لماذا وإلى أين ؟

حمضي يوجه رسالة الى صديقه غير المُلقَح بعد

الطيب حمضي*
المغرب يواجه، كباقي دول العالم ازمة غير مسبوقة، ازمة صحية واقتصادية واجتماعية، بما يملك من امكانيات، ومن إرادة، ومن تضامن لجعلها اقل وطأة ممكنة على حياة مواطنيه وصحتهم وحياتهم النفسية والاجتماعية، و وتمدرس أبنائه وتكوينهم، ومصدر رزق المواطنين وصمود اقتصاده ومقاولاته.

حققت بلادنا بفضلنا جميعا الكثير من النجاحات. بفضل تضامننا وتآزرنا وتضحياتنا ومجهوداتنا وتعاوننا وصبرنا وخوفنا على بلدنا وعلى بعضنا البعض، وبفضل اتحادنا وتآلفنا ووقوفنا كخط دفاع واحد في وجه الوباء.

استعملنا ونستعمل كل وسائل الحماية المتاحة والممكنة. اليوم وطننا في حاجة ماسة الينا جميعا، كما نحن في حاجة دائمة اليه. المغرب في حاجة لكل ابناءه لمواصلة الحرب ضد الفيروس وضد الوباء. لنا حرب واحدة هي حربنا ضد الجائحة. لنا عدو واحد هو الفيروس القاتل. لنا خيار واحد هو خيار استمرارالجبهة متراصة لنحمي بلادنا من الفيروس، نحمي مواطنينا من المرض، نحمي مدرسة أبنائنا من الاغلاق ثانية، نحمي حياتنا الاجتماعية من التقييدات الخانقة، نحمي اقتصادنا من التأزم، نحمي مقاولاتنا من العجز، نحمي شبابنا وارباب الاسر من البطالة وفقدان مصادر الرزق، نحمي منظومتنا الصحية من الضغط والانهيار، نحمي المواطنين المصابين من امراض أخرى وحقهم في العلاج.

صغار وكبار، شباب وشيوخ، رجال ونساء، فقراء واغنياء، المغرب مركبنا جميعا، وسلامته من سلامتنا، ونجاحه من نجاح مجهوداتنا.

ملقحون وغير ملقحين بعد، لا زال الطريق امامنا للوصول كلنا ومعنا بلادنا الى بر الأمان. الوطن في حاجة الينا جميعا.

أكيد ان الملقحين بشكل كامل بجرعتين لهم حماية فائقة ضد الحالات الحرجة والوفيات تفوق احدى عشر مرة إخوانهم الغير ملقحين. من هم فوق ال 60 سنة مثلا وتلقوا جرعتهم المعززة لهم حماية 8 مرات أكثر من نظرائهم الدين تلقوا جرعتين من اللقاح، ولهم حماية 65 مرة أكثر من إخوانهم الغير ملقحين ضد الحالات الخطرة.

لكن الوطن محتاج لان يكون كل ابناءه محميون ضد المرض، مطعمون ضد الفيروس، لنحمي الأكثر هشاشة وضعفا بيننا. حتى نحمي من لم نتمكن من تلقيحهم لأسباب طبية، ونحمي من تلقحوا ولكن بسبب ضعف مناعتهم لازالوا معرضين للخطر. الوطن محتاج لمنظومة صحية قائمة على قدميها، تؤدي وظائفها. الوطن محتاج لمدرسة مفتوحة حضوريا لكل تلامذتها وطلبتها. الوطن محتاج لمقاولات مشتغلة ودورة اقتصادية حية تنتج وتخلق فرص الشغل. الوطن محتاج لحياة اجتماعية لائقة في انتظار ان تكون عادية تماما.

لنحمي بلادنا يكفي ان نحمي أنفسنا. فادا حمى كل واحد منا نفسه فهو يحمي كدلك اسرته ومحيطه. وكلما ازداد اعداد المحميين كأفراد توسعت دائرة الحماية الجماعية. فالمتحور دلتا السريع الانتشار يصل بسرعة، والسبيل الوحيد للحماية منه هي التمنيع ضده. ولا زالت امامنا تحديات موجات جديدة وربما متحورات أخرى.

استعملت لحد اليوم أكثر من 7 مليار جرعة من اللقاحات ضد كوفيد 19 عبر العالم، وتؤكد تجارب الدول والدراسات والأرقام على الحماية ودرجة الأمان العاليتين للقاحات بمختلف أنواعها. لم يعرف أي لقاح ولا أي دواء في تاريخ البشرية مستوى من المراقبة والتتبع والدراسات بقدر اللقاحات ضد كوفيد 19. التردد والخوف إحساس انساني متوقع، بل يكون اقوى خلال الازمات الصحية، لكننا اليوم امام كم هائل من المعطيات العلمية والملموسة حول درجة امان وفعالية اللقاحات لا وجه لمقارنتها مع مخاطر المرض.

