف عمليات حفظ السلام في القارة منذ سنوات الستينيات تحت رعاية الأمم المتحدة، بما في ذلك المبادرات الإنسانية ومنها إقامة مستشفيات عسكرية وطبية-جراحية”، علاوة على “القضايا ذات الاهتمام المشترك”.

وتأتي زيارة المسؤول الإفريقي للمغرب في ظل أجواء جيوسياسية إقليمية مجمومة بالتوتر بين الجارين الشمال إفريقيين، المغرب والجزائر، وهم ما يثير تساؤلات عن دلالات هذه الزيارة في السياق الذي تعرفه المنطقة المغاربية.

وفي هذا الصدد، أوضح الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، أن “الاستقبال يدخل في سياق الوساطات التي يمكن أن تقوم بها منظمة إقليمية، ممثلة في منظمة الاتحاد الإفريقي، ودور المغرب منذ عودته سنة 2017  إلى الاتحاد الإفريقي، حيث يجب تفعيل هذا الدور بالمعنى العملياتي وليس بالمعنى النظري”.

ويرى لعروسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أنه “إذا أقررنا بوجود تصعيد عسكري جزائري، خاصة مع هذه المناورات الأخيرة مع البوليساريو والمناوشات الإعلامية والتصريحات الفاشلة، فقد تكون قناعة المغرب اجتمعت لمواجهة هذا التصعيد من بوابة منظمة الاتحاد الإفريقي”.

مضيفا أن “هذا اللقاء جاء لتفعيل دور مجلس الأمن الإفريقي، وهو يندرج في هذا السياق، ولما لا محاولة الضغط في اتجاه استصدار قرار لمنع هذا التصعيد، خاصة أن المغرب ظل متشبثا بسياسة الحوار واليد الممدودة والتغاضي، خاصة في الخطاب الملكي الأخير الذي لم يشر فيه لا من قريب أو بعيد للجزائر، وهو محاولة للتعالي على هذا التصعيد والمناورات الفاشلة من قبل الجزائر”.

وشدد المتحدث على أنه “من باب أولى كسب حليف أساسي هو منظمة الاتحاد الإفريقي، خاصة أن هذا الاتحاد أصبحت له كلمة في الآونة الأخيرة في العديد من القضايا، وقد يلعب المغرب هذه الورقة من أجل تليين المواقف ولتفعيل مجلس الأمن للتدخل في هذه القضية ومنع أي  تصعيد محتمل ، خاصة مع السياق العام الذي أصبح لصالح المغرب من خلال الاختراقات التي قام بها في  الفترة الأخيرة في وسط وشرق إفريقيا، وكسب العديد من الحلفاء، وتراجع العديد من الدول عن مواقفها السابقة ضد المغرب واعترافها بمغربية الصحراء”.

وخلص المتحدث أن “منظمة الاتحاد الإفريقي قد تكون مجالا للصراع حاليا، خاصة أن الجزائر اتجهت عموديا لهذه المنظمة لمحاولة الضغط على المغرب”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x