لماذا وإلى أين ؟

لعروسي: احتجاج إسبانيا على مشروع مغربي قرب الجزر الجعفرية المحتلة مستوى أدنى للأزمة (حوار)

تتأرج الأزمة الدبلوماسية المغربية الإسبانية بين مطبات الأحداث التي رافقت أولى شراراتها، منذ استقبال إسبانيا فوق أراضيها، بشكل متستر، لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، من أجل التداوي من كورونا، أبريل المنصرم.

فما إن رصد المتابعون للشأن الدولي مؤشرات على عودة مياه علاقات المملكتين إلى مجاريها، بعد خطاب الملك محمد السادس في غشت المنصرم، حتى طفا على السطح ملف جديد لا يقل التهابا عن سابقه من الملفات المشتركة الحارقة لأواصر الشراكة الاستراتيجية للجانبين.

حيث قدمت إسبانيا مذكرة احتجاج رسمي، الأربعاء 24 نونبرالجاري، إلى سفارة الرباط في مدريد، منحت عبرها المغرب مهلة 20 يوما لإزالة المزرعة المخصصة لتربية الأسماك بالقرب من مياه الجزر الجعفرية المحتلة.

ولمعرفة سر توجسات الإسبان من إقامة المغرب لهذه المزرعة السمكية على بعد حوالي كيلومتر ونصف من الجزر الجعفرية المحتلة، وهل سيشكل هذا الملف شرارة لأزمة دبلوماسية جديدة بين الجانبين، تحاور “آشكاين” الخبير في العلاقات الدولية وتسوية النزاعات والشؤون الأمنية، عصام لعروسي.

وفي ما يلي نص الحوار:  

بداية كيف تقرؤون شكوى إسبانيا لدى سفارة المغرب بمدريد حول المزرعة السمكية القريبة من الجزر الجعفرية المحتلة؟

يمكن قراءة ذلك بمثابة مستوى أدنى من مستويات الأزمة، ذلك أن تبليغ السفارة في هذه المرحلة بالذات، وخاصة أن الأزمة مازالت قائمة ولم تنتهِ بعد، والسفيرة المغربية لم ترجع بعد إلى مدريد.

فأظن أن مجرد تبليغ السفارة يعبر عن رفض الطرف الإسباني بإقامة هكذا مشاريع بالقرب من الجزر الجعفرية، خاصة أنه يعلم أن الجزر الجعفرية هي مشروع لمطالة المغرب باسترجاعها، لأنها أراضي مغربية ولا تبعد عن مليلية إلا بـ50 كيلومترا.

عصام لعروسي ـــ أستاذ العلاقات الدولية والخبير في العلوم الأمنية وتسوية النزاعات

بالتالي أي شيء يتعلق بهذه المطالبة المغربية تثير الشك والريبة لدى الطرف الإسباني، وهو يفضل البقاء في مستوى مطالبة السفارة المغربية وليس التصعيد، وحل الأزمة في هذا المستوى وعدم رفعها إلى مستوى أعلى.

ما سبب هذه المخاوف الإسبانية في نظرك؟

المخاوف الإسبانية هي ناجمة أولا عن الخلفية التاريخية  للجزر الجعفرية، لأن إسبانيا تعلم أن سبتة ومليلية والجزر الجعفرية هي أراضي مغربية وهي محتلة منذ اكثر من 500 مائة سنة، أي منذ 5 قرون، والمغرب يضع نصب عينيه استرجاع هذه الأراضي وفق تصور مغربي لطبيعة النزاع الجيو سياسي في المنطقة، وفي الوقت المناسب سوف يطالب بها.

فهذه المخاوف تعكس هذا اليقين أو الذهنية الاستعمارية الاسبانية التي تخاف من إنشاء مثل هذه المشاريع، وهي شبيهة بما حصل في جزيرة المعدنوس أو جزيرة ليلى، سنة 2002، حيث كان هناك تصعيد عسكري حينها، لوجود قناعة دائمة لدى الإسبان، أنه في حال كسب المغرب إنجاز مثل هذه المشاريع بالقرب من هذه الجزر فسوف يشكل خطرا على الوضع القائم المتمثل في استيلاء إسبانيا على سبتة ومليلة والجز الجعفرية.

هل يرقى هذا الملف إلى مرتبة شرارة أزمة جديدة بين الرباط ومدريد؟

لا أعتقد أن هذه الملف سيشكل شرارة لأزمة جديدة بين الرباط ومدريد، وربما سيتم معالجة الموضوع بالطرق السلمية العادية، ولا أظن أنه سيؤدي إلى تصعيد في المواقف.

خاصة أن هناك العديد من المواقف الإسبانية لازالت لم تتضح بعد، علاوة على مخاوفها، فعدم وضوحها يتمثل في  قضية الصحراء المغربية التي حسم المغرب مع مواقف الأطراف.

وأيضا المخاوف الإسبانية من إنشاء قواعد عسكرية، كأن ينتقل الأمر من مجرد عمل تجاري إلى إنشاء قواعد عسكرية أو مشاريع مشتركة مع دول تهدد، كما تعتقد إسبانيا، الأمن القومي الإسباني.

فأظن أن هذا الملف سيعالج بالطرق الدبلوماسية المتعارف عليها، ولا أعتقد أنه سيساهم في زيادة التصعيد في الأزمة القائمة بين الرباط ومدريد.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x