عصيد: ما حدث بآسفي ليس حادثا عابرا وإنما واقع يفرض نفسه يوما عن يوم
قال الناشط الحقوقي والباحث الأكاديمي، أحمد عصيد “إن ما حدث بأسفي من سلوك وحشي صدر عن جماعة من الأفراد المهيّجين ضد فتاة وسائق نقل مزدوج لا ينبغي النظر إليه على أنه حادث عابر ومنفرد، بل هو في الحقيقة واقع يفرض نفسه يوما عن يوم، يجعل الفضاء العام مسرحا للعنف الدموي والكراهية والصدام ، وهو نتاج حتمي للتربية المتبعة سواء داخل الأسر أو في المدرسة”.
وأوضح عصيد في تدوينة على صفحته الإجتماعية، “أن التربية تتم على تقاليد الجماعة المغلقة التي لا تقبل الاختلاف ولا تراعي الغير في وجوده واختياراته الخاصة ونمط حياته، كما يتم تأطير الأطفال منذ صغرهم على أن الدين قسوة وسلطوية وانتقام، انتقام إلهي وانتقام دنيوي يقوم به البشر أنفسهم، إنها ذهنية وحشية يتم توليها بالرعاية منذ الطفولة المبكرة، ويعتبر ذلك من “ثوابتنا” و”تقاليدنا العريقة”، دون أن ننتبه إلى أننا نربي وحوشا”.
وشدد عصيد على أنه “علينا أن نقف جميعا لنتساءل لماذا كلما تعلق الأمر بالدين تجحظ العيون وتنتفخ الأوداج ويغيب العقل ويحضر العنف، من الذي حوّل رمضان من شعيرة دينية يؤديها كل واحد بشكل فردي في علاقته بالله، إلى نظام عام قهري وتسلطي يجعل الناس يقضون نهارهم متوترين وخارج طور التعقل ؟”
ومضى عصيد متسائلا، “أليس لأن السلطة هي التي سنّت قوانين تبرر بها كل العنف الممارس على الأشخاص المختلفين ؟ ألسيت هي التي تفرض مناخا معينا وتراقبه بالأجهزة الأمنية بينما هو مجرد عبادة من المفروض أنها تقوم على اختيار حر للأفراد، لا على الإكراه والعنف ؟”.
وختم قائلا، علينا جميعا أن نتحلى بمسؤولية البت في هذا المقدار من العنف المشرعن الذي يحتل فضاءنا العام ويحول الناس إلى مجرمين عدوانيين يتربصون ببعضهم البعض، عوض أن يعيشوا في أمن وسلام مع أنفسهم ومع الغير”.