ازيد من خمسة ملايين انسان فقدوا حياتهم رغم الإجراءات الصارمة المتخذة، وتقول منظمة الصحة العالمية ان عددهم لحد الساعة مرتين او ثلاث مرات أكثر، أي ما بين 10 و15 مليون وفاة، ناهيك عن المشاكل الصحية الأخرى. كل عشر ثواني يتيتم طفل في العالم بسبب كوفيد، ولم تعتقد الام المتوفاة أو الاب المتوفى انه سيصاب بكوفيد ويموت ويترك وراءه ابنا او أبناء يتامى.

الوطن في حاجة لأبنائه الملقحين والغير ملقحين بعد، وفي حاجة لعطائهم ولسواعدهم. الوطن يحتاج اليوم ان يتلقح ابناءه الغير ملقحين وأن يسارعوا الى دلك حماية لأنفسهم، ومحتاج ليكون تلقيحهم ابعد من الحفاظ على الذات وحدها رغم قدسيتها، ولكن لحماية الضعفاء بيننا، وحماية حياتنا الاجتماعية، وحماية منظومتنا الصحية، وحماية مدرسة أبنائنا، وحماية اقتصادنا: حماية حاضر ومستقبل بلادنا.

الوطن في حاجة لوعينا الجماعي ولنكران الذات، ولتضحياتنا وتضامننا. في حاجة لحماية أنفسنا وحماية غيرنا باحترام التدابير الوقائية الفردية والجماعية، والتلقيح، والتشخيص والعلاج المبكرين، والعزل عند الإصابة. وادا تعقدت الوضعية الوبائية باحترام وتحمل التدابير الترابية وغيرها من الإجراءات التقييدية الضرورية التي تلجا لها كل الدول للتحكم في الوباء.

*طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها.

 

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

4 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
عبد الله
المعلق(ة)
20 نوفمبر 2021 16:46

واسي حمضي….أولا ، هناك تداببر إحترازية كااافية لإبعاد العدوى (كمامة ، نظافة ، تباعد….،،,)
ثانيا ، هذه اللقاحات كلها ليست آمنة بنسبة 100%….
ثالثا ، هناك تأثيرات سلبية على المدى القريب و البعيد ( ضعف جنسي ، ضعف في المناعة الذاتية الطبيعية الجسم في محاربة أمراض مستقبلية أخرى
رابعا آسي حمضي . رأه حتى الملقح يمكنه يصاب بالعدوى و يمكنه أن بهدد الآخرين …

hommad
المعلق(ة)
19 نوفمبر 2021 23:58

لغط لغوي يبين بؤس آلسفاهة وحرصها على تنفيـــذ مبتغاها دون كلل. حفنــــــة تبجل آللقاح آلمستورد لآهي ساهمت في إنتاجه ولآ هي ناضلت لإنتاج بديل وطني يجنب آلمآسي….. لقح وصافي لآيهم ما يمكن أن يحدث وهم برآء منك

مغربي
المعلق(ة)
19 نوفمبر 2021 21:16

هاذ الخرطي ماهو طبيب ماولوا غا كيخور علينا بغينا نعرفوا واش هو ملقح ولا لا

مواطن2021
المعلق(ة)
19 نوفمبر 2021 21:04

الله إهديك أسي حمضي من حق الانسان ألا يلقح نفسه فداك جسده وهو حر فيه.ولا تقل لي تلك الاسطوانة المشروخة أن غير الملقح يشكل خطرا عاى الاخرين.
لماذاا هذا السباق ومختولات الضغط كي يتلقح الجميع.ألم تقولو في الاول يكفي أن يتلقح 70% من الناس.
لماذا محاولة شيطنة الغير الملقح.أي ذنب إرتكب وهو يخاف على جسده .
ماهي الصمانات إن أصيب شخص باعراض أن تتكلف الحكومة واللجنة العلمية به .ماذا لو قدر الله وكانت الاصابة مدى الحياة .من يتكفل به.ولا تقل لي الاصابات قليلة جدا.فلو أصيب واحد باعراض خطيرة هحياته مهمة .
أتمنى أن تتعمق في مسألة التلقيح وتحيط بها جيدا وبعيدا عن أي انحيياز.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